أبو يونس
يحتفل الشعب المغربى يومه الثلاثاء، ككل 18 نونبر، بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد استقلال المغرب ، وهى ذكرى تجسد التلاحم بين العرش و الشعب بغية تحرير البلد من ربقة الإستعمار، وهي معركة مازالت متواصلة من اجل استكمال الوحدة الترابية المغربية . والكل يتذكر صولات و جولات حرب المقاومة والتحرير التي قادها المغاربة بمعية السلطان محمد الخامس . وكان الشعب المغربي الأبي بالمرصاد لكل مناورات و مخططات سلطات الحماية ، بدء بالظهير البربرى ، الذى أصدرته الحماية الفرنسية فى 16 ماي 1930 لبث التفرقة بين أبناء الشعب ، وانتهاء بالإقدام على نفي السلطان محمد الخامس وأسرته يوم 20 غشت 1953 إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، بل تأججت شرارة النضال بعد هذا النفي، ولم يعد المغاربة آنذاك يطرحون من خيار سوى عودة السلطان إلى عرشه و خروج المستعمر، فاندلعت معارك المقاومة الدامية في مختلف أنحاء المغرب، وتزايدت اعداد الشهداء، إلى أن رضخت سلطات الحماية إلى مطالب الشعب، فعاد الملك و اسرته معززا مكرما إلى ارض الوطن يوم 16 نوفمبر 1955 ، وعادت الشرعية التي حاول المستعمر طمسها بتنصيب عميله بنعرفة، لتنتهي فترة الحماية التي فرضت على المغرب منذ سنة 1912. وكانت تلك بداية لبناء المغرب الحديث، من خلال استمرار التلاحم بين الملك والشعب، معركة البناء التي عبر عنها جلالة المغفور له محمد الخامس بقوله ” لقد انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الكبر”. فكان التأسيس الأول لمؤسسات الدولة ولوضع دستورها الأول، ثم انطلقت معركة البناء الفعلي مع جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي وضع اسس الديمقراطية المغربية و إرساء البنيات التحتية و خلق مواطن القرن العشرين القادر على بناء صرح المغرب الحديث، دون نسيان مواصلة معركة الدفاع عن الوحدة الترابية. وهي مراحل واصلها جلالة الملك محمد السادس من خلال معركة التحديث و ترسيخ مسلسل الإصلاحات و استكمال البناء الديمقراطي في أرقى تجلياته، بشكل جعل من المغرب نموذجا في