يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، متنوعة الاهتمامات الفكرية، متعددة الاختصاصات، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع، سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
………………………
ضيف المنعطف ينفتح اليوم على عوالم المرأة كعنصر فاعل داخل بنية المجتمع، الأمر يتعلق بالسيدة أمينة سبيل عضو الأمانة العامة ، منسقة اللجنة التحضيرية للقطاع النسائي لجبهة القوى الديمقراطية.
…………………….
*كيف ترصدين للقارئ الوضعية الراهنة للمرأة المغربية في ظل تجاذبات المجتمع؟
**آمنت جبهة القوى الديمقراطية منذ تأسيسها بالدور الفعال للمرأة في المجتمع، وخاض القطاع النسائي معارك نضالية إلى جانب التنظيمات والحركات النسائية بالمغرب.فالمرأة اليوم تعاني من اكراهات كثيرة، تقف في وجه مسيرتها نحو لعب دورها كاملا داخل المجتمع المغربي، وفي ظل معطيات تتمثل في تكريس النظرة الدونية الموسومة بها.
لذا كان من الطبيعي أن تباشر المرأة معارك للدفاع عن حقوقها، والعمل على تحرير عقلية المجتمع من موروثات كثيرة، ومن أولوياتها النظرة التحقيرية المبنية على الاستهانة بقدراتها الفكرية، و كفاءاتها المهنية، وملكاتها الإبداعية. وهنا نسجل مع الأسف الشديد تراجعا كبيرا في المكتسبات التي حققتها الحركات النسائية على جميع المستويات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في ظل ممارسات الحكومة الحالية، خصوصا وأن المرأة المغربية كانت قد استبشرت خيرا مع صدور الدستور الجديد، والذي جاءت مضامينه لتنتصر للعديد من قضاياها المصيرية.
*وضعية المرأة بين الأمس واليوم أية مقارنة؟
**إن مقارنة وضع المرأة بين الأمس واليوم، يوضح بالملموس مدى التردي الذي كانت تعانيه جراء انحصار دورها في الوظائف التقليدية، التي جعلتها حبيسة أركان البيت، منغلقة على العالم الخارجي.وبفضل نضالات النساء التقدميات سرعان ما بدأ الوعي بضرورة انتزاع جملة من الحقوق التي مكنتهن من التحرر من الوضع ألكوارثي، الذي عانين من ويلاته الكثير، فاستطعن فرض وجودهن داخل المجتمع، من خلال خروجهن إلى عوالم الشغل والوظيفة، وغيرها من المهام،التي كانت حكرا على الرجل. لقد أبانت المرأة المغربية عن مؤهلات كبيرة في شتى مناحي الحياة العامة سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، فنية، رياضية وغيرها.
*هل لك الأخت أمينة سبيل أن تجملي للقارئ أهم الطالب الملحة للمرأة اليوم؟
**القطاع النسائي في جبهة القوى الديمقراطية يضع قضايا المرأة ضمن أولى اهتماماته، و يحمل طموحات حقيقية نابعة من واقع ما تعيشه، وبالتالي فان الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها أصبح أمرا لا تراجع عنه، بل إن القطاع النسائي مدعو اليوم للعب أدوار طلائعية من أجل أن تتمتع المرأة بحقوقها كاملة، وفرض مبدأ المناصفة والمساواة جنبا إلى جنب مع الجل لبناء مجتمع مغربي ديمقراطي وحداثي، وفق ما نص عليه دستور 2011.
جبهة القوى الديمقراطية وهي تجدد هياكلها التنظيمية تتابع باهتمام أشغال التحضير المكثفة لهيكلة القطاع النسائي من أجل رفع تحديات واستحقاقات المرحلة المقبلة. بالمناسبة فالحركات النسائية على اختلاف توجهاتها ما فتئت تندد بتراجعات مكتسباتها في ظل حكومة بنكيران، داعية إلى ضرورة تفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالمرأة خاصة الفصلين 19 و146، وإعادة الثقة للمرأة في العمل السياسيالاجتماعي، وجعل قضاياها محورية في أي تنمية وطنيا وجهويا، وبلوغها مراكز القرار في ظل الجهوية الموسعة.
عبد الرحيم بنشريف