اجرى الحوار – احمد العلمي
مرحبا بكم السيد الأمين العام في هذه المقابلة الصحفية الخاصة بمناسبة الذكرى ال 26 لتأسيس حزب جبهة القوى الديمقراطية. نحن هنا اليوم للحديث عن العديد من القضايا التي تهم الحزب والتحديات التي تواجهه في المرحلة القادمة، سنتحدث كذلك على مواقفه بشأن التطورات التي تهم الوضع الدولي والمغرب، و ممتنون لوجودكم السيد الأمين العام للحزب الدكتور المصطفى بنعلي بيننا لتقديم نظرة شاملة حول هذه المسائل.
في البداية نود أن نسمع منكم رؤيتكم حول التطورات الدولية الحالية والتحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي؟
الدكتور المصطفى بنعلي: بالفعل، نحن نواجه تطورات دولية قاتمة ومخاطر جديدة تهدد استقرار العالم. نشهد ظهور نزوعات فاشية وممارسات عنيفة ولجوء وعنصرية واحتكار وشذوذ وغير ذلك من الممارسات التي تعهدت الإنسانية بتحييدها.
اليوم يوجد الفكر الإنساني على المحك، لقد بلغ مداه، ومستقبل الإنسانية يقتضي التفكير وفق منطق جديد.
أكيد أن تطور الأحداث الدولية يؤثر على المغرب لكن فلنبدأ بالتطورات التي لها تأثير مباشر على بلادنا كيف تلقيتم خطوة الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء؟
الدكتور المصطفى بنعلي: صحيح، الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء ليس حدثا سياسيا أو دبلوماسيا عاديًا، فهو مكسب استراتيجي مهم لفائدة قضيتنا الوطنية، والسياق الدقيق الذي جاء فيه هذا الموقف يعطيه حمولة كبيرة.
إن أهم ما يميز هذا الموقف في نظرنا هما توقيته والحكومة التي اتخذته، فالاعتراف الإسرائيلي جاء في توقيت يعبر بالملموس على أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، وحكومة بنيامين نتانياهو التي اتخذت الموقف تجسد تعددا وعمقا شعبيا مهما في إسرائيل.
يجب أن لا ننسى أن في إسرائيل كذلك مناهضين لما يعرف عندنا بالتطبيع.
المنعطف: في نظركم هل يشجع هذا الاعتراف دول أخرى على اتخاذ نفس الموقف؟
قرار إسرائيل مهم من الناحية الجيوسياسية اعتبارا للمكانة التي أصبحت لها في المنتظم الدولي هناك دول كثيرة صديقة لإسرائيل ستتأثر بقرارها.
لكن في نظري أهم ما في الأمر أن هذه الخطوة وضعت بعض الدول في حرج كبير، وعلى رأس هذه الدول فرنسا. نحن لا نفهم ما الذي يجعل فرنسا لم تعترف لحد الآن بمغربية الصحراء، خصوصا وأنها كانت تقدم نفسها على الدوام كصديقة للمغرب ومدافعة على مصالحه في المحافل الدولية.
لا أخفيكم سرا أننا في حزب جبهة القوى الديمقراطية بصدد توجيه رسالة إلى الأحزاب الفرنسية نعبر فيها لهم على أن فرنسا تخلف موعدها مع التاريخ بتأخرها في القيام بالمتعين وفاء لواجبها التاريخي.
المنعطف: وما رأيكم في بعض ردود الفعل الداخلية حول هذا الاعتراف وحول مسألة “التطبيع”؟
الدكتور المصطفى بنعلي: بعض ردود الفعل التي صاحبت الاعتراف الإسرائيلي مهما كانت معزولة تؤكد على أن هناك حاجة لتنقية تراثنا النضالي من بعض الشوائب المتبقية عن تيار القومية العربية وفترة الحرب الباردة..
في عالم اليوم قضية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية تحتل مكانة مهمة في الرؤية الدولية الاستراتيجية للتنمية والأمن والرهانات الجيوسياسية، وتسويتها سلميا لا تقل أهمية عن ضرورة تسوية القضية الفلسطينية من أجل صناعة السلم في الشرق الأوسط وفي العالم.
فهذه ليست مقابل تلك، والمغرب الرسمي والشعبي يعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية ويساند كفاح الشعب الفلسطيني.
المنعطف: (مقاطعة) عبرتم في الدورة الخمسين للمجلس الوطني للحزب بفاس خلال شهر يونيو الماضي عن موقف مثير من القضية الفلسطينية هل لكم أن توضحوا هذا الموقف؟
الدكتور المصطفى بنعلي: موقفنا في حزب جبهة القوى الديمقراطية واضح وثابت، نحن نعتبر أن القضية الفلسطينية قضية مركزية ولكنها ليست قضية وطنية بل هي قضية شعب صديق عليه أن يتوحد ويلتف على قيادة واحدة من أجل تقرير مصيره ونحن معه في ذلك.
يجب التأكيد على أن موقفنا هذا نابع من إيماننا بالضرورة الملحة والمستعجلة لتحرير الشعب الفلسطينيمن الوصاية التي تمارس عليه تحت مبررات ومسميات مختلفة.
لقد قلنا بأن القضية الفلسطينية هي قضية شعب صديق يمكن أن تكون لدينا خلافات معه بعد أن يتحرر ويؤسس دولته، وها هي تصريحات السيد جبريل الرجوب القيادي الفلسطيني التي أدلى بها مؤخرا لفائدة حكام الجزائر تؤكد بأن الخلافات يمكن أن تنشب حتى قبل ذلك.
اسمح لي أن أعود إلى مسألة التطبيع، هناك مواقف مناهضة للتطبيع في المجتمع المغربي، ونحن نفهمها ويمكن أن نتفهمها حتى، لكن ما لا يمكن أن نتفهمه هو السقوط المدوي بخصوص هذه المسألة في الابتزاز والارتزاق على حساب القضية الفلسطينية، ونحن لا نقبل بشكل أكبر أن تكون مواقف مناهضة التطبيع في خدمة أجندة الدعاية الجزائرية المغرضة التي لا تهمها القضية الفلسطينية ولا أي شيء آخر سوى مناوشة المصالح الوطنية للمغرب.
المنعطف: نرجع إلى السياق الوطني الحالي، ما هو رأيكم في تطورات هذا السياق وما يتطلبه من مهام وطنية كبيرة لتحقيق الإصلاحات الكبرى؟
الدكتور المصطفى بنعلي: نحن ندرك أهمية تطورات السياق الوطني وضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية وإعطاء الدستور دورًا مهمًا في الإصلاحات الكبرى. نحن نؤيد بناء الدولة الاجتماعية الحاضنة وضمان التنمية المستدامة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المغرب. يجب أن تكون هذه الإصلاحات محددة وملموسة وتعود بالفائدة على جميع المواطنين بشكل يعيد لهم الثقة.
المنعطف: كيف يمكن لحزبكم المساهمة في مواجهة التحديات الحالية والمساهمة في بناء دولة اجتماعية قوية؟
الدكتور المصطفى بنعلي: نحن نعمل باسمرار على تطوير خطة عمل فكرية وسياسية وتنظيمية تستجيب لمتطلبات الثورة الفكرية وتحقق أهدافنا السياسية والتأطيرية التي تعتبر سبب وجودنا. نسعى لتحقيق وحدة اليسار وتعزيز التقدمية، وسنعمل في إطار جبهة موسعة للقوى الديمقراطية على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية من خلال تقديم مساهمتنا لتطوير سياسات عمومية تعزز قوة العمل وتحافظ على القوة الشرائية للمواطنين.
نسعى لتعزيز الاقتصاد التضامني ودعم حقوق العمال والفئات الهشة وتطوير قطاعات الصحة والتعليم والاستثمار لتحسين جودة الحياة للمواطنين.سنعمل كذلك مهما يكن موقعنا على محاربة التضخم الواقعي وتعزيز الاقتصاد التضامني وحماية حقوق الطبقات الهشة والمعدمة والوسطى. نحن نسعى لتحقيق توازن في الميزانية للتركيز على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.
إننا مقتنعون بأن الحكومة تغلب توازنات الميزانية على حساب الأوضاع الاجتماعية للفئات المتضررة من سياستها وهذا ما جعل الأوضاع الاجتماعية مأساوية وجعل المغاربة لا يحسون بالجهود المبذولة في البلاد.
يجب ان نسلم بأن ضمانة تحصين البناء الديمقراطي والتنموي بالبلاد هو الاهتمام بالشق الاجتماعي، فبناء الدولة الاجتماعية ليس ترف بل هو ضرورة، وهو يجسد اختيار ملكي واع بحجم التحديات المطروحة، فصيانة السلم الاجتماعي ضمانة أساسية أولية لإنجاح الانتقال الديمقراطي وإنجاز مهام التنمية.
المنعطف: ما هو موقفكم إزاء حركات الاحتجاج المشروعة والسلمية في المغرب؟ وكيف تقدرون مسار العمل الحقوقي والسياسي بالمغرب؟
الدكتور المصطفى بنعلي: نحن ندعم حرية التعبير وحق الاحتجاج السلمي في المغرب. إنها تمثل صوت الفئات المتضررة وتعبّر عن رغبتها في الحصول على حقوقها المشروعة. لحسن الحظ أن في مغرب اليوم لا توجد سوى حركات احتجاجية مشروعة وسلمية نتيجة التقدم الملموس في البناء السياسي والمؤسساتي. نحن ننصح الحكومة الحالية ببناء جسور التواصل والحوار مع هذه الحركات لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وفي مجال حقوق الإنسان وبناء دولة الحق والقانون والمؤسسات بما يحيل عليه من تطور في مسار العمل الحقوقي والسياسي فإن المنجز كبير منذ أن اختار المغرب فتح ملف انتهاكات الماضي الجسيمة وإنصاف الضحايا وجبر الضرر، لكن الأهم يبقى في تحصين هذا المنجز وترسيخه عبر تعزيز ثقافة وممارسة حقوق الإنسان، وتوطيد مسار البناء الديمقراطي، عبر توطيد الحوار السياسي.
إن المغرب في نظرنا في حاجة ماسة وفورية إلى نقاش سياسي وطني عمومي حول البرامج السياسية للأحزاب، فالأمة المغربية في تحولها إلى قوة إقليمية صاعدة في حاجة إلى نخب حقيقة وإلى تعبئة سياسية وطنية مستمرة لا تجعل من الانتخابات سوى لحظة للفرز الطبيعي للأفكار التي تخدم استقرار المغرب وتقدمه.
المنعطف: دعنا نمر إلى سياق هذا الحديث الصحفي، تحقيق 26 عامًا من العمل السياسي الجاد ليس أمرًا سهلاً. ما هي أكبر التحديات التي واجهتموها على مدار هذه الفترة؟ وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟
الدكتور المصطفى بنعلي: بالفعل، مواجهة التحديات كانت جزءًا أساسيًا من رحلتنا. لقد واجهنا تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية ومعها تحديات تنظيمية داخلية ترتبط بهذه التحولات. ومع ذلك، كانت لدينا دائمًا رؤية واضحة ووحدة داخلية قوية.
استثمرنا بشكل كبير في بناء قاعدة جماهيرية وتوسيع وتنويع آليات الفعل والتأطير الحزبيين. من خلال إبداع التصورات السياسية والعمل بروح الحوار والوفاق والتعاون، تمكنا من تجاوز هذه التحديات والوفاء بالتزاماتنا تجاه أعضاء الحزب والمجتمع بأسره.
التحديات التي وجهناها في مسار الحزب جراء تقلبات أحوال السياسة في بلادنا، وإنلم تساعدنا على تبوء المكانة المستحقة فيالخريطة الإنتخابية، فإن التزامنا بخط سياسي متجدد ومتكيف مع المتغيرات السياسية والمجتمعية، ظل ثابتا. بل أن انتقال الحزب ومروره بمختلف المواقع السياسية، لم يزده سوى تشبثا بخطه النضالي الجاد والمسؤول، وبتوجهه الديمقراطيالحداثي، ورفض الانحراف عنه لحسابات انتخابية، أو ما شابهها من حسابات حزبية ضيقة وظرفية.
لقد ظل حزب جبهة القوى الديمقراطية، رغم الرياح العاتية المشبعة بالشعبوية والإنتهازية والوصولية، متحليا بالجدية والمسؤولية والواقعية فيكل خطواته ومواقفه، والإلتزام بالدفاع عن مصالح الوطن العليا وقضايا المواطنين والفئات الشعبية الواسعة. وهو ما أكسبه مصداقية وجاذبية في المجتمعية، اليوم نحن نجي ثمار مواجهتنا بحكمة لهذه التحديات، نحن نقدم أملًا ورمزًا للتغيير والتقدم.
المنعطف: خلال فترة رئاستكم للحزب، ما هي الإنجازات التي تفخرون بها اليوم؟
الدكتور المصطفى بنعلي: ما نفتخر به بشكل جماعي خلال هذه الفترة هو بقاء الحزب في حد ذاته وتحصين هويته الفكرية والسياسية والتنظيمية، لكن ما يجعلنا أكثر ارتياحا هو هذه النظرة المتنامية إليه كقوة للتغيير في المستقبل.
لقد أصبح حزب جبهة القوى الديمقراطية يقدم البديل السياسي الواقعي الذي يرون فيه الناس الأمل بالنسبة للمستقبل، نحن مبتهجون لتواصل التحاق كوادر مهمة بصفوف الحزب خلال هذا الصيف، وسنعمل على إعلان نتائج سياسية الأبواب المفتوحة التي نهجها في إطار استرتايجية انبثاق التنظيمية بمناسبة الدخول السياسي المقبل.
الحقيقة أن هناك مؤشرات قوية على أن مستقبل الحزب جيد.
المنعطف: إذن ما هي رؤيتكم المستقبلية للحزب وما هي الأهداف التي تتطلعون لتحقيقها في السنوات المقبلة؟
الدكتور المصطفى بنعلي: نؤمن بأن للحزب مستقبل واعد ومشرق. سنواصل العمل بجدية لتعزيز دور الحزب في الحياة السياسية وتحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
نطمح إلى تعزيز الديمقراطية والشفافية في أداء المؤسسات، ونتطلع إلى الشروع في مناقشة القوانين الانتخابية من الآن، يجب أن نقطع مع تعديل القوانين الانتخابية بشكل جزئي على بعد أيام من الانتخابات، نحن مع فتح نقاش فوري حولها، ونقترح أن تجرى الانتخابات المقبلة في يوم واحد من أجل تخفيض كلفتها والرفع من مردوديتها الديمقراطية، وذلك في اتجاه انجاز مهام التنمية الشاملة والمستدامة وتمكين الشباب والمرأة وتعزيز دورهما في صنع القرار والمشاركة السياسية.
من ناحية أخرى نعمل على تعزيز القدرة التكنولوجية والابتكارية للحزب، واستخدام الأدوات الحديثة للتواصل والتفاعل مع الجماهير. نركز أيضًا على تطوير الكوادر والقيادات الشابة لضمان استمرارية رؤية الحزب وتحقيق أهدافه المستقبلية.
المنعطف: يوم الذكرى السنوية الـ 26 لتأسيس الحزب هو يوم خاص ومهم. كيف ستحتفلون بهذه المناسبة؟
الدكتور المصطفى بنعلي: بالفعل، هذا اليوم هو مهم جدًا بالنسبة لنا. نقوم منذ مدة بتنظيم فعاليات خاصة تكريمًا لهذه الذكرى، بما في ذلك انعقاد الدورة الخمسين للمجلس الوطني. والواقع أن برنامج هذه الفعاليات يأخذ بعين الاعتبار تزامن هذه الذكرى (يوم 27 يوليوز 1997 تاريخ تأسيس الحزب) مع احتفالات المغاربة بعيد العرش.
سندشن الدخول السياسي والاجتماعي المقبل بتظاهرة احتفال كبرى، ونشير إلى أنه يدخل ضمن برنامج الاحتفال هذه السنةإعلان برنامجنا المستقبلي والأهداف الجديدة التي نسعى لتحقيقها في المرحلة القادمة في أفق استحقاقات 2026.
المنعطف: قبل أن نختم هناك بعض المواضيع التي نود نتطرق إليها ولو بعجالة، والبداية بتطورات المشهد الإعلامي ومستقبل الإعلام الحزبي، كيف تنظرون إلى هذه التطورات؟
الدكتور المصطفى بنعلي: ليس بعين الرضى، هناك تحديات جسيمة تواجه الإعلام الوطني، فالمصلحة الوطنية تقتضي أن يكون الإعلام المغربي قويا بتعدده وانفتاحه على العالم. لكن الواقع يشهد عكس ذلك. نحن نؤيد إجراء إصلاحات عميقة تجعل من حرية التعبير ومن تعدد تيارات الرأي والفكر في المغرب منطلقا لإعلام تنافسي وقادر على إيصال الرسالة الحضارية للمغرب داخليا وخارجيا.
لا يمكن أن يستمر الوضع الذي يعيشه المشهد الصحفي في بلادنا والذي لا حديث فيه سوى على الدعم وعن عضوية المجلس الوطني.. نحن نتخذ مواقفنا في هذا الموضوع على بناء خطة تشجع الاستثمار المنتج في الإعلام وتعمل على تنقية المجال من الدخلاء والمتطفلين وأصحاب السوابق ومن الذينلا مهنة ولا شهادة ولاهم لهم سوى التسلط على مهنة الصحافة.
في هذا الإطار ينبغي التأكيد على أن الصحافة الحزبية كانت رائدة في صناعة تجربة الاعلام الوطني التعددي ورغم التحديات المطروحة اليوم على الصحافة عموما بفعل الثورة التكنولوجية فالإعلام الحزبي لازالت له مهام أساسية خصوصا فيما يرتبط بصحافة الرأي والتحليل.
المنعطف: مجال الثقافة الآن، ما رأيكم في الصناعة الثقافية المغربية وحماية التراث اللامادي في ظل توالي اعتداءات الجيران؟
الدكتور المصطفى بنعلي:نعرف أن دور الوزارة هو إنتاج السياسات العمومية، لذلك فنحن نؤيد مشروع الوزارة لتطوير الصناعة الثقافية بالمغرب عبر تطوير شروط الاستثمار المنتج في الثقافة. ومن الجوانب التي ينبغي الاستثمار فيها حماية التراث اللامادي وذلك من خلال محاور الحماية القانونية والجرد والتوثيق والتحسيس. ينتظرنا كمغاربة عمل مهم في هذا الباب بقطع النظر عن الهيستيرية الجزائرية فإن لها قصة أخرى.
المنعطف: خسر اليوم صباحا الفريق الوطني النسوي بحصة ثقيلة أمام نظيره الألماني في إطار نهائيات كأس العالم كيف تعلقون على هذه الخسارة؟
الدكتور المصطفى بنعلي: لم تتسنى لي فرصة مشاهدة المباراة حتى أعلق على أداء الفريق الوطني النسوي، لكن الحقيقة أن التعليقات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صدمتني بحجم العداء الذي أظهرته ضد المرأة، لقد شكلت هذه الهزيمة مناسبة لتصفية الحسابات مع المرأة المغربية، بما يؤكد أن الطريق لا زال طويلا للنضال من أجل تحرير المرأة وتحقيق المساواة وتغيير الصورة النمطية المكرسة لدونية المرأة.
المنعطف: شكرًا لكم على هذه الإجابات الوافية. نتمنى لحزب جبهة القوى الديمقراطية دوام التقدم والنجاح في المساهمة في بناء مستقبل أفضل للمغرب.
الدكتور المصطفى بنعلي: نحن نشكركم على هذه المقابلة وفرصة التحدث عن رؤيتنا وأهدافنا. نحن ملتزمون بالعمل من أجل المصالح العليا للوطن ومستقبله.