a24- ليلى خزيمة
الحفاظ على صورة الفنان هو أهم دور بالنسبة لمدير الاعمال . لذا، حسب مدير الأعمال و المنتج مفيد السباعي يتوجب على الفنان اعتباره فردا من أفراد الأسرة. فمدير الأعمال هو الذي يتكلف باختيارات الفنان سواء الفنية أو المظهر الخارجي أو نوعية الحفلات أو اللقاءات الصحفية أو المداخلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. و بالطبع يجب على مدير الأعمال أن يكون على الأقل على دراية بالعمل الفني. أن يكون مستمعا جيدا و علاقاته متعددة و متنوعة في مجالات الصحافة و منظمي الحفلات و أن يكون على دراية بكل المستجدات. فمدير الأعمال يحافظ على صورته من خلال صورة الفنان الذي يتعامل معه.
هذا يعني وجود معايير للاختيار ؟
في الأصل، الفنان من يبحث عن مدير الأعمال المناسب له. بالنسبة لي هناك العديد من المعايير فأنا أدقق في مستوى الفنان و مؤهلاته الصوتية و موهبته وطموحه و مدى قابليته لمنافسة من هم داخل الساحة الفنية. لكن يبقى أهم معيار هو الاخلاق.
ماهي أنواع المشاكل التي تصادفونها مع الفنانين؟
أول مشكل أواجهه كمدير أعمال هو الغرور. فهناك بعض الفنانين بمجرد ما أن تساعده و يبرز اسمه داخل الساحة الفنية و على ترددات الاذاعة بمدة بسيطة، يهيأ له أنه لا وجود للآخرين في الميدان. يصاب بالغرور و ينسى أن تواجده هو ثمرة مجهود شخص آخر تفانى في عمله لكي يصل به إلى هذا المستوى.و عندما يتخلى عنه مدير أعماله يخسر الكثير و لا يتطور في مسيرته. الغالبية يتراجعون عن قراراتهم لأنهم يلمسون الفرق من رد فعل الجمهور. و يندمون عندما لا ينفع الندم. هناك طبعا مشاكل أخرى، لكن الغرور هو الأقبح.
هل سبق وأن لجأ إليكم فنان وقع في بعض المشاكل القانونية نتيجة عقوده ؟ و كيف تعاملتم مع الوضع؟
قبل التعامل مع أي فنان أساله إذا ما كان يربطه عقد مع شركة أو شخص. في حالة الجواب بنعم فنقوم بقراءة هذا العقد بالاستعانة بمحاميمن أجل فسخه بصورة ودية. إذا تعذر الأمر لسبب أو لآخر أنسحب و أتراجع و ألغي أي نية تعامل معه إلى أن يتغير الوضع. فحسب تجربتي أهم نقطة أركز عليها هي الثقة بين الفنان و مدير الأعمال. فهذا الأخير يسدي النصيحة و يعطي الأمثلة لمواقف مر بها الآخرون. و يحاول وضعه أمام الأمر الواقع.
أنتم مدير أعمال العديد من الفنانين، كيف ترون حاليا وضع الساحة الفنية المغربية؟
لقد تطورت الساحة الفنية مؤخرا مقارنة مع السنوات الماضية على مستوى الكلمات و الألحان والتوزيع الموسيقي. لكن ليس كل المتواجدين في الساحة يمتلكون أصواتا في المستوى. و هناك أصواتجيدة ،لكن للأسف لم تعرف كيف تستغل موهبتها و تنتقي أغاني في المستوى.ولم تجد من ينير لها الدرب لاختيار المنتج المناسب الذي سيبرزها داخل الساحة الفنية. مع ذلك هنالك منافسة، الشيء الذي سيدفع بعض الأصوات للعمل بجد من أجل التفوق.
العديد يتحدث عن صناعة الفنان، ما هي الوصفة السحرية؟ وما هي المكونات التي تحتاجها الساحة كي نصل الى مرحلة الصناعة الموسيقية؟
يجب أن نأخذ المثال عن بلدان رائدة في الصناعة الموسيقية و يعملون بها منذ سنين. يجب على المسؤولين في الشأن الثقافي أن يوفروا تكوينات بهذه البلدان للمهتمين و المتخصصين حتى نتمكن من خلق صناعة موسيقية متطابقة مع ما لدينا و نقي أنفسنا من الوقوع في الاستنساخ الأعمى. هذا سيتأتى من خلال خلق منظومة متماشية مع ما نتوفر عليها داخل المغرب.
بالطبع الصناعة الموسيقية تتطلب انخراط شركات كبرى لها القدرة على إنتاج موسيقى جيدة للفنان سواء عن طريق شراء الكلمات و الألحان و جلب تقنيين أكفاء و الاشتغال على توزيع متميز. فأي شركةباستطاعتها من خلال العروض و الإشهاراتصنع النجم من الفنان. تروج لأعماله وبالتالي تربح من خلاله الكثير مثل ما نرى في الولايات المتحدة الأمريكية. نتمنى أن تتاح لنا هذه الفرصة و تصبح لدينا صناعة موسيقية يمكن ترويجها عالميا.
إن لم تكن لدينا صناعة موسيقية، هل تمكنا من وضع أول خطوة نحو أغنية مغربية عالمية؟
بالنسبة لي الوحيد الذي وصل للعالمية حاليا هو ريدوان. و عندما أتحدث عن عالمية الأغنية المغربية أعني الأغنية باللهجة الدارجة و المثال على ذلك أغانيه مع أحمد شوقي التي وصلت إلى العالمية و استطاع أن يحقق ما يسمى بالفيوتيرين مع مغنيين عالميين و اشتهرت الأغاني بفرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و البلدان التي تمتلك صناعة موسيقية. و هنا أقول لا بد لنا من أشخاص مثل ريدوان لهم سمعة عالمية و يمتلكون علاقات بشركات عالمية، عندها يمكن أن تصل الأغنية المغربية إلى العالمية. و عندما أتحدث عن العالمية بالنسبة لريدوان أقصد أنها سمعت في العالم ككل. أن تكون مغني مغربي و تصل إلى العالمية، يعني أن تحيي سهرات ببلدان عديدة، داخل مسارح كبيرة و تحقق إيرادات خيالية بشبابيك كاملة. هذا ما أسميه العالمية. و ليس إحياء حفلات داخل مطاعم و ملاهي ليلية. فهذه الأخيرة بالنسبة لي هي مجرد أعمال تقوم بها لا أقل و لا أكثر و لا تمت للعالمية بصلة.
كيف تقيمون مساهمة المهرجانات في الرفع من مستوى الأغنية المغربية و الوصول بها الى العالمية؟
تساهم المهرجانات بشكل كبير في إبراز مستوى الفنان. فالغناء مباشرة أمام الجمهور ليس بالأمر الهين. فالمهرجانات التي ترغب في استدعاء الفنان ستتابع إنجازاته على المباشر و مدى تجاوب الجمهور معه. فهي تساهم بشكل كبير جدا في تألقه على المستوى العالمي. فمهرجان فيزا فور ميوزيك مثلا يعرف بالأغنية المغربية سواء منها العصرية أو الشعبية أو الفولكلور و يتيح للفنانين فرصة وضع ملفاتهم و التعرف على منتجين من دول مختلفة و التواصل معهم من أجل تعاون مستقبلي. مثل هذه المهرجانات مفيدة جدا للفن و الفنانين و نطمع في الاكثار منها
كمنتج، هل التنافسية التي نلمسها الآن بين الفنانين الشباب تسير في الاتجاه الصحيح؟ هل تحترم معايير الجودة؟
لا يمكن لنا أن نحكم. كل ما يمكن قوله هو أن المنافسة عامل جيد لأن من خلالها يمكننا استخراج مؤهلات الفنان الحقيق الذي يمتلك صوتا و أغاني في المستوى . لو لاحظتم مؤخرا هنالك من لا يمتللموسيقى بصلة ولا يمتلك مؤهلات صوتية، يسجل أغاني و يطرحهم في السوق كأي مغني كفئ. يبقى الجمهور الذواق الذي يمتلك أذنا موسيقية هو الذي يختار و يحكم عليه هل هو في المستوى أم لا. و كما قلت للأسف اختلط الحابل بالنابل و لم يعد هنالك فرق التواجد بالنسبة لمن يمتلك مؤهلات صوتية و من لا يمتلكها.
هل هنالك فرق في التواصل بين الفنانين الذين تعاملتم معهم سابقا و الذين تتعامل معهم الآن ؟
الفرق بين إدارة أعمال رواد الموسيقى أمثال حميد بوشناق و التيوسي و باري و أفلاك و منصف الجيلالي و مجموعة من الفنانين الذين كانوا قدوة للشباب و بين الفنانين الشباب، هو أنني قبل الاشتغال مع الرواد كنت من محبيهم. يعني لديهم تجربة كبيرة داخل الساحة الفنية. فقد اكتسبت منهم شخصيا العديد من المهارات كما منحتهم الكثير. يعني أننا كنا نكمل بعضنا البعض. و هذه التجربة هي التي تساعدني الآن على إدارة أعمال هؤلاء الشباب.
خضتم العديد من التجارب منها تجربة التمثيل، هل هي بداية لمرحلة جديدة لمفيد؟هلمن جديد؟
تجربتي في التمثيل كانت ناجحة و لله الحمد رغم أنني أديت دورا من الأدوار الصغيرة. و لكن أن تمثل لأول مرة و يشهد الجميع بأنك قمت بعمل جيد فهذا مفرح. و ستكون أن شاء الله أعمال أخرى بأدوار أهم و عما قريب.
أما في ميدان الغناء، فلدينا دائما الجديد. فقط نتريث كي نطرح للجمهور أعمالا في المستوى. هنالك عمل لفرقة بابل وآخر لسفيان نحاس. كما أعمل على مشروع جديد من المشاريع التي أعشق الاشتغال عليها مع فنانة جديدة ستدخل غمار الساحة الفنية و يكون لها اسم و تتمكن من منافسة من هم موجودين على الساحة الفنية و أن شاء الله تعجب الجميع
ما الذي يتمناه مفيد و يطمح له؟
أتمنى أن تكون لدينا صناعة موسيقية و أن تعطى القيمة للفنانين الحقيقيين الذين يبدعون داخل الوسط ومن يوظفون اللمسة المغربية داخل الأغنية العصرية حتى نتمكن على الأقل من إثارة فضول المتلقي غير المغربي و دفعه للبحث و الاطلاع على التراث المغربي. يجب أن نحاول خلق نمط و أسلوب جديد يحفز على الابداع و الاجتهاد . فهذا أفضل ممن يغني فقط للبقاء داخل الوسط أو يدخل الوسط فقط من خلال الفضائح.