عبدالرحيم بنشريف
غداة وصول ترامب على رأس الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد يوم من توليه مهامه الرئاسية، اجتمع قادة اليمين المتطرف من أنحاء أوروبا في بلدة ألمانية لمناقشة سبل تعميم وتطبيق سياسات ترامب القائمة على الكراهية والتفرقة في القارة الأوروبية، وتعالت الأصوات للاحتجاج على ما يمثله الرئيس الجديد من تهديد حقيقي للأمن والسلام العالميين
ومنذ فوز ترامب في الانتخابات، بادرت الحركة المدنية العالمية آفاز التي تضم أكثر من 44 مليون عضو تغطي كافة الشعوب والأمم في بقاع الأرض بالدعوة إلى محاربة ترامب كرمز للكراهية والعداء للإنسانية، منبهة إلى تزايد قوة اليمين المتطرف حول العالم واكتسابه المزيد من الزخم خصوصاً مع انتخاب ترامب، مما يضع مستقبل البشرية وكوكبنا على المحك.
ومن هذا المنطلق وجهت الحركة نداء عاجلا اليوم لبناء حراك أقوى للتصدي لهذه السياسات قبل فوات الأوان، بالنظر إلى أن المجتمع الإنساني برمته في غير مأمن من خطر اليمين المتطرف، مضيفة أن لا أحد كان يعتقد أن لدى الرئيس ترامب أية حظوظ حقيقية للوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة، وهو الآن أصبح رئيساً يتحكم بشيفرات إطلاق أقوى ترسانة للأسلحة النووية في العالم.
وتشير الحركة التي تتواجد في جميع الدول أنها قامت خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالتواصل مع حوالي مليوني ناخب في ما يسمى بالولايات المتأرجحة، لكن ذلك لم يكن كافياً لمنع ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض، لذا فهي تجدد الدعوة للانضمام بقوةً وبأعداد وافرة للتغلب على دعاة الكراهية في المرحلة القادمة، والعمل بجدية على إنقاذ العالم من خطر اليمين المتطرف.
وتسوق حركة آفاز العالمية حالة المرشحة العنصرية للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان، التي حاولت اللقاء سراً بترامب، توجهت إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر الكراهية لتتحدث عن إطلاق جبهة موحدة لليمين المتطرف في أوروبا يهدف إلى الانتصار بالانتخابات في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية.
وخلصت الحركة إلى صعوبة المعركة لوقف هذا التوجه الداعي إلى الكراهية وتنامي اليمين المتطرف، مع التأكيد على أن حراكها يعد الأكبر عالميا على الإنترنيت في التاريخ، وبالتالي يملك القدرة أكثر من أي جهة أخرى للتصدي لهذا الخطر الداهم
وتذكر الحركة بمنجزاتها الهائلة حتى الآن، عبر إسهامها في تغيير قواعد اللعبة حيال مواجهة التغير المناخي، وإنقاذها حرية الانترنت من أخطار عدة وهزمها لشركات ضخمة مثل مونسانتو، وتمكنها من حماية مساحات واسعة من المحيطات والغابات.
لكنها تقر بأن ما يواجهه العالم اليوم هو عدو قديم للإنسانية. وعلى الجميع تعزيز وتطوير الحراك لكي نتمكن من هزيمته، كما تؤكد على أن الخيارات التي يتخذها المواطنون العاديون عادة ما تصنع التاريخ، إذ تمكنت أجيال سابقة من الارتقاء إلى مستوى تحديات تماثل ما نواجهه اليوم، منبهة إلى أن ترامب يدعو لعزيز قدرات التسلح النووي الأمريكية.