أجرى الحوار – ليلى خزيمة
مباشرة بعد شهر رمضان، سيكون لمحبي الفنان محمد الخياري موعد مع مسلسل جديد من 30 حلقة مدة كل واحدة 59 دقيقة، وهو العمل الذي تم إخراجه من طرف صفاء بركة و تأليف إبراهيم بوبكدي و إنتاج ديسكونكتد، اذ سهرت على العمل خلية من الكتاب الشباب المبدعين و سيدرج في خانة برامج القناة الأولى.
في حين يدعو الفنان محبيه ل“ديرو النية” خلال رمضان، الى عمل فريد من نوعه. توالف فيه العديد ممن لم نرهم مجتمعين منذ مدة، مثل الفنان عبد الخالق فهيد و الفنان محمد الخياري. و عندما سألنا هذا الأخير عن سر السيتكوم قال: “هو عبارة عن توليفة جميلة تتكون من الفنانة زهور فليفلة و الفنانة زهيرة صديق و الفنان عبد الخالق فهيد و أنا، و الجيل الجديد المتمثل في يسار و المهدي و الكاما و ياسين و خالد ، و هو تحدي خضناه و نحن على ثقة بأنه سيغني الساحة و يتحف المشاهدين بكل ما هو جديد و فريد.
محمد الخياري يعنى بجمهوره المغربي أينما كان، و في هذا الحوار عبر” المنعطف” وعبرعن شعوره عندما يقف على خشبة المسرح أمام المغاربة في بلاد المهجر، إذ كانت آخر جولة قام بها تحمل عنوان “كومي كاز”.
- كيف كانت جولة محمد الخياري في كومي كاز؟
إنها متعة و متعة كبيرة للغاية، فبالإضافة إلى جو الفكاهة والانسجام اللذان تعيشهما مع الجمهور داخل المغرب، تحس ببهجة مضاعفة مع الجمهور المغترب. فمن جهة تجد الفرح و الضحك من خلال المواقف الساخرة، من جهة أخرى هو لقاء يتم من خلاله إشباع الحنين للوطن.
الحفاوة و حرارة الود تعبر عن امتنان و شكر، فأنت تفتح لهم فسحة ليعيشوا ثقافتهم المغربية و لو لدقائق معدودات، بعد العرض يصعد الجميع فوق الخشبة و يلتقطون الصور و يتسارعون في توجيه الدعوة و استقبالك في منازلهم و تقديم الهدايا. صراحة، أنا أحيي الجالية المغربية بالمهجر، فهي تشكل جزءا مهما من الجسم المغربي الحر.
- هذا يعني أن نمط المشهد الفكاهي يتغير حسب الزمان و المكان؟
الفكاهة لا تتغير، فمعناها هو الفرجة و الترفيه على النفس و عيش لحظات يفرح من خلالها المشاهد و يطرح جانبا مشاكله و همومه اليومية، لكن نمط الفكاهة بطبيعة الحال يتغير من فكاهي لآخر، فنحن لسنا كجيل الرواد و الشباب ليسوا مثلنا، بحيث ان لكل أسلوبه و طريقته.
فكل واحد يشتغل حسب المعطى الزمني والأحداث و العالم الذي أصبح يعيش فيه. فما كان يعتمده “قشبال و زروال” أو قرزيز و محراش” او الداسكين و الزعري” أو” بزيز و باز” في الفكاهة ليس ما نعتمده أنا أو سعيد الناصري أو حنان الفاضلي او حسن الفد أو عبد الخالق فهيد أو عاجل و فلان، و اللائحة طويلة. و كذلك الشباب، لهم طريقتهم الخاصة، لكن ما يجمع بيننا و اللواء الذي نندرج تحته يبقى مشتركا ألا وهو الفرجة الناجحة، و بطبيعة الحال لكل جيل اجتهاداته و اساليبه واليات اشتغاله لكي يبدع ويمنح للمتلقي أداء راقيا يرسخ الكوميديا كمادة فنية لها مكانتها .
- برأيكم هل تأثرت الكوميديا بقنوات اليوتوب و كثرة المؤثرين و مساحة الحرية في طرح المواضيع؟
الفكاهة أنواع. هناك الخاصة بالمسلسلات، و تلك المعتمدة بالسكيتشات أو السيتكوم، و هناك الفكاهة التي نشاهدها عبر اليوتوب، قد نجد أشخاصا يجسدون مواقف أو روتينيات أغلبها تضحك أما الباقي فهي مجردأشياء عادية جدا، ويبقى الذي يشتغل عبر هذه القنوات فكاهياللعالم الازرق، ليست له بنية أو تكوين أو دراسة أكاديمية مثل الرواد و مثل جيلنا و الجيل الجديد. فنحن صقلنا الموهبة بالدراسة و الاشتغال بالفرق المسرحية.
ومع ذلك أحيي كل من يقدم فكاهة راقية لا تخدش الآذان و أتمنى التوفيق للجميع.
- نعيش و للأسف رحيل العديد من رواد الكوميديا، فهل لدينا خلف في المستوى و هل ضمنا الاستمرارية ؟
الحمد لله الاستمرارية مضمونة، فهناك عبارة متداولة بلهجتنا الدارجة تقول “الله ينصر من أصبح”، فعلا فقدنا العديد من الكوميديين و على رأسهم الأب الروحي الفقيد عبد الرحيم التونسي الملقب بعبد الرؤوف، و المرحوم محمد بلقاس و المرحوم محمد بنبراهيم، و المرحوم عبد الجبار الوزير و الهرم المحجوب الراجي و العديد من المبدعين. و هنا عزاؤنا الوحيد هو المقاطع التي نتابعها من خلال صفحات اليوتوب و التي تخلد للزمن الجميل، يوجد في الساحة اليوم شباب موهوبين و أعمالهم تبشر بالخير، فنعم لدينا الخلف و الاستمرارية.
- تحدثتم مؤخرا عن خصاص في بروفايلات نسائية شابة في مجال الكوميديا في نظركم أين تكمن المشكلة؟
هو القدر لدينا ممثلات كوميديات و لله الحمد، لكن بحثنا و لسنوات طويلة من خلال برامج المسابقات و لم نعثر على فكاهيات بالمعنى المتعارف عليه، كل ما حصلنا عليه هو بعض البوادر و التي لا يتجاوز عددها ثلاثة أو أربعة، لازلنا نبحث و نتمنى أن يسعفنا الحظ و نتوصل إلى إيجاد طاقات في الكوميديا بصيغة المؤنث.
- اليوم أصبحنا نرى أعمالا كثيرة على شكلسيتكوم، فهل هذا النوع من الأعمال يسهل فعل الكوميديا ؟
السيتكوم هو فقط تلك المساحة التي تقدم من خلالها العمل للمتلقي مثله مثل خشبة المسرح أو مسلسل أو أغنية، حقيقة هو نمط دخيل و ظاهرة أمريكية أصبحنا نعتمدها منذ سنوات.
فهو مسرح متلفز و لديه شروط و ضوابط للأسف يجهلها الكثيرون، من بين هذه الشروط، انعدام ما هو خارجي مثل مشاهد الشارع أو مبنى إسمنتي، و السيتكوم يجب أن يصور داخل فضاء من خشب لأنه في الأصل مسرح و اينما نقرت يجب أن تسمع صوت الخشب هذا هو العرف، أما إذا كان يخدم الفكاهة أم لا، فالسيتكوم مجرد وعاء لتقديم العمل لا أقل و لا أكثر.
- هل تمكنتم من ترجمة كل متطلعات على أرض الواقع؟
للأسف ليس بعد، فأنا أحلم بإنتاج فيلم سينمائي، كانت لي مجموعة من الأعمال لكن اقتصرت على المشاركة، مثل “البانضية” مع سعيد الناصري و “عمي” تكريما للمرحوم عبد الرؤوف، كذلك “سعد و سعدان و مسعود” مع عزيز دداس و “طاكسي أبيض”، لكن لم أحقق حلمي بعد و أشتغل على فلم سينمائي بإسمي و يحمل بصمتي.
- متى يمكن للجمهور أن يرى محمد الخياري مرة أخرى في عمل مسرحي يجمع ما بين الرواد و الفكاهيين الشباب؟
نحن إن شاء الله بصدد إعداد عمل مسرحي مع فرقة مسرح الحي، نعمل على موضوع جديد لن أذكر اسمه الآن بل سأتركه مفاجأة للجمهور. فكما عهدتم مسرح الحي يناقش مواضيع غريبة نوعا ما مثل التعليم في مسرحية “العقل و السبورة” و الهجرة في “حسي مسي” و مشكل المستشفيات في “شرح ملح” و موضوع الانتخابات من خلال مسرحية “حب و تبن”، هذا العمل الجديد سيرى النور خلال شهر شتنبر القادم، إلى ذلك الحين هناك فقط عروض فكاهية من خلال UP STAND.