“الوحدة الترابية ومقومات الحسم النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”
– النزاع هو من اختلاق الجزائر التي وجدت في المشكل تحويلا للرأي العام الجزائري عما يجري في الداخل
– بمجرد ما قال المرحوم الحسن الثاني لفرانكو يجب أن تتركو لنا الصحراء حتى قام هذا الأخير من مكانه وقال انه سينتحر لو تكلم له عن الصحراء
– المغرب يجب أن يبقى على مواقفه، وكل الدول معه ومع مقترح الحكم الذاتي
– يجب خلق تحفيزات تكون واضحة بوجودها ضمن قوانين المالية لتشجيع المستثمرين في الأقاليم الجنوبية
………………………..
بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة الراحل التهامي الخياري، مؤسس جبهة القوى الديموقراطية، نظمت الجبهة مساء أول أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط، لقاء فكريا حول “قضية الوحدة الترابية ومقومات الحسم النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراءالمغربية”، حضرته نخبة من المثقفين والخبراء والدبلوماسيين والساسة من قادة الأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية والمجتمع المدني و أقارب الفقيد، و عدد من المتابعين لتطورات ملف النزاع حول الصحراء المغربية، الى جانب ثلة من الاعلاميين ومناضلي جبهة القوى الديمقراطية.
اللقاء أطرته ثلة من الخبراء والدبلوماسيين، تطرقوا الى مناطق ظل عديدة في ملف النزاع حول الصحراء، وتزويد الحضور بمستجدات الراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية، الى جانب قراءات استشرافية للنزاع على ضوء خيار الحكم الذاتي الذي وضعه المغرب منذ سنة 2005 على مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.
– عبدالنبي مصلوحي
………………………………….
أحمد السنوسي: قال لنا الراحل الحسن الثاني إن هؤلاء، ويقصد الاسبان، لن يعطونا شيئا ما لم نأخذه بأنفسنا
قال أحمد السنوسي الوزير والسفير السابق، الذي لم يمنعه المرض من المشاركة في هذا الملتقى الفكري، أنه من ضمن ما يتذكره في موضوع الصحراء المغربية والذي لازال راسخا في ذهنه، أنه سافر ضمن وفد رفقة الراحل الحسن الثاني إلى مدريد لملاقاة الجنيرال فرانكو للحديث معه في موضوع الأراضي المغربية التي كانت ما تزال تحتلها إسبانيا آنذاك ، غير أن فرانكو، يقول السنوسي، بمجرد ما سمع المرحوم الحسن الثاني يقول له بعد اتفاقية مدريد يجب أن تتركوا لنا الصحراء، نهض من مكانه، وقال انه سينتحر لو تكلم له عن الصحراء، فقال الراحل الحسن الثاني للوفد بعد تركهم لفرانكو، حسب أحمد السنوسي الذي عايش وشارك في صناعة تاريخ البدايات الأولى لاسترجاع الأراضي الصحراوية، إن هؤلاء، ويقصد الاسبان، لن يعطوننا شيئا ما لم نأخذه بأنفسنا، ويضيف المتحدث، أنه بعد أيام على هذه الواقعة، اخبره أحد اصدقائه أن الراحل الحسن الثاني اشترى 350 ألف غطاء حربي، متسائلا إن كان المغرب يحضر لحرب معينة، مثلما علم، يضيف السنوسي بطبع المغرب لمثل هذا العدد من المصاحف القرآنية، التي قال له الحسن الثاني أنه يعتزم توزيعها على بعض الدول الإفريقية، وهو جواب كان يقصد منه إخفاء ما يخطط له بخصوص المسيرة الخضراء، غير أنه مع توالي نقل الأسئلة من أحد اصدقائه الذي كان متابعا لتحركات الراحل الحسن الثاني بخصوص هذا الموضوع، يقول السنوسي: دعاني صاحب الجلالة رحمه الله الى القصر، ودعا الجنيرال حسني بن سليمان الى إطلاعي على ما يتم التخطيط له، وهي القيام بمسيرة الى الصحراء المغربية، وكان لي بعدها حديث مع المرحوم الحسن الثاني حول ما إذا كانت لدي بعض الاقتراحات.
وهكذا يقول أحمد السنوسي، دخلنا الأراضي الصحراوية المغربية، مؤكدا أنها كانت مسيرة مظفرة، سمحت باسترجاع أراضينا.
وقال أن كل ما قام به الراحل الحسن الثاني في هذا الموضوع المتعلق بالمسيرة الخضراء، أحدث حالة جديدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي بدأ اليوم يفهم جوهر موضوع النزاع، مؤكدا ان المغرب يجب ان يبقى على مواقفه، وكل الدول معه ومع مقترح الحكم الذاتي.
……………………..
ادريس اليزمي: هناك اعتراف دولي بما يقوم به المغرب من جهود في مجال حقوق الانسان.. وإن كانت بعض المشاكل.. فإن بلادنا، قادرة على تجاوزها
إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فقد تحدث من جانبه عن دور الآليات الوطنية للنهوض بحقوق الانسان وحماية الحريات، وعلاقة ذلك بموضوع الوحدة الترابية، مشيرا الى أن المجلس لديه ثلاث لجن جهوية في الأقاليم الجنوبية، تم إحداثها من منطلق فلسفة تقوم لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان على مبادىء القرب من المواطنين وإشراك الفاعلين في المنطقة، وذلك بهدف العمل على حماية حقوق المواطنين، مؤكدا أن المجلس أصدر مجموعة من الدراسات، إحداها حول واقع وأماكن السجون ومراكز حماية الطفولة، تعمل اللجن الجهوية على تفعيل خلاصاتها بالاقاليم الجنوبية.
ولاحظ ادريس اليزمي، أنه بالنسبة للسجون هناك اكتظاظ، غير أنها حسب ذات المتدخل، تعتبر ظاهرة وطنية، كما لاحظ رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، أن هناك تأخر في التفاعل مع الشكايات الفردية من قبل المؤسسات التابعة للدولة.
وحول الحريات الجمعوية، قال اليزمي بذات المداخلة، أنه رغم التطور الملحوظ في هذا الموضوع، فمازالت هناك بعض المشاكل، ذكر منها أن المجلس توصل بعدة شكايات حول عدم حصول بعض الجمعيات على الوصل المؤقت الذي هو حق، مؤكدا في هذا الباب أن سياسة المجلس تقوم على الدفع بالجمعيات نحو اللجوء الى القضاء الاداري.
ومن ضمن الانشطة التي يشتغل عليها كذلك المجلس الوطني لحقوق الانسان، قال اليزمي، أن هناك دراسة تم إنجازها حول الاعاقة في الاقاليم الجنوبية بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، ودعا في هذا الصدد الى بلورة استراتيجية وطنية حول الاعاقة التي تعد مشكلا وطنيا، الى جانب أنه تم خلال هذه السنة، حسب ذات المتدخل، الاهتمام بحقوق المهاجرين في المنطقة، مع وجود عمل يومي يهدف الى تفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة في الأقاليم الجنوبية.
وحول الحقوق الثقافية في المنطقة، قال ادريس اليزمي أن المجلس يلاحظ ضعفا في النقاش على هذا المستوى، مشيرا الى مساهمته في موسم طانطان الذي يعتبر من التراث اللامادي، الى جانب الاشتغال على إعداد برنامج إجرائي لصيانة التراث الصخري والنهوض به وتثمينه.
أيضا من المشاريع الذي يشتغل عليها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المناطق الجنوبية، إنشاء متحف الداخلة، الذي سيكون حسب اليزمي أكبر متحف في في الصحراء، الى جانب الاشتغال على المسرح الحساني، مشيرا الى وجود 35 فرقة في المنطقة يساندها المجلس ويدعمها، هذا الى جانب دراسة تم إنشاؤها بشراكة مع مجموعة من الشركاء، ذكر منهم اليزمي مركز الدراسات الصحراوية بالرباط، تهدف الى إدماج الحسانية في المنظومة التربوية، كذلك هناك مشروع آخر ينجزه المجلس بشراكة مع المديرية العامة للأمن الوطني من أجل تكوين 440 ضابطة وضابط أمن بالمنطقة، تكوينا يتضمن جوانب من حقوق الانسان بغرض بلورة رؤية إنسانية لحقوق الانسان.
وقال ادريس اليزمي، أن هناك اعتراف دولي بما يقوم به المغرب من جهود في مجال حقوق الانسان، وإن كانت بعض المشاكل، فإن بلادنا، يضيف اليزمي لها قدرة على تجاوزها.
…………………………………..
عبدالله المتقي: المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يقترح إحداث صندوق تضامني بين الجهات في الجنوب لأجل استقبال العائدين من مخيمات تيندوف
عبدالله المتقي عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قال أن النموذج التنموي الجديد الذي أعده بتكليف من صاحب الجلالة حول الأقاليم الجنوبية، له مرجعية مستلهمة من الدستور الجديد، ومن المعايير الدولية لحقوق الانسان وميثاق المجلس، وقال أن المجلس توصل الى هذا النموذج التنموي من مسعى تشاركي وشفاف، قائم على تشاور واسع، مشيرا الى أنه كانت هناك مجموعة من الورشات وجلسات الاستماع، وهي منهجية تم على ضوء خلاصاتها إنجاز التقرير النهائي.
وقال المتقي أن الاقلاع الاقتصادي الذي كان متوقعا في الاقاليم الجنوبية لم يتم، لهذا كان الطلب بوضع نموذج تنموي، موضحا أن هناك مكتسبات سياسية ومؤشرا اجتماعية مهمة تم تفعيلها، مرجعا ذلك الى المجهودات التي تقوم بها الدولة في المنطقة. غير أن هذا لم يحد حسب عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من البطالة، التي تصل هناك في الأقاليم الجنوبية الى 15 في المائة، في وقت لا تتجاوز فيه بالمناطق الأخرى 9 في المائة، وأشار الى أن القطاع غير المهيكل يبلغ هناك 33 في المائة، وهي كلها أمور، يؤكد عبدالله المتقي في مداخلته بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الفقيد التهامي الخياري، استدعت تنزيل نموذج تنموي جديد، ينقل الاقتصاد من الاعتماد على الريع الى اقتصاد قائم على التنافسية والشفافية، يرمي الى مضاعفة الناتج الداخلي الخام على مدى عشر سنوات، من أجل خلق 120 ألف منصب شغل بغية تخفيض نسبة البطالة.
بالنسبة لتمويل هذا النموذج، قال المتقي أن هناك 140 مليار درهم من الاستثمارات ستكون على مدى العشر سنوات المذكورة، وذلك ارتباطا مع افريقيا عبر الموانىء والطرق، مشيرا الى أن أكبر مشغل في المناطق الجنوبية هو الدولة، ما يستدعي تدخل القطاع الخاص، مع توضيح الى أن الشركات التي تشتغل بالمناطق الجنوبية محتاجة الى الدعم لتمويل مشاريعها، داعيا الى احداث مناخ أعمال مناسب.
ودعا المتحدث الى خلق تحفيزات تكون واضحة بوجودها ضمن قوانين المالية لتشجيع المستثمرين، وخلق صناديق جديدة الى جانب الصناديق الواردة في الدستور من أجل تسريع وتيرة التنزيل لهذا النموذج التنموي، كذلك قال المتقي أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يقترح مجلسا للتتبع، وإحداث صندوق تضامني بين الجهات لأجل استقبال العائدين من مخيمات تيندوف حتى يتم إيواؤهم في أحسن الظروف.