a24- عيد بلهوطي
في سماء الفن هناك نجوم استطاعت أن تجعل بريقها يتلألأ بين أقرانها، و نجوم حاولت إبراز نفسها بشتى الطرق لتجعل ظهورها لافتا حتى و إن جاء ذلك على حساب كرامتها، لكن سرعان ما يتلاشى الظهور بعد فترة وجيزة من الزمن ، و هناك نجوم احتفظت بصفاءها و نقاءها و أعطت صورة جميلة للفن، و حاولت و تحاول إبراز نفسها لكن الحظ العاثر جعلها تستنزف طاقتها ولا يعرفها إلا القليل، رغم ما تملك من مخزون فني هائل.
حنان كوكب واحدة من من تخدم الفن بكل حب مستنزفة تلك الطاقة الفنية الإبداعية القليلة الوجود، استطاعت أن تبني موهبتها و تسقلها على يد الكثير من الأسماء التي ساعدت على عصرنة المسرح و السينما بالمغرب، و تعلمت على يدهم قواعد الوقوف فوق الركح و أمام عدسات الكاميرا، ثم خرجت تبحث عن ذاتها لتكتب إسمها في سجل ذاكرة المسرح و السينما على حد سواء، فشاركت في العديد من الأفلام القصيرة و الطويلة على شاشة السينما كممثلة و كمساعدة للكثير من مديري الكاستينغ الذين يعتمدون عليها في البحث عن وجوه جديدة لأعمالهم، و كان لها ظهور مميز في العديد من الأفلام التلفزية، و شاركت كذلك في الكثير من الأعمال المسرحية كممثلة و كمسؤولة على إدارة الممثل.
رغم القيمة المحترمة التي صنعتها في هذا المجال، و رغم علاقاتها الوطيدة مع مخرجين و منتجين كبار، إلا أن حنان كوكب تحتفظ بتلك الكاريزما و عزة النفس التي تجعلها لا تطلب الظهور إلا إذا كانت المبادرة منهم، و ربما هذا ما جعلها تمشي في مسار بطيء بعض الشيء، لكنها تفتخر به و تعتز.
و من جديدها الفني أنها تخوض حاليا تجربة جديدة في حياتها الفنية كمخرجة، هذه التجربة التي حفزها عليها كل أبطال مسرحية “عطش”،و عطش هي حكاية لشابين و شابتين تلغى رحلتهم التي كانت مقررة إلى مرزوكة، ما أدى بهم إلى رحلة خرافية من نوع آخر جعلتهم يروون عطشهم الدفين لمثل هاته الرحلات.
المسرحية من تأليف الكاتب “منير مطالب”، و تشخيص كل من الفنانة الملتزمة ذات الأسلوب المختلف في الأداء “صبيرة الحوات”، و الفنان الناجح “سعيد الخلفي” و الفنانة الرقيقة صاحبة الظل الخفيف و الموهبة المتألقة “سمية عبد اللوي علوي” الملقبة ب ” سومبلة”، و الفنان الكاتب و السيناريست و الممثل “سعيد بلهوتي”، و تشاركهم فنانتنا الجميلة الطيبة “حنان كوكب” في دور جديد و مختلف عن باقي الأدوار التي تقمصتها سواء في المسرح أو في السينما.
و قد كان لي حوار معها في هذا الموضوع و أكدت لي تخوفها الكبير في خوض هذه التجربة الأولى من نوعها في مسارها الفني بعد أن كانت لها تجربة إخراجية لعدد من مسرحيات الطفل كمسرحية”السيارة بريئة”و” عبوق”و”آجي نتسالمو” التي تحاكي موضوع العنصرنية بين الأديان.و أثبتت إيمانها الكبير في نجاح المسرحية لأنها تعالج الكثير من المشاكل الإجتماعية أبرزها التحرش.
و من السمات التي تتميز بها الفنانة “حنان كوكب” غير التمثيل و عشقها للفن عموما، فهي رائدة في الفعل الجمعوي ، و عارضة أزياء،و القلب النابض بالحيوية و النشاط في الكثير من المناسبات التي تحييها العديد من الجمعيات و منظمات المجتمع المدني، و التي تكون فيها دائما العكاز الذي يتكئ عليه المنظمون و ذلك راجع إلى صرامتها و جديتها في العمل و في التنظيم. و قد انعكس حبها للفن كذلك على إبنها الأكبر “المهدي بنشي” الذي يخطو على خطاها، و يكتب إسمه بالخط العريض بتألقه في تقمص الشخصيات و أدائه المتميز ، و برهنت على ذلك أعمال فنية شهدت على سطوع نجمه مثل الفيلم القصير “يما” و فيلم “الكنز”.