أشاد سفير دولة فلسطين بالرباط ، السيد جمال الشوبكي بموقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس من تطورات ملف القدس الشريف على خلفية قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأوضح السيد الشوبكي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الموقف، الذي عبر عنه جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الرسالتين اللتين بعثهما إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذا الى الامين العام للأمم المتحدة، يعكس مدى الانشغال الشخصي والعميق لجلالته بتداعيات هذا القرار وبالقضية الفلسطينية.
كما ثمن السفير الوضوح الكبير الذي طبع مضامين هاتين الرسالتين بخصوص التأثير السلبي للخطوة الأمريكية على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، باعتبار الولايات المتحدة أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام وتحظى بثقة جميع الأطراف.
ودعا الدبلوماسي الفلسطيني الأمة الإسلامية والعربية إلى تبني مواقف جلالة الملك بشأن هذا القرار، وأن تبعث برسائل واضحة إلى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته الكاملة، في الضغط على الإدارة الأمريكية حتى تتراجع عن عن هذا القرار .
كما طالب، بهذه المناسبة، كافة دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، التي ترفض هذا القرار، أن تعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تتجاوب مع قرارت الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي ما يتعلق بنية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، اعتبر سفير دولة فلسطين أن هذا القرار في غاية الخطورة، وفيه انحياز كبير لفائدة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي بشأن ذلك يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الانساني الدولي وطموحات السكان الفلسطينين في مدينة القدس، وكذا مع قرارت مجلس الأمن و الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وذكر السيد الشوبكي، في هذا الصدد، بالقرارات الصادرة عن الجمعية العمومية، والتي تقر كلها بأن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، يعد احتلالا، وأن كل ما تقوم به إسرائيل في هذه المناطق غير شرعي وغير قانوني .
وأشار إلى أن القرار الأمريكي ليس فقط منحازا للجانب الإسرائيلي، وإنما يشجع إسرائيل، التي تخرق القانون الدولي وتمارس عدوانها الممنهج على الشعب الفلسطيني، على الاستمرار و المضي قدما في انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، مؤكدا أن الولايات المتحدة باعتبارها راعية للسلام يتعين عليها أن تحافظ على علاقتها مع كافة الأطراف بدون انحياز إلى طرف دون آخر.
وبعدما اعتبر أن القدس الشريف تعد قضية جوهرية في الصراع العربي – الإسرائيلي، أكد سفير دولة فلسطين أن الولايات المتحدة ، بهذا القرار، تضرب عرض الحائط خصوصية وهوية ورمزية مدينة القدس الدينية والسياسية، باعتبارها مهد الديانات الثلاثة، مشيرا إلى أن القرار سيثير غضب المسلمين والمسيحيين على حد سواء ويحول الصراع، وهو ما لايرغب فيه الفلسطينيون، من صراع سياسي على إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين إلى صراع ديني خطير، إذ لايستطيع أي أحد أن يسيطر على طبيعته.
وأبرز الدبلوماسي الفلسطيني، في هذا السياق، أن من شأن هذه القرار الأمريكي تأجيج الصراعات وتفجير المزيد من مشاعر الكراهية و الغبن والإحباط، وبالتالي المس بالاستقرار الهش الذي تعيشه المنطقة.
في ذات السياق، أشار السيد جمال الشوبكي إلى أن رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس قام باتصالات مع كافة أشقائه الملوك والرؤساء العرب، وكذا مع مختلف زعماء العالم لتوضيح خطورة هذا القرار، مؤكدا أن الكل أجمع على دعم القضية الفلسطينية والتنديد بنية الإدارة الأمريكية نقل عاصمة الاحتلال الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس المحتلة.