-هناك القليل من القطاعات في تركيا التي تمكن الصادرات المغربية من الولوج الى السوق التركي
اختارت أن تشتغل في غضون الأيام المقبلة على دراسة تهم استثمار الأتراك في عدد من القطاعات الحيوية على غرار قطاع البناء و الصناعة التقليدية و غيرها …
و من المرتقب أن يتم الخروج بخلاصة لهذه الدراسة في الفصل الثالث من السنة يتعرض فيها خبراء الشركة المتوسطية للتحليل و الذكاء الاستراتيجي لمجموعة من التأثيرات التي تشكل عقبة تحول دون التعريف بمنتوجات المغرب .
في سياق الموضوع ذاته أجرت جريدة “المنعطف” حوارا مع عثمان قراري بالشركة المذكورة، حيث أكد أنه من الصعب أن يضع المغرب حدا لعجزه التجاري حيال تركيا ، ، مشيرا إلى أن السياسة الفلاحية لتركيا أكثر تحصنا من نظيرتها المغربية ، نتيجة إجراءات الدعم الموجهة للفلاحين وبالتالي أصبحت أكثر حماية ضد الواردات الغذائية ، و بالتالي فالمغرب لن يدخل بصادراته الفلاحية إلى السوق التركية . واعتبر الأستاذ عثمان قراري في حواره أن المنتوج الصناعي التركي أصبح ينافس كثيرا المنتوج المغربي .
وذكر قراري بالقطاع السياحي التركي الذي عرف تراجعا بسيطا بسبب النزاعات بالمنطقة وظهور الإرهاب بالمنطقة و سيطرة “داعش ” ، حيث أفاد في هذا السياق بأن تركيا بدأت تبحث عبر تجارتها عن عدد من الأسواق للتعريف بثقافتها و منتوجاتها التقليدية و غيرها . مزيد من التفاصيل في الحوار التالي :
أجرت الحوار : بشرى عطوشي
……………..
• هل ساهمت الزيارة الأخيرة لجلالة الملك الى تركيا في إنعاش التبادل التجاري بين البلدين؟
الزيارة الملكية كانت رهاناتها دبلوماسية أكثر منها رهانات اقتصادية، اذ ان متطلبات الدفاع عن المواقف المغربية إزاء القضية الوطنية كانت تستلزم وضع الاتراك في الصورة بعد زيارتهم للجزائر.
كما كان من اللازم مناقشة معمقة للقضايا الجيوسياسية. وعموما فتبادل الحديث ووجهات النظر في هذا النوع من الزيارات يقوي دائما علاقات الثقة بين مؤسسات البلدين وبالتالي يكون مؤشرا إيجابيا بالنسبة لعلاقاتها الاقتصادية
• كيف يمكن سد العجز التجاري من الجانب المغربي في مبادلاته مع تركيا؟ هل أتت اتفاقية التبادل الحر بين البلدين اكلها ؟
انه من الصعب على المغرب اليوم ان يضع حدا لعجزه التجاري حيال تركيا للأسباب التالية:
فقطاعنا الفلاحي الذي يمثل اهم القطاعات بالنسبة للتصدير يقابله قطاع فلاحي تركي، يحتل الرتبة السابعة على المستوى العالمي من حيث الإنتاج. وعلى الرغم من الجهود المبذولة باتجاه ادماج الاهتمامات البيئية في الفلاحة ( تقوية الترسانة القانونية وإصلاح المؤسسات وتحسين السياسة الفلاحية بالعالم القروي ) فإن السياسة الفلاحية لتركيا تبقى أكثر تحصنا نتيجة إجراءات الدعم الموجهة للفلاحين والأكثر حماية ضد الواردات الغذائية، وهذا يعني ان هناك القليل من القطاعات في تركيا التي تمكن الصادرات المغربية من الولوج الى السوق التركي.
• الى أي حد تتوفر المتوجات التركية على تنافسية قوية في السوق المغربية ؟
المنتوجات التركية متوفرة بالجملة في السوق المغربية بما يمثل مؤشرا قويا على عجز تجاري مغربي. ويمكن في هذا الإطار ان نأخذ مثالا بالمجموعة التركية (بيم). فهذه المجموعة تتوفر على 210 وحدة على مستوى التراب الوطني.
لقد اخدت المنافسة بين الاقتصاد المغربي ونظيره التركي اتجاها مغايرا منذ 2014. اذ مع وصول المنتوجات الصناعية التقليدية التركية الى المغرب أصبحت تنافس الصناعة التقليدية المغربية على ارضها.
• يحاول الأتراك حاليا تسويق منتوجهم السياحي بشكل غير مباشر عبر المغرب .. ما السببب في ذلك ؟
فعلا، منذ بضع سنوات، ساهمت المعلومات التي ترددت عن عبور الجهاديين الى العراق وسوريا الأراضي التركية في جعل السواح يتجنبون هذا البلد ويستبدلونه بدول أكثر استقرارا.
وقد بدأت تركيا تلاحظ ان هذا الامتياز بدأ يفلت من يدها . لذلك، وتلافيا لأزمة في قطاع صناعتها التقليدية، اتجهت الى البحث عن السواح حيثما وجدوا. الحالة المغربية في هذا السياق خير مثال على ذلك .. لذا بدأنا نرى وصول البازارات التركية الى التراب الوطني، والهدف هو ملاحقة السواح بالمنتوج التركي بغض النظر عن جنسية السوق
مستشار محلل بالشركة المتوسطية للتحليل و الذكاء الاستراتيجي