في ظل الحديث عن احتمال إلغاء مزوار لزيارته إلى باريسخبراء يؤكدون أن العلاقات المغربية الفرنسية محكوم عليها بالعودة إلى سابق عهدها
بشرى عطوشي
أكد الدكتور تاج الدين الحسيني في تصريح خص به جريدة المنعطف أن العلاقات الفرنسية المغربية محكوم عليها بالاستمرار لأنها مرتبطة بثوابت تضبط العلاقات الممتدة في جذور التاريخ ، و أضاف بأن فرنسا تبقى بمثابة شريك مهم بالنسبة للمغرب ليس على الصعيد الثنائي فقط بل على الصعيد الاقتصادي و السياسي و على المستوى الأمني كذلك .
و أشار إلى أن لفرنسا الجالية الأكبر في إفريقيا ، في نفس الوقت تستقبل مئات الآلاف من المغاربة ، كما تعتبر الشريك الأول للمغرب و لهذه الأسباب يضيف تاج الدين الحسيني : “لا أعتقد أن هذه الأزمة ستستمر أو تطول و العلاقة ذات صبغة تطبعها الديمومة .” و قال أيضا ” سرعان ما تنقشع الغيوم التي غطت سمائي البلدين .و يعود الود سواء في إطار التعاون القضائي أو فيما يتعلق بالتعاون الأمني .
و اعتبر تاج الدين الحسيني خروج وزير الخارجية الفرنسي ليتقدم بوعد صريح لإعادة الأمور إلى مجاريها بين البلدين “فرنسا و المغرب ” و أضاف بأن هذا الخلاف سيجعل فرنسا تصل لخلاصة بأن عهد وصايتها على المغرب قد انتهى ، و أصبحت المرحلة تتطلب بناء العلاقات على حسن الجوار و التفاهم .
و علاقة بالموضوع ،في الوقت الذي يستمر فيه موقع وزارة الخارجية و التعاون في نشر الخبر القائل بأن “الوزير صلاح الدين مزوار سيقوم خلال هذا الأسبوع بزيارة لباريس حيث سيلتقي، على الخصوص، بنظيره الفرنسي لوران فابيوس. و ستشكل هذه الزيارة مناسبة لتدارس مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين”، تواردت أخبار متطابقة بأن هذه الزيارة ألغيت بسبب لمس غياب الإرادة السياسية لدى المسؤولين الفرنسيين لتجاوز الجمود الذي تشهده العلاقات الثنائية، بدليل مواقف و تصرفات صادرة عنهم، من قبيل التصريحات المثيرة التي أطلقتها وزيرة العدل الفرنسية كريستينا طوبيرا على المغرب حيث اعتبرت أن السلطات المغربية تحظر رسم كاريكاتور للملك محمد السادس.
و يشار في هذا الجانب إلى أن ثمة فصل آخر من فصول العلاقة بين المغرب و فرنسا ، و هي المتعلقة بالوضع الأمني لفرنسا على الخصوص ، و هو الوضع الذي فجرته عملية الاعتداء على شارلي إيبدو ، و دعا في هذا الشأن عدد من المسؤولين ، عدد من المسؤولين الفرنسيين ، إلى ضرورة تقوية شبكة الاستخبارات مع الأجهزة الأمنية الأجنبية ، لا سيما مع المغرب .