المنعطف- إعداد:عبد الرحيم باريج/منير حموتي
تشكل مشاركة المغرب ببرنامج علمي غني ومتنوع في الدورة 12 للمنتدى الحضري العالمي، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالقاهرة وفي الدورات السابقة دليلا على الأهمية التي توليها المملكة لهذا الحدث وإرادتها في تعزيز الشراكة مع منظومة الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
ويعد منصة أساسية للتفكير معا في التحديات والفرص التي تواجه مدننا، علاوة على كونه فرصة فريدة للتواصل وتبادل التجارب.
واستضاف جناح المغرب في هذا المؤتمر مناقشات ستركز على القضايا الرئيسية الحالية للتنمية الحضرية بما في ذلك التوسع الحضري، والإستدامة، والتأهيل والتجديد الحضري، والتمويل، وتحديات تغير المناخ، والقدرة على التصدي للكوارث الطبيعية، والإدارة المستدامة للمياه، والابتكار المحلي، والرقمنة، وغير ذلك من المواضيع التي تشكل أولويات بالنسبة للمملكة، التي تلتزم، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بجعل التنمية المستدامة مشروعا مجتمعيا مندمجا، علاوة على كونها تعكس الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز المبادرات المحلية بهدف الحد من عدم المساواة والفوارق الترابية.
ويعتبر المنتدى الحضري العالمي، الذي نظم تحت شعار “كل شيء يبدأ محليا لنعمل معا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”، ثاني أكبر حدث تنظمه منظمة الأمم المتحدة بعد مؤتمرات المناخ، بما يتضمنه من أنشطة وتظاهرات كثيرة تناقش العديد من الموضوعات في مجالات التنمية الحضرية المختلفة والتنمية العمرانية المستدامة الشاملة.
وناقش المشاركون في المنتدى الحضري مجموعة من القضايا من بينها أزمة السكن عالميا، والقدرة على التكيف مع المناخ، والتمويل المستدام، والشراكات من أجل العمل المحلي، ودور الابتكار التكنولوجي في إعادة تشكيل مستقبل المدن.
وركز المنتدى الحضري العالمي 12، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الإستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.
وشارك وفد ممثل لجماعة بركان ترأسه رئيس الجماعة محمد الإبراهيمي الذي عرض والوفد المرافق له التجربة التنموية لمدينة بركان بالمنتدى، من خلال عرض مفصل عن المنجزات التنموية وانخراط الجماعة في الرقمنة، حيث كانت بركان من أوائل المدن الإفريقية في مجال “الذكاء المجالي”، حيث عبر المشاركون عن إعجابهم بتجربة جماعة بركان في المجال التنموي، والتي اتخذتها مجموعة من الجماعات نموذجا يحتذى به.
واستغل وفد الجماعة فرصة المشاركة في المنتدى من أجل عقد شراكات مع عدة مدن عالمية، بجانب الاطلاع على العديد من التجارب والخبرات في المجال التنموي على المستوى العالمي.
وأكد محمد ابراهيمي، في مداخلة حول “تجربة جماعة بركان كمدينة ذكية في الرقمنة” ، خلال الجلسة التي نظمت في إطار جلسة بالرواق المغربي حول موضوع “المدن المغربية في عصر الرقمنة”، أنه “في ظل عصر الرقمنة الذي نعيشه اليوم بات من الضروري أن تتحول المدن والجماعات إلى مراكز ذكية، تستفيد من التكنولوجيا لتلبية حاجات السكان بطريقة فعالة وسريعة” ، مبرزا أنه من هذا المنطلق، أطلقت جماعة بركان برنامجا طموحا للرقمنة بمعية عمالة إقليم بركان وبشراكة مع شركة التنمية المحلية “مجال بركان”، والذي يهدف إلى تزويد هذه الجماعة بمنظومة رقمية تمكن من تحديث الخدمات وتسهيل الوصول إليها لجميع المواطنين.
وأكد أنه تم وضع هيكل تنظيمي يتماشى مع التحولات الرقمية الإدارية الأساسية التي تقدمها الجماعة كما تم إنشاء حلول رقمية في تدبير الخدمات المقدمة للمواطنين وتثبيت إدارة جماعية منفتحة تتواصل مع المواطنين وتقدم لهم خدمات القرب في حلة جديدة.
وأشار إلى أنه على مستوى هذه الخدمات الإدارية كانت جماعة بركان من بين الجماعات الترابية المغربية السباقة في تفعيل التطبيقات والمنصات الرقمية التي أنشأتها وزارة الداخلية سواء تلك التي تهم الخدمات المقدمة للمواطنين أو تلك التي تهم الجماعة وعلاقتها بالإدارات الأخرى.
وأضاف أنه على مستوى الجماعة المبتكرة تم تفعيل المنصات الرقمية ومنها البوابة الالكترونية ونظم المعلومات الجغرافية والإنارة العمومية والنظافة والصحة العامة والنقل الحضري.
وسجل ابراهيمي، في هذا الاطار، أن مدينة بركان تعد من المدن الرائدة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي التي بادرت إلى تنظيم أشغال منتدى المجتمع الرقمي والتي شهدت هذا العام 2024 تنظيم النسخة الرابعة منه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما شهدت تدشين المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي والرقمنة وهي إحدى الفروع التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة والتي تم افتتاحها برسم العام الدراسي 2025/2024 وتستقطب طلبة مغاربة وأجانب.
وفي تصريح ل”المنعطف” قال رئيس بلدية بركان “أن المنتدى الحضري العالمي في القاهرة كان فرصة لتبادل الخبرات بين دول العالم، كما كان فرصة لتبادل التجارب الناجحة للمغرب في مجال التطور الحضري الذي يندرج ضمن النموذج التنموي الجديد، الذي أطلقه جلالة الملك والذي تم اعتماده سنة 2021، وفق مقاربة منهجية وتشاركية تعزز القدرات، وتؤكد على مبدأ التفويض للمجالات الترابية وإدماج الاستدامة في جميع مجالات التنمية”، وسجل ابراهيمي أن المملكة “تقوم بتنفيذ الاستراتيجيات والبرامج الناجحة في مجال الحكامة الحضرية متعددة المستويات، وذلك بفضل التنسيق الفعال بين التمثيليات القطاعية المحلية والسلطات والجماعات الترابية والمصالح المركزية المعنية بهذه المبادرات”، مبرزا أن المغرب مقارنة ببعض البلدان يسير بوتيرة ثابتة.
يشهد تطوا كبيرا على كافة المستويات وخاصة في مجال التعمير في عدد من المدن الكبيرة.
وأكد أن مشاركة جماعة بركان بهذا الحدث العالمي شكلت مناسبة للاطلاع والاستفاة واستلهام تجارب دولية أخرى وفرصة لتبادل الرؤى والتطلعات في هذا المجال، مبرزا أن التحديات المطروحة تتجلى في كيفية تدبير المدن المغربية بحكامة وبالشروط الأساسية للعيش الكريم.