حسن عين الحياة
قد يستغرب كثيرون، من حجم الأخبار التي تحكي عن جانب من الحياة الفنية للملك الراحل الحسن الثاني.. البعض قد يجد في ذلك نوعا من المبالغة، خاصة وأنها تكشف عن ميوله الفني ودرايته الواسعة بالموسيقى وعن تسييره غير ما مرة للجوق كمايسترو محترف.. وآخرون قد يجدون في تفاصيل هذه الأخبار ضربا من الخيال، بالنظر إلى حمولتها الوجدانية التي تبرز مدى قرب الملك من الفنانين المغاربة والمشارقة، ممن لهم وسم خاص في عالم التمثيل والموسيقى والطرب.. بينما هناك فئة، تعتبر ما يروج من أخبار عن علاقة الحسن الثاني بالفن والفنانين، مجرد نزر قليل من واقع حي، عاشه عدد من أهل الفن في القصور الملكية، التي كانت تنظم باستمرار سهرات فنية، يحضرها الحسن الثاني شخصيا، ويستدعي لها عمالقة الفن في المغرب والعالم العربي.
لقد كان الحسن الثاني بحسب المهتمين والدارسين لشخصيته، ملكا متعددا، وحاكا متفردا أعاد إلى الأذهان سيرة الملوك العظام في العصور القديمة، حيث كان يجمع حوله، بالإضافة إلى المستشارين والسياسيين والفقهاء ورجال الدولة… المثقفين والشعراء والفنانين أيضا. وقد كشف عن ذلك كثيرون في أحاديثهم وحواراتهم، كشاهدين على فترة كان فيها الحسن الثاني، ينظم باستمرار سهرات فنية في القصور الملكية التي يحل بها. والتي أفرزت قصصا وحكايات تبرز في الملك الراحل إلمامه الواسع بالفن.
في إحدى حواراته،كشف الموسيقار المغربي الراحل صالح الشرقي جانبا من الحياة الفنية للحسن الثاني، معتبرا أن اهتمام الملك الراحل بالفن والفنانين، بلغ به إلى حد استقدم كبار الفنانين من المشرق العربي إلى المغرب، كالموسيقار محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وفايزة أحمد، ليكون هناك نوع من التلاقح والتبادل والاحتكاك الفني بينهم وبين نظرائهم وزملائهم من الفنانين المغاربة.
وقال الشرقي في حوار مع “الشرق الأوسط” إن “الحسن الثاني هو الذي اقترح على المطربة صباح أن تغني بصوتها الأغنية الشائعة “ما أنا إلا بشر” لعبد الوهاب الدكالي، فحققت انتشارا واسعا”. ويرى المتحدث أن الملك الراحل كانت له رؤية واضحة لدور الفن في التقارب بين الشعوب، والرفع من مستوى التحضر على جميع المستويات.
وفي محاولة لتقريبنا أكثر إلى الميول الفني للحسن الثاني، يكشف صالح الشرقي جزئية مهمة في شخصية الملك، قائلا، إنه عندما يكون مزاجه رائقا “فإنه يمسك بآلة “الاكورديون” ويشرع في العزف عليها أمامنا، نحن أفراد الفرقة الموسيقية، ببراعة متناهية، تثير الإعجاب.. كانت عنده أيضا، من الناحية الموسيقية أيضا، ميزة أخرى، يتصف بها، وهي إجادته التامة لضبط الإيقاع.وكم من مرة فاجأنا، في بعض السهرات الموسيقية، باندماجه وسط المجموعات الغنائية الشعبية مثل عيساوة وكناوة وجيلالة، ثم يأخذ في النقر على آلة ضبط الإيقاع.
أما الفنان المقتدر صلاح الدين بنموسى، فقد حكى لنا قصة تبرز في الملك الراحل حبه للمسرح أيضا. ففي عام 1964، كان فرقة “مسرح الناس” برئاسة الطيب الصديقي، قد أعدت ملحمة كبرى بعنوان “معركة وادي المخازن”، والتي تعد بحسب بنموسى أول مونتاج تاريخي ضخم في المغرب، حيث ضمت إلى جانب الممثلين بنموسى وعبد الله العمراني وعلي الحداني وأحمد الصعري وفنانين آخرين، حوالي 1000 كومبارس، وكانت تضم ديكورا ضخما يستدعي نقله العديد من الشاحنات. وتبعا لبنموسى تم عرض هذه الملحمة بمناسبة عيد ميلاد الحسن الثاني في ملعب الفتح بالرباط. وكانت المفاجأة حضور الملك الحسن الثاني شخصيا لمشاهدة العرض، قبل أن يأمر بإعادة عرض الملحمة في ساحة القصر الملكي.
ويضيف بنموسى أنه في عام 1965 شارك في مسرحية “سلطان الطلبة”، وهي من تأليف عبد الصمد الكنفاوي وإخراج الطيب الصديقي، كاشفا أن فكرة انجازها كانت من اقتراح الملك الراحل الحسن الثاني، حيث قدمت الفرقة له عرضا خاصا بمسرح محمد الخامس، حضره الملك آنذاك معية عدد من أصدقائه والوزراء، ولأنها راقت الملك، صعد إلى الخشبة وهنأ أعضائها.
في هذه الورقة، سنركز أكثر على نوادر الملك الراحل الحسن الثاني مع الفنانين، وأيضا على طرائفه معهم، وكيف كان رحمه الله، يعطي قيمة لأهل الفن، ويقتفي أخبارهم ويستدعيهم للقصر لتنشيط سهراته.. لنتابع؟
مناظرة موسيقية بين محمد عبد الوهاب أحمد البيضاوي انتهت بكسر العود في حضرة الحسن الثاني
كان الملك الراحل الحسن الثاني يحاول دائما أن يخلق من خلال سهراته الفنية في القصر جوا من التلاقح وتبادل التجارب بين الفنانين المغاربة والآخرين المشارقة. وكانت رحمه الله تغمره السعادة حين يرى تفوقا للمغاربة في العزف واللحن والغناء. ففي الليلة التي سبقت المحاولة الانقلابية الفاشلة بقصر الصخيرات في صيف 1971، حضر عدد من الفنانين المشارقة بدعوة من الملك الحسن الثاني، وعلى رأسهم الموسيقار الشهير محمد عبد الوهاب الذي جاء برفقة زوجته نهلة القدسي والفنان عبد الحليم حافظ.
كان الملك الحسن الثاني جالسا في مسرح القصر وإلى جانبه شقيقه الأمير مولاي عبد الله، وقد قرَّب منه الموسيقار عبد الوهاب والعندليب الأسمر، فيما أمر الفنان الحاج العربي الكوكبي بأن يمنح عوده لعبد الوهاب حتى يعزف عليه.
وعن تفاصيل هذه الليلة، يقول الموسيقار عبدالواحد التطواني الذي شارك في هذه السهرة في إحدى حواراته، إن محمد عبد الوهاب أدى تقاسيم رائعة على العود، أعجبت الحاضرين، قبل أن ينادي الحسن الثاني على الموسيقار المغربي أحمد البيضاوي، ويأمره بالعزف على العود نفسه، كما أمره أن يقترب منه ومن الضيوف.
وبحسب التطواني، لم يجلس البيضاوي.. مسك العود وظل واقفا وهو يضع رجله على كرسي، وانطلق في العزف.. كان تقسيما رائعا، وبدا من خلال تقاسيمه الرشيقة كما لو أنه يعزف فوق الحرير. واعترف التطواني أنه لم يسمع في حياته مثل هذا التقسيم، الأمر الذي جعل الكل منبهرا، خصوصا الفنانين المشارقة الحاضرين، وبدت المفارقة شاسعة بين عزف محمد عبد الوهاب وأحمد البيضاوي.
وعندما انتهى البيضاوي من العزف، صفق الجميع بحرارة على هذا العزف المتفرد، لكن الذي لم ينتظره أحد من ضيوف الملك الحسن الثاني، أن أحمد البيضاوي رفع العود عاليا وضربه على الأرض، مخلفا ذهول كل من في المسرح قبل أن يصيح “ما بقى حد يسمع من هاذ العود بعدما سمع منو سيدي”.. وبحسب التطواني، إن العود تحطم من شدة الارتطام، ليصيح الحاج العربي الكوكبي “هرس ليا العود ديالي نعام سيدي”، فطمأنه الملك الحسن الثاني وهو يبتسم “غدا يجيوك زوج عيدان من سوريا”.
هذه القصة، حكاها أيضا الدكتور سعيد هبال، صاحب كتاب “أصدقاء ملك”، بصيغة أخرى، باعتماده على مصدر حضر السهرة أيضا، لكن مهما اختلفت التفاصيل بين الروايتين فإنهما أجمعتا مع على واقعة كسر العود في حضرة الملك.
طرفة الملك مع فرقة المعمورة بمسرح محمد الخامس
من طرائف الملك الراحل الحسن الثاني مع الفنانين، تلك التي جرت أثناء حضوره لعرض مسرحي بمسرح محمد الخامس عام 1966. كانت فرقة المعمرة وقتها قد عرضت مسرحية “الشرع عطانا ربعة” بالمسرح ذاته، وصادف ذلك حضور الحسن الثاني شخصيا لمشاهدة العرض.
وفي حديث جرى بيننا في 2008، يحكى الفنان الراحل المحجوب الراجي طرفة تتعلق بالمسرحية في علاقتها بالملك الراحل الحسن الثاني.. ذلك أن المسرحية تناولت قصة رجل لم يُكتب له أن ينجب أبناءً، ليضطر إلى الزواج مرة أخرى،بحيث أضاف إلى زوجتيه السابقتين زوجتين دفعة واحدة، وبالتالي أصبحت في ذمته4 زوجات وكلهن أنجبن له أبناءً. يقول الراجي “ما أثار انتباهي أنه بعد انتهاء المسرحية والتوجه إلى السلام على سيدنا “الله يرحمو”، سأل الملك عن مؤلف ومخرج المسرحية، ولما عرف بأن المخرج هو عبد الصمد دينية، قال له:”أودي عندكم 4العيالات ولدو، وانتوما عاملين لينا غير جوجديال الخروق فالمسرحية، راه كايخص المسرح كلو يكون عامر بالخروق!”..وهي ملاحظة مهمة تبرز، بغض النظر عن الجانب الطريف فيها، عن نباهة ملك، رأى بعين السينوغراف، عدم التوازن بين منطوق النص المسرحي، وبين ما ينبغي ترجمته على الخشبة كديكور مساعد.
الحسن الثاني يقول لـ”عبد الرؤوف” بصوت عال من وسط الجمهور “واسكت الكذاب”
وفي المسرح دائما، كان الفنان الراحل عبد الرحيم التونسي الشهير بـ”عبد الرؤوف” يزاوج في بداياته الأولى بين التمثيل والعمل في شركة “صوماكا” للسيارات بالدارالبيضاء.. وكان وقتها قد داع صيته كفنان كوميدي بحس فكاهي عال غير مسبوق في تاريخ الدراما المغربية.
وذات مرة، وبينما هو منهمك في عمله، توصل مالك الشركة بدعوة لتقديم عبد الرحيم التونسي عرضا في القصر الملكي بإفران. وحين حضر التونسي إلى القصرلم يصل دوره في تقديم العرض، بالنظر إلى العدد الهائل للفنانين المدعوين. وكان ذلك قد صادف قرب عيد الأضحى، حيث توصل بهدية من الملك الحسن الثاني، لتتم دعوته فيما بعد إلى القصر الملكي في الرباط.
وفي حوار سابق بيننا، يقول الفنان عبد الرحيم التونسي، إنه حضر إلى القصر وأدى معية فرقته سكيتشا بحضور الحسن الثاني الذي كان جالسا وسط الحضور.
كان “عبد الروؤف” خلال السكيتش يحكي لوالده عن امرأة تشاجرت مع جزار في سوق، بعدما ضبطته وهو يغش في الميزان، قائلا: “رمات المرأة اللحم في وجه الكَزار.. هز الكَزار الموس وقطع للمرأة الراس ديالها.. والمرأ مللي شافت راسها طاح هزاتوودارتو تحت ذراعها، ومشات لمركز الشرطة باش تقدم بيه شكوى”.. وقبل أن يسترسل عبد الرؤوف حواره قاطعه الملك من وسط الحضور، قائلا بصوت عال “واسكت الكذاب”. فانطلقت موجة ضحك هستيرية في القاعة.
وعند انتهاء العرض، توجه الحسن الثاني إلى الكواليس بحثا عن عبد الرحيم التونسي الذي كان قد أزال عنه الماكياج، فلم يتعرف عليه.. تقدم نحوه وسأله “أين عبد الرؤوف؟ فأجاب التونسي “أنا هو” فرد الملك وهو يضحك “ودير الطربوش أصاحبي باش نتعرف عليك”.
الحسن الثاني يختار كلمات أغنية “اجمع المومنين” للفنان رويشة
للملك الراحل الحسن الثاني حكايات كثيرة مع الفن وأهله، فقد كان عاشقا للفرجة بامتياز، ومعجبا بعدد من الفنانين المغاربة ممن لهم بصمة خاصة في لون من الألوان الغنائية المغربية الحبلى بالتنوع.. هكذا يقول من وجدوا أنفسهم في رحاب القصر الملكي كضيوف بين يدي الحسن الثاني..
ففي ورقة بحثية لـ”الأرشيفيست” المكي أكنوز، المهتم بالأغنية الأمازيغية بالأطلس المتوسط، والتي كتبها بمناسبة الذكرى 12 لوفاة الفنان محمد رويشة، ثمة تفاصيل عن أول لقاء بين الملك الراحل الحسن الثاني والفنان الأمازيغي رويشة، تؤكد الحس الموسيقي العالي للملك الراحل.
وبحسب الباحث، إنه بعد السهرة الفنية التي أقامها رويشة في مسرح محمد الخامس عام 1980، والتي كانت الحدث الأبرز في تاريخ المسرح بعد سهرة أم كلثوم عام 1968، والتي فتحت له باب الشهرة إقليميا ووطنيا ودوليا، تلقى ابن خنيفرة دعوة للغناء في حضرة المغفور له الحسن الثاني في قصر الصيخرات.
وعن هذا اللقاء، يورد المكي أكنوز شهادة على لسان رويشة نفسه يقول فيها: “توصلت بهاتف من الديوان الملكي بقصر الصخيرات بالرباط، قصد المشاركة الفنية لإحياء مختلف الحفلات التي تقام بمناسبة عيد الشباب بحضور كل من الفنانين: حميد الزاهر، مجموعة ناس الغيوان، والفنان الحسين بنياز. ودخلنا الصخيرات حوالي العاشرة ليلا، فقمنا بتغيير ملابسنا داخل السيارة، وأخذنا المسؤول الأمني إلى الفضاء الداخلي.. إنها أول مرة أدخل فيها إلى القصر، حيث وجدنا صاحب الجلالة واقفا ينتظرنا قائلا: “فين هاد الفنان ديالخنيفرة” (في إشارة إلى رويشة)”، ويضيف الباحث أن الفنان الأمازيغي شعر بفرحة عارمة، فتقدم وقبل يد الملك.
وبحسب الباحث إن الحسن الثاني سأل رويشة قائلا “أنت تعزف على آلة وترية”، فأجاب: “نعم سيدي”، وبعد تبادل الكلام في أمور فنية، يقول رويشة إن الملك”أمر لجنة خاصة لإعداد كل ما تتطلبه فرقتي الموسيقية، وبعدما تم ذلك طلب منا الحضور، فسلمت عليه مرة أخرى، وطلب مني أن أقدم له الآلة الوترية.. تمكن من فحصها بدقة، وهذا ما جعله يسألني عن مكوناتها، فكان جوابي: من خشب الأرز وجلد الماعز يا مولاي”. فقال الملك “هذه آلة مغربية أصيلة”.
ويتابع رويشة تفاصيل هذا اللقاء، بالقول إنه عندما جاء دوره في الغناء، صعد إلى المنصة، وشعر في الحين بأنه ليس من السهل العزف أمام الملك الحسن الثاني فاختار قطعة أمازيغية للشاعر عفاوي حمو والغازي، ولما انتهى من أدائها نادى عليه الملك، فحاول رويشة ترجمة القطعة إلى اللغة العربية، ليجيبه الملك: “لقد فهمت القصيدة وأدركت مقاصدها”. ثم قال له “علاشماكتغنيش بحال هاذ الكلام”،وأخذ الملك يردد قائلا:
باسم الله مفتاح الكلام سبحانو من لا ينام
الله اجمع المؤمنين صليو على النبي كاملين
يا الجواد الحاضرين صليوا على بو فاطمة
بسم الله نفتح الكلام
سبحان من لا يسهى ولا ينام
مول القدرة مول الحكام…
يقول رويشة إنه بعد سماع هذه الكلمات من الملك الراحل الحسن الثاني قال له: “يا مولاي، هذه الكلمات لم أسمعها من قبل، ولا أحفظها”، فقال لي: “إنني جد متأكد بأنها ستكون رائعة إذا أديتها بعزفك وصوتك”. وفعلا لحنها وغناها الفنان رويشة، وسجلها أيضا لدى شركة إنتاج دون أن يراعي البروتوكول، لكن يقول رويشة “مرة أخرى طلب مني جلالته أن أغنيها على آلة الوتار فقط بدون فرقة، وعند بداية هذه القطعة خيم الهدوء، واتجهت أذن وعيون الحضور نحو العزف والأداء معا، مما جعل القصيدة تصل سريعا إلى القلوب فتنفذ إلى الأفئدة”.
وبحسب أكنوز “أثار عزف رويشة انتباه الملك والحضور، فأداؤه لهذه الأبيات الرائعة لم يكن عاديا بل كان مبهرا غير بعيد عن طغيان البعد الصوفي، المفعم بالابتهالات والمديح الديني، فقد جمع بين المقام الروحي العرفاني الموجود في قصيدة “لتوبة”، والمقام النغمي الموسيقي في أدائه المتمثل في الألحان المستخرجة من آلته الوترية، وجمال أدائه وعذوبة صوته”.
ويضيف أكنوز أنه بحكم ذكاء الحسن الثاني وقدرته على تذوق الفن الموسيقي، أخذ يذكر الفنان محمد رويشة ببعض الأبيات الشعرية من القصيدة التي تعرضت للحذف، وعندما علم بأن حذفه إياها لم يكن استجابة لأهوائه، بل إن هناك دواعٍ فنية اقتضت ذلك حسب ما أخبرنا به رويشة، تقبل الأمر، وعلى كل حال فالملك أدرك بأن الفنان رويشة أبدع في أداء هذه القصيدة التي عنوانها “التوبة “، وهي من إبداع الشاعر سيدي عمر اليوسفي الفيلالي والمعروفة بـ”جْمع المومنين”.