المغرب يبني بالسرعة نفسها… في الصحة كما في الرياضة…
حين دشن جلالة الملك محمد السادس المستشفى الكبير بالرباط، وأعطى في الوقت ذاته أمره بافتتاح المستشفى الجامعي بأكادير، لم يكن الحدث مجرد تدشين لمؤسستين صحيتين، بل إعلاناً عن منعطف واسع في مسار الدولة الاجتماعية التي وعد بها جلالته منذ سنوات، دولة لا تُشيَّد فيها الملاعب فقط لتُفرِح الجماهير، بل تُبنى فيها أيضاً المستشفيات لتُعيد الحياة والأمل.
في بلد استطاع أن ينجز أكبر ملعب في القارة في أقل من سنة استعداداً لتنظيم كأس إفريقيا والعالم، يثبت الملك أن المغرب يبني بنفس السرعة في الصحة كما في الرياضة، في البنية التحتية كما في الإنسان، في الحجر كما في الكرامة. هذه ليست صدفة هندسية، بل رؤية ملكية متكاملة تضع الإنسان في قلب المشروع الوطني.
فالمستشفى الكبير بالرباط ليس مجرد صرح طبي متطور، بل مركز وطني للثقة، يربط البحث العلمي بالخدمة العمومية، ويؤسس لنقلة نوعية في رعاية المرضى وتكوين الأطر. والمستشفى الجامعي بأكادير يشكل الوجه الجنوبي لنفس الفلسفة الرامية لتوزيع عادل للخدمات، وربط التنمية الصحية بالعدالة المجالية التي طالما شدد عليها جلالة الملك في خطاباته.
هذان المشروعان الكبيران يختزلان فكرة واحدة، وهي أن المغرب لم يعد يبني الرموز فقط، بل يبني المستقبل. فبين ملعب ينجز في سنة، ومستشفى يفتح في لحظة توجيه ملكي، تتجلى روح الدولة الحديثة التي توازن بين البنية التحتية المادية والبنية الاجتماعية، بين طموح تنظيم كأس العالم وطموح بناء الإنسان القادر على صنعه.