21, نوفمبر 2024

حوار- ليلى خزيمة

تعرفون ما معنى القصيدة العصماء. تلك التي لا تحتاج إلى مقدمات أو استهلالات، لأن بها من العمق والرصانة والبوح ما يفي بالغرض. هذا هو تماما ما سنعيشه من خلال الحوار الذي جمعنا بالمبدع نجيب عبد الحق للغوص أكثر في ماهية الهاربون من تندوف، من دون مقدمات.

قدمتم مؤخرا العرض ما قبل الأول لفيلمكم الروائي الطويل الهاربون من تندوف ولاقى ترحيبا كبيرا من طرف مهنيي الميدان. تحدثوا لنا قليلا عن حيثيات إنجاز هذا العمل؟

فعلا كان العرض ما قبل الأول للشريط الروائي المطول الهاربون من تندوفمميزا وكانت الأمسية ناجحة لعدة عوامل منها الحضور الكبير لمجموعة من الأصدقاء محبي السينما العميقة والهادفة من ممثلين ومخرجين ووجوه من عالم الفكر والفن والإبداع في المغرب.

أما الفيلم في حد ذاته، فهو فكرة أحملها منذ سنين. ما يزيد عن 20 سنة، التقيت بمجموعة من المغاربة الذين قضوا أزيد من 23 سنة في سجون تندوف وتعرضوا للتعذيب بجميع الطرق، من إهانة واستعباد وظروف صعبة جدا.

ما شدني لهذه المجموعة من الأشخاص هو القدرة على التحمل والصبر وفي نفس الوقت المحافظة على إنسانيتهم.

تعاملوا معهم دونما إنسانية، لكنهم لم يفترو عن وعيهم الإنساني وحبهم للحياة. هذا الحب للحياة كان الدافع للصبر وللعودة بعد 25 سنة من السجن.

قلت حينها، عندما أنوي ولوج عالم السينما سأشتغل على عمل يروي هذه التجربة الإنسانية العميقة. قبل الفيلم، كانت هنالك عدة روايات حضرت فيها هذه الشخصيات مثل روايةLesTerritoiresdeDieu، ورواية

Leprintempsdesfeuillesquitombent ورواية Lelabyrinthedel’archangeورواية  Lamortn’estpasunnouveausoleil

وروايةLadernièreguerredusoldatinconnuوروايةuneombresurlesable التي استندت إليها لكتابة سيناريو فيلم الهاربون من تندوف.

الفكرة قديمة جدا لكن السيناريو كتب مؤخرا سنة 2023 وقررت تصويره في شهر غشت سنة 2024 بعد إعادة الكتابة مرات ومرات.

فضاء التصوير كان في مدينة كلميم ونواحيها في جو حار جدا لكن بأجواء ممتعة وصحراء جميلة وأناس ببعد إنساني وعلاقات إنسانية كبيرة.

كما اشتغلت مع فريق عمل جميل جدا، منحني فرصة إنجاز فيلم عن العذاب، لكن فيه أمل وحب وروح الصداقة العميقة كتلك التي تجمع شخصياته التي تحملت العذاب لسنوات طويلة، لكن الصداقة والحب العميق الذي يجمعهم مكنهم من الانتصار على العذاب والشر.

الكتابة والإنتاج والإخراج والتشخيص، كل صفة هي هيئة مستقلة بذاتها وتتطلب جهدا وتركيزا لا يمكن لأي شخص أن يوفق بينهن.

لما غامرتم في تحمل كل هذه المسؤوليات؟

لديكي كل الحق، كلها مسؤوليات تتطلب مجهودا كبيرا وتحضيراكبيرا وتمرسا كبيرا، لكن لدي تفسير لهذه المسألة.

أولا بالنسبة للإنتاج، قمت به على نفقتي الخاصة بتعاون مع بعض الأصدقاء لأن ليس لي من ينتج غير نجيب عبد الحق، ولأن الفيلم لا يستفيد من الدعم كونه الأول، فكان من واجبي تحقيق حلمي وإنتاج هذا العمل.

كان بإمكانيإنتاج ثلاث أفلام قصيرة، لكني فضلت إنتاج شريط روائي طويل. أما من ناحية الإخراج، فبالطبع أحمل الفيلم منذ أكثر من 20 سنة، خلال هذه المدة الزمنية تخيلته، صورته وعشت لقطاته ولحظاته وجميع أجوائه في مخيلتي.

وفي إطار، الكتابة كنت أكتب الكلمة وأنا أتخيلها صورة، وهذا هو الإخراج في حد ذاته.

أن تكون لك القدرة على منح المشاهد صورة تحمل عمقا كبيرا،فلا يبقى للكلمة دور عندما نتحدث عن الصورة وعن الفيلم.

أما على مستوى الكتابة، أنتم تعلمون أنني كاتب رواية وفلسفة ونقد وشعر على المستوى الأدبي والفني والسينمائي وصحفي منذ أكثر من 35 سنة، ملم جيدا بالقصة وكتبتها في العديد من أعمالي.

كما أنها ليست المرة الأولى، فلي سيناريوهات عديدة لأفلام سينمائية وسلسلات وأفلام تلفزيونية وكلها تنتظر أن يفتح الباب لتخرج إلى الوجود، والهاربون من تندوف هو هذا الباب.

هذا لا يعني أنني لن أشتغل على سيناريو الآخر إذا ما كان جيدا، وأتمنى أن تكون هذه بداية وليست آخر تجربة لنا.

على مستوى التشخيص، الدور الذي لعبته هو دور الابن الذي يبحث عن أبيه.

ذهب إلى الصحراء ليعيش نفس التجربة التي عاشها الأب. بكل صراحة لم أعثر على ممثل يمكنه لعب الدور بالعمق والقوة والتوازن والرصانة والصدق في الأداء الذي أرغب فيه. فكانت تجربة جميلة وغنية على جميع المستويات والحمد لله بشهادة النقاد وأكثر من 50 مقالا صدر

.الجميع أكد أن هنالك توازن كبير على مستوى الإنتاج والإخراج والكتابة وحتى على مستوى التشخيص وتسلسل الفيلم والطرح الذي اعتمده.

تتحدثون عن جمال هذه التجربة الأولى في إخراج وإنتاج فيلم روائي. أين يكمن بالضبط هذا الجمال؟

الجميل في هذه التجربة هو المغامرة. فكجميع البدايات كان هناك المجهول، وهذا المجهول هو الجميل في الحياة وفي هذه المغامرة الإنسانية الجميلة.

الأجمل هو أننا التقينا بفريق عمل رائع على المستوى التقني من كاميرا وإضاءة وسكريبت وصوت ولباس ومكياج ومونتاج وعلى مستوى التشخيص وغيرها.

أكثر من 70 شخصا عملوا بالفيلم وأصبح أغلبهم أصدقاء. وهذا هو الجميل في هذه التجارب، تخرج إليها وحيدا وتعود برُفقة تصبح جزءا من حياتك. الجميع عمل بحب وبغيرة على الفيلم، وبطبعي، أنا إنسان مرح وصاحب نكتة.

لا أغالي أو أبالغ في تقدير الأشياء، وعلاقاتي ولله الحمد جميلة مع من يعرفني. كانت فعلا تجربة جميلة وأعجبتني لدرجة أنني أتحرق لخوض التجربة الثانية وأبدأ في إنجاز العمل في أسرع وقت، لأن تلك اللحظات أصبحت لصيقة بذهني ومخيلتي وأصبحت كما أعشق الكتابة والصحافة وعملي في التلفزيون، أصبحت أعشق الوقوف وراء الكاميرا وإدارة الفريق بكل حب وبساطة.

لما الحاجة إلى تحويل روايتكم إلى فيلم رغم أن الرواية في حد ذاتها نجاح بكل المقاييس؟

فعلا الرواية كانت ناجحة جدا وترجمت لمجموعة من اللغات، ولكن الفرق بين الكلمة والصورة شاسع جدا وكنت وأنا أحمل هذه الفكرة في قلبي وفي وجداني، كنت أحلم بأن أراها صورا على شاشة التلفزيون أو في قاعات العرض السينمائي.

لهذا ارتأيتأن أكتب السيناريو وأن أحول الكلمات إلى صور.

فهناك ما يمكن تحويله إلى صور بسهولة وهناك الأشياء المسكوت عنها والتي لا يمكن للكلمة أن تبوح بها. فالصورة فقط هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعبر عما لا يمكن أن يقوله الكلام كما هو الحال بالنسبة للتشكيل أو الموسيقى.

فاللغة الموسيقية تعبر عن أشياء لا يمكن للكلمة أن ترصدها.

وكذلك الألوان والأشكال والإضاءة، فالصورة لها كل هذه القوة. صحيح أن للكلمة أيضا قوة وقوة كبيرة جدا ولكن للصورة تعبير آخر وكأننا نمر إلى مرحلة متقدمة من التعبير وهذه المرحلة هي التي أحسست بها بقوة وكنت أريد أن أراها في فيلم الهاربون من تندوف.

اعتمدتم في هذا العمل على الجرأة والمباشرة دون صيغ جمالية أو مجرد التلميح. لما هذا الاختيار وهذا الطرح؟

أعطيكي الحق وأعطي للمهتمين الحق لأن هناك جرأة كبيرة في هذا الفيلم.

جرأة على تعرية الواقع، جرأة على طرح التعذيب والشر والخبث والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها مليشيات البوليساريو.

فكيف للإنسان أن يطرحها إن لم يطرحها بطريقة مباشرة. أردت أن يرى المشاهد ما هو التعذيب الجسدي والنفسي والروحي.

أردت أن يرى المشاهد كيف ذهبت هذه الشرذمة من الناس إلى خلق الرعب داخل السجون في تندوف، وتلك الرغبة في قتل حتى حب الحياة عند الانسان.

في بعض الأحيان يتسنى لهم ذلك، لكن مع هذه الثلة التي نجحت في الفرار، لم يتوصل المجرمون في تندوف إلى قتل حب الحياة في داخلهم.

هنا الطرح كان لا بد أن يكون مباشرا وجريئا وأن يعري على شر المعذبين.

فالمعذب له طريقته في التعذيب، وحتى في كلمات الشر هنالك عمق كبير يلتمسه المتفرج

. على مستوى التعليق الصوتي (Voixoff)، عندما يحكي الابن أو يقرا أو يتذكر ما قرأه حين اكتشفأوراق الأب، والتي تعطينا صلب وتسلسل المراحل في الفيلم، هناك شاعرية كبيرة واستنباط للوجدان وتساؤلات كبيرة على المستوى الروحي والوجداني والفلسفي.

الفيلم يمر من مرحلتين، هناك لقطات التعذيب وهناك لقطات المباشرة، هناك تلك الجرأة الكبيرة وهناك أيضا ما يلوج داخل مخيلة الشخصيات وقلوبهم والتي ربما لا نعبر عنها بالكلم، فالصمت حاضر كثيرا وله دور كبير في العمل، تماما كما في الموسيقى، فالصمت تكميل للسمفونية وللجملة الموسيقية.

كذلك هو الشأن بالنسبة للفيلم هناك لحظات كبيرة من الصمت ومن التأمل والتيه، مثل تلك التي يتيه فيها الابن في الصحراء ويفقد وعيه وحتى ذاكرته ويتخيل أشياء لا وجود لها.

فهناك شاعرية كبيرة وتساؤلات فلسفية كبيرة.

هذا التأرجح بين الجرأة المباشرة وبين أن يرى الانسان ما بداخله ويحاول أن ينصت إلى ما لا يمكن التعبير عنه، من النقاط المهمة في هذا الفيلم.

ما بين تيمة الفيلم والتوقيت الذي طرح فيه العمل أكثر من مغزى وتعبير؟

ذكرى المسيرة الخضراء وذكرى عيد الاستقلال لهم أكثر من دلالة.

فالفيلم يحمل في طياته عمقا وطنيا كبيرا، ليس بالمعنى المبتذل للوطنية ولكن في نبلها وصدقها وقوتها وعمقها.

المغرب منذ أكثر من 50 سنة وهو يدافع عن صحرائه ويواجه الظلم والعداء الكبير والعميق من طرف الجار الجزائري ومن مليشياتالبوليساريو التي يحركها الجزائريون كلعبة وكدمية.

كان اختيار هذه التواريخ مهما جدا لكي نعطي الفيلم هذه الصبغة العميقة على المستوى السياسي والوطني، وعلى مستوى قضية المغاربة الأولى التي هي الصحراء المغربية.

نحن نعرف جميعا أن المناطق الجنوبية أكثر من 50 سنة، أصبحت من المناطق المهمة في المغرب وهي جزئ لا يتجزأ من الوحدة الترابية. هذه المناطق تحظى برعاية كبيرة من طرف جلال الملك نصره الله وكذلك السلطات التي تسهر على تطويرها.

فنحن نشهد مع وجود موانئ كبيرة ومشاريع ضخمة في الصحراء كيف أنها ستصبح واجهة كبيرة على أفريقيا وأمريكا ومنطقة الساحل والعالم العربي.

لهذا، فالموضوع لا يمس فقط ما يروج في تندوف، ولكن أبعد من ذلك، فهو موضوع يتعلق بصحراء المغرب وبصمود المغاربة أمام عداء الجار الجزائري وكل من يكنون العداء للمغرب.

والشيء المهم بالنسبة لي، أن يكون للسينما دور تاريخي وسياسي واجتماعي حتى على المستوى الفكري، حتى لا ننسى أن ما يدور اليوم في تندوف هو نفسه ما يدور في غزة.

فتندوف بالنسبة لي هي غزة التي لا تفرقنا عنا إلا بعض الكيلومترات. وعلى العالم أن يعرف أن هنالك جرائم حرب ترتكب في تندوف.

هل الأشخاص الذين كانوا وراء فكرة الفيلم والذين قابلتهم منذ عدة سنوات كانوا على علم بمشروعكم؟ وكيف تفاعلوا مع الفيلم خلال العرض ما قبل الأول؟

سؤال مهم جدا… فهناك العشرات والعشرات من الإخوان الذين عادوا من تندوف ولله الحمد. هناك من اتصلت بهم وأردت أن يشاركوا في الفيلم، ولكنكيف يمكنني من أجل فيلمي أن أطلب من إنسان عانى أكثر من 20 سنة من العذاب أن يعيد تشخيصه وتذكره من خلال العمل.

هذا غير إنساني وسيكون ظلما في حقه.

هذا الفيلم مهدى لهؤلاء الإخوان والأخوات الذين عانوا العذاب وعادوا إلى أرض الوطن.

هناك العديد منهم الذين استدعيت لحضور العرض ما قبل الأول بالدار البيضاء وهناك من حضروا العرض ما قبل الأول بالرباط. علاقتنا علاقة جميلة، علاقة حب وصدق واحترام.

فكما أحسست بمعاناتهم، هم لمسوا في الانسان الذي احترم إنسانيتهم واحترم عذابهم وهذه المسيرة التي لا تشبه أي مسيرة أخرى سوى المسيرة الخضراء التي حررت تلك الأرض الجميلة.

نعود للكلمة، فهي من أخطر الأسلحة التي يمكن أن تغير مجرى أي عمل، في الهاربون من تندوف لم تكن مبطنة ولم تتسند على المغالاة في العاطفة.

تمرين مجهد لأي كاتب، لن نسأل كيف تمكنتم من تحقيق المعادلة، لكن ما كانت طريقتكم للوصول إلى الهدف دون إفراط؟

فعلا الكلمة سلاح قوي جدا، يمكن أن يكون سلاحا قويا للتحرير كما الفتك أو التدمير. في هذا الفيلم كانت الكلمة سلاحا قويا للحياة وبناء علاقات إنسانية جميلة.

لم يكن هنالك تبطين في الحكي ولم أكن أرغب في السقوط في مثل بعض الانتاجات المغربية التي يكثر فيها الحديث والصراخ والصخب، ليس هنالك شيء من هذا كله في الفيلم.

في هذا العمل، هنالك صمت وهناك كلمات قليلة معبرة تذهب إلى جوهر المعنى وليس لمليء الفراغات، لأن ليس هنالك فراغ. فهو مليء بالحب والعاطفة والتساؤل والتأمل في الذات ومخاطبتها. الفيلم له رنة متميزة أصبحت أكثر تميزا بالموسيقى التي استعملت، وهي موسيقى مؤلفة خصيصا له.

فقد طلبت من صديقتي وأختي العازفة العالمية والأولى في أوبرا برلين في ألمانيا الأستاذة مونى رفق الله أن تؤلف موسيقى لهذا الفيلم وهي موسيقى تعتمد على آلتي الكمان والبيانو التي لا نراها في الأفلام المغربية الأخرى.

فليس هناك صخب في الفيلم ولا صراخ ولا كلام كثير أو إفراط في الجمل، بل هناك حس وخطاب يذهب من القلب إلى القلب.

جميع مقومات النجاح كانت حاضرة في هذا العمل. لكن ما كانت مخاوفكم عندما قررتم خوض التجربة وأنتم من يلبس عباءة الناقد السينمائي منذ سنوات؟

عملي كناقد منذ سنوات عديدة جعلني أحتاط وأتخوف من مجموعة من الأشياء. أنا كنت ناقدا لاذعا، وكتبت الكثير عن السينما المغربية لدرجة أنني تركت الكتابة عن كل ما لا أحبه وأكتب فقط عما أحب والذي يغير نظرتي للعالم ويغنيني. قبل بداية الفيلم، كتبت أكثر من 50 جملة.

كل جملة هي تعبير عن خطأ يجب ألا أقع فيه. خمسون خطأ يجب أن أتجاوزه بقدر ما تسنى لي أن أحقق هذا الهدف. صحيح أن هناك أخطاء أخرى، ولكن هذه الخمسين حاولت تجنبها إلى أبعد حد. هو عمل صعب وصعب جدا أن تقوم بإخراج فيلم صادق، لأن الصدق هو المهم. الهاربون من تندوف فيلم صادق بكل ما للكلمة من معنى، فيلم ينبع من القلب ليصل إلى القلب، فيلم يحكي عن تجارب إنسانية عميقة وقوية جدا، هذا هو المهم.

ولطرح مثل هذه القضايا الإنسانية، يجب أن يكون هناك نوع من التريث والحذر كي لا نقع في المغالاة والإفراط في التعبير وأن نكون صادقين، وهي قاعدة في حياتنا اليومية.

فعندما تكون الفرحة كبيرة فالإنسان يسكت، وعندما يكون اليأس كبيرا،فالإنسان يسكت. ومرة أخرى أعود إلى كلمة الصمت، هناك ما يقال وهناك ما يشاهد وهناك ما يحسه القلب دون كلمات.

بعد هذا الإنجاز، ما هي خطوتكم القادمة في المجال؟

الهاربون من تندوف هو الباب المفتوح، والفيلم الثاني جاهز.

كنا فقط ننتظر أن ننهي هذا العمل لمباشرته، وهو يحمل عنوان Canabis. فإذا كان فيلم الهاربون من تندوف قد صور في أجواء الصحراء وفي الحر الشديد ودرجة حرارة 48 بين الجبال والصخور والكتل الرملية، فالعمل الثاني سيكون كله في الثلج والبياض والبرد القارص والقاصي جدا على الروح.

أريد أن أمر من هذا الجانب الصحراوي إلى جانب آخر، بقصة بوليسية عميقة جدا بمجموعة من الأحداث، ودائما فيها هذا الصدق وهذا الحس والصمت والبعد الإنساني الفلسفي العميق. فأنا لا أرغب في القيام بالأفلام التي يسمونها استهلاكية، فهي لا تهمني أبدا.

ما يهمني هو العمل على سينما أحبها وتربيت على مبادئها وأعرفها كوني التقيت كبار المخرجين والممثلين والمنتجين في العالم، وقمت بمئات الاستجوابات.

ولي أصدقاء مقربين في ميدان السينما في العالم من مصر ولبنان وإيران واليابانوكوريا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، الذين تعلمت معهم ما هي السينما الحقيقية.

فأنا أحب السينما الهادفة التي للكلمة فيها عمق وللسيناريو والكتابة عمق كبير وحضور كبير للإنسانية وللوجدان والفلسفة وللتساؤلات الإنسانية العميقة. هذا ما يهمني في السينما لأنها تعبير إنساني نبيل إذا كان تعبيرا صادقا.

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version