عقب حفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، الذي ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، توالت عديد التصريحات لمسؤولين فرنسيين ومغاربة، حول عودة العلاقات المغربية الفرنسية إلى سياقها الطبيعي، وتعزيزها بـ”الشراكة الاستثنائية الوطيدة”، التي من شأنها أن تعطي لهذه العلاقات دينامية متجددة في السنوات القادمة.
كما تحدث عدد منهم للصحافة ولوكالة المغرب العربي للأنباء بعد خطاب الرئيس الفرنسي أمام البرلمان المغربي، عن أهمية توطيد الشراكة الثنائية بين البلدين على القطاع الذي يمثله، فضلا عن إشادة الصحافة الفرنسية بالشراكة المتجددة بين المغرب وفرنسا، وتسليطها الضوء على مؤهلات المملكة التي ترسخ مكانتها، عاما بعد آخر، كرائد قاري وإقليمي.
برونو ريتيلي..وزير الداخلية الفرنسي:
لأن المغرب وفرنسا أصدقاء.. فلا شيء مستحيل
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، تعد تكريسا لصداقة طويلة الأمد بين الرباط وباريس.. وأنا سعيد جدا لكوني ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية إلى المغرب.
لقد وقعت اتفاقين مهمين، الأول يتعلق بإعلان نوايا بشأن تعزيز التعاون في مجال الوقاية المدنية، والذي سيمكننا من تطوير العلاقات والتبادل في مجال الحماية المدنية حول عدد من المواضيع المهمة..والاتفاق الثاني يتعلق بإعلان نوايا بشأن تعزيز التعاون في مجال مكافحة الحرائق في الفضاءات الطبيعية، لا سيما طائرات إخماد الحرائق والتقنيات الجوية لمكافحة حرائق الغابات.. سنحقق تقدما كبيرا ولأننا أصدقاء، فلا شيء مستحيل. وهذه الاتفاقيات ستوطد العلاقات بين البلدين في الأشهر والسنوات المقبلة.
رشيدة داتي.. وزير الثقافة الفرنسية:
كل ما نقوم به مع المغرب تاريخي
قالت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، إن علاقات التعاون بين المغرب وفرنسا في المجال الثقافي تحظى بأهمية متزايدة. وأضافت في تصريح للصحافةإن “المغرب وفرنسا وقعا على عدة اتفاقيات تمكنهما من تطوير تبادلات حقيقية في جميع المهن المرتبطة بالثقافة والفن والسينما والتراث“، قبل أن تؤكد بالقول: “إنها شراكة قوية سنعمل على تنفيذها بكل تأكيد”، لأن المغرب وفرنسا تجمعهما روابط صداقة وشراكة تاريخية.
وتابعت السيدة داتي: “كل ما نقوم به مع المغرب تاريخي، لأن الإنسانية حاضرة في علاقاتنا“، مشيدة في الوقت نفسه بالتزام المغرب القوي بالحفاظ على تراثه وتاريخه.
أنطوان أرمون.. وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي:
أنا فخور جدا بعمل (ALSTOM) و(EGIS) و(VOSSLOH) مع المقاولات المغربية
أكد أنطوان أرمون، وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي، أن المغرب وفرنسا يمضيان قدما معا في شراكات مستقبلية.
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “أنا فخور جدا بعمل (ALSTOM) و(EGIS) و(VOSSLOH) مع المقاولات المغربية، والذي يثبت أننا نمضي قدما معا في شراكات تكنولوجية مستقبلية“، مضيفا أن السكك الحديدية يعتبر أحد المجالات الذي يتقاسم فيه المغرب وفرنسا “تاريخا وشراكة عريقين”، مشيدا بأوجه التعاون الممتازة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة.
وأعرب أرمون عن سعادته بـ”حفاوة الاستقبال” الذي خصصه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للرئيس الفرنسي، منوها بالتوقيع، بمناسبة هذه الزيارة، على عديد الاتفاقيات بين البلدين في العديد من القطاعات.
محمد ربيع الخليع.. المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية“
المملكة تنخرط في مخطط مهم لتطوير شبكة السكك الحديدية
قال محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إن المغرب انخرط، بعد التجربة الناجحة للقطار فائق السرعة، في مخطط جد مهم لتطوير شبكة السكك الحديدية برسم الفترة 2024-2030، وذلك بالتعاون مع شركات فرنسية. وأوضح أن التجربة المغربية للقطار فائق السرعة “حققت نتائج جد مرضية”، مشيرا إلى أن المشاريع المزمع إنجازها تأتي “قبيل تنظيم كأس العالم 2030“.
واعتبر لخليع أن قطاع السكك الحديدية يحظى بأهمية قصوى، تماشيا مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.، مسجلا في الوقت نفسه أنه سيتم، في إطار المشاريع الجديدة، تمديد الخط فائق السرعة من القنيطرة إلى مراكش على طول 430 كلم، لافتا إلى وجود العديد من طلبات العروض، من بينها تلك المتعلقة بالقطارات فائقة السرعة، حيث فازت شركة “ألستوم” بأحدها بعد تقديمها لأفضل عرض من حيث الكلفة وجودة المنتوج.
وأشار الخليع إلى أن طلبات العروض تشمل أيضا مواكبة المكتب الوطني للسكك الحديدية، والذي فازت به مجموعة مكونة من مكتب دراسات مغربي وآخرين فرنسيين، وكذا اقتناء إبر السكك الحديدية، والذي كان من نصيب شركة فرنسية.
آن جينيتي.. وزيرة التربية الوطنية الفرنسية:
الاتفاقية الموقعة بين فرنسا والمغرب ستمكن من تحفيز مبادرات جديدة للتعاون المعمق بين البلدين
الاتفاقية الموقعة بين فرنسا والمغرب في مجال التربية للفترة 2024-2026، ستمكن من تحفيز مبادرات جديدة للتعاون المعمق بين البلدين. وهذه الاتفاقية، التي تشكل إعلانا للنوايا من أجل التعاون في مجال التربية 2024-2026، تأتي لتعزيز الاتفاقية الإطار القائمة بين البلدين منذ سنة 2017 في هذا المجال. والأمر هنا يتعلق أيضا بـ”مواكبة” المغرب في إطار مخططه لإصلاح المنظومة التربوية في أفق 2030، من خلال تبادل الخبرات في هذا المجال.
ويهدف إعلان النوايا للتعاون في مجال التربية، الذي وقعه كل من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة السيد محمد سعد برادة، ووزيرة التربية الوطنية الفرنسية السيدة آن جينيتي، ووزير التعليم العالي والبحث السيد باتريك هيتزل، إلى تطوير التعاون الثنائي في محاور دعم التكوين المتميز، ومواكبة شعب التعليم التقني، وتعزيز شبكة المؤسسات التعليمية الفرنسية بالمغرب، والمساهمة في تدريس اللغة العربية بفرنسا، وإعادة تنشيط الشراكات بين الأكاديميات.
إيزابيل بيبير.. مديرة الشؤون الدولية والأوروبية ببنك الاستثمارات العامة لفرنسا:
الاتفاقيتان الموقعتان مع “OCP” وصندوق محمد السادس للاستثمارستحفزان تطوير التعاون المغربي-الفرنسي
أوضحت إيزابيل بيبير، مديرة الشؤون الدولية والأوروبية ببنك الاستثمارات العامة لفرنسا، أن اتفاقيتي الشراكة الموقعتين مع المكتب الشريف للفوسفاط وصندوق محمد السادس للاستثمار، ستحفزان تطوير أوجه التعاون المغربي-الفرنسي. وأكدت أن هذه الاتفاقيات “ستمكننا من وضع آليات من أجل تسريع” هذا التعاون، مضيفة أن الأمر يتعلق بإطار تعاون من أجل “الاستثمار في المغرب وإفريقيا معا“.