منعطف ضيق
أعادت مباراة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة إدخال وزير العدل إلى منعطف ضيق جديد. وعمت موجة عارمة من الغضب الشعبي مواقع التواصل الاجتماعي وكل فضاءات التعبير عن الرأي، بسبب الخروقات التي طالت النتائج المعلن عنها قبل ساعات من الآن.
والخطير في الأمر أن نشر لوائح بأسماء الناجحين من العائلات النافذة، المرتبطة ببعضها في إطار شبكات سياسية وعائلية، لم يأتي سوى لتزكية فرضية وجود تلاعبات في نتائج هذه المباراة، بعد أن تم الكشف قبل أسابيع عن فضيحة تسريب امتحان هذه المباراة، الذي أشرفت عليه وزارة العدل.
ومن بين الأسباب، التي يقدمها ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي لتفسير اختلالات مباراة الولوج لمهنة المحاماة، استخدام المباراة لترتيب تسويات وتوافقات للقلاقل، التي أثارتها تصريحات وزير العدل بشأن المهنة، في عدد من المواضيع الخلافية، وفي مقدمتها موضوع الضريبة وتعديل قانون المهنة.
ومن بين السيناريوهات، التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي لتفسير الورطة الجديدة لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، كونه استعمل هذه المباراة المهنية في رأب الصدع بينه وبين جمعية هيئة المحامين. خصوصا بعد ظهور أسماء كثيرة للناجحين من أبناء المحامين المسؤولين في الجمعية.
ومهما يكن بشأن موضوع هذه المباراة، فإن وضع شروط وحواجز صعبة لولوج أبناء الفقراء، من خريجي كليات الحقوق، ذات الاستقطاب المفتوح، لمهنة المحاماة، حتى بعد نجاحهم في المباراة، من قبيل اشتراط أداء رسوم عالية، ينذر بعواقب وخيمة.