أمال المنصوري
“إلي شاف بلاوي الناس تهون عليه بلوته”، مثل مصري اعتدنا أن نسمعه في الدراما المصرية، إلا أن ما اعتدناه في التمثيل صار حقيقة معيشة في “دار الضمانة”، هذا ما أصبح متداولا بين ساكنة وزان “مدينة الشرفاء و العلماء”، التي تقع على الشريط الجنوبي لجبال الريف المغربية، والتي عاشت على مدى قرابة خمسة عقود ضحية مقولة (اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاؤون). هذه المقولة أضاعت على سكان “منطقة جبالة ” أبسط الحقوق في توفير المراكز الحيوية التي توجد في أي مدينة مغربية أخرى.
ولنأخذ مثلا بسيطا مدينة وزان التي كانت تنتمي لجهة الغرب الشراردة بني أحسن في ظل نظام ال 16 جهة واليوم تنتمي لجهة طنجة تطوان الحسيمة بعدما تم إحداث عمالة وزان، مما يطرح جملة من المشاكل، بحيث يتم تدبير السياسات العمومية برؤوس إدارية غير منسجمة، مما يخلق مشاكل من حيث التبعية الإدارية. وكل اجتماع على مستوى مجلس العمالة إلا ويأتي إليه المسؤولون من خارج جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعلى سبيل المثال يأتي المسؤول عن المحافظة العقارية من سيدي قاسم والقضاء من القنيطرة، التابعين لجهة الرباط سلا القنيطرة ، وعن الوكالة الحضرية من العرائش وعن الأملاك المخزنية من تطوان وعن السكنى وسياسة المدينة من شفشاون.
فإذا كان التعبير عن المعاناة يعتبر عند البعض نوعا من “الشوشرة” ، فإننا سنعبر عن مدى سعادتنا وفخرنا بتواجدنا وانتمائنا لهذه الرقعة، فمنذ الاستعمار الصليبي لبلادنا عاشت هذه المنطقة بين ناري الفرنسيس والاسبان، وبعد ذلك قسمت بني مسارة إلى قسمين قسم تابع للشمال وآخر للغرب شراردة بني أحسن ،وبينما كانت تدور أطوار البرمجة هناك كنا نحن أقلية مهمشة لا تحظى بأي اهتمام في برامج الأراضي الفلاحية المنبسطة السهول الشاسعة المعطاء….وبعد انتظار طويل فرحنا كوننا أصبحنا عمالة وإقليما وقلنا حينها أننا تخلصنا من التبعية وقد تيسرت أمورنا…لكن للأسف أو لحسن الحظ لكي تجمع ملفا خاصا بمشروع ما عليك أن تقوم بجولة عبر أنحاء المغرب… وإليكم هذه الأمثلة..المحافظة العقارية/سيدي قاسم، المديرية الجهوية للضرائب/ القنيطرة ،الأملاك المخزنية/ تطوان، الحوض المائي/ حوض سبو فاس، الوكالة المستقلة لمراقبة الصادرات/فاس،الغرفة الفلاحية/ العرائش، المستشفى/شفشاون أو تطوان،مكتب السلامة الغذائية/ شفشاون، الربط بالكهرباء جهد متوسط /سيدي قاسم، حتى السوق الأسبوعي تم إبعاده، وهلم جرا…..
ولذلك فإننا نعبر عن فرحتنا وابتهاجنا من حسن حظنا أننا نسافر ونتفسح رغم انفنا كي نقضي مصالحنا بينما آخرون لا تتاح لهم هذه الفرصة للخروج من مدنهم سواء كانوا مرضى أو أصحاء.