جمال بوالحق
تنظر حاليا غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بخريبكة٬ في قضية قتل أحد الأصول عمدا وهي القضية التي يتابع فيها ابن بقتل والده .
وكان قاضي التحقيق عن نفس المحكمة قد أحال على غرفة الجنايات٬ المتهم بقتل أبيه والمدعو ياسر 22 سنة٬ ووجه إليه تهمة قتل أحد الأصول “الأب” عمدا وهي جناية منصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل 396 من القانون الجنائي .
وقد استمع قاضي التحقيق على هامش هده النازلة٬ إلى زوجة الهالك التي اعترفت بمسؤولية الابن في مقتل أبيه٬ مقرة بأن فلذة كبدها المُدان سابقا في قضايا تتعلق بترويج المخدرات٬هو من قام بقتل والده عبر ضرب رأسه مع الحائط ثم جره في المنزل وإخفاءه٬ دون تقديم العون له٬ بعد أن كانت تصريحاتها السابقة٬ تُحاول التستر على ابنها عبر الادعاء بأن زوجها كان مريضا بالسكري٬ وقد فقد وعيه٬ وسقط على دُرج المنزل٬ قبل أن تتراجع عن هذه الرواية بعد اعتراف الابن بارتكابه للجريمة٬التي شخص وقائعها ٬وأعاد تمثيلها والتي كانت تُراوده مند مدة بسبب تأنيب الأب الدائم له والدي لم يكن راضيا على سُلوكه٬ وسُلوك بناته ٬وطريقة تربيتهم والتعامل معهم من طرف الأم ليستغل الابن واقعة تأنيب الأب لابنته الكبرى التي تبلغ من العمر 17 ربيعا٬ والتي يوم وقوع الجريمة في أواخر شهر أكتوبر المنصرم٬ قضت ليلتها السابقة خارج البيت ٬وعندما عادت إلى البيت عنفها والدها بشدة٬ وهو الأمر الذي لم يرُق للأم ٬التي دافعت عن ابنتها بشدة ٬ما جعل الابن ياسر يدخل على الخط٬ وينتهز فرصة حالة الغليان والهرج داخل المنزل٬ ويوجه ﻷبيه ضربات قاتلة بحجر كبير على مستوى الوجه ويمسكه من رأسه٬ويضربه بالحائط ٬وعندما سقط مُدرجا في دمائه٬ واصل الابن توجيه الضربات تلو الأخرى لأبيه٬ إلى أن فقد القُدرة على المُقاومة ويخر بعد دلك صريعا .
وستُباشر المحكمة الاستماع إلى أم الضحية٬ وأخيه حميد بتاريخ 15 دجنبر المُقبل على خلفية أنهما عاينا الهالك٬ وهو مُدرج في دمائه في لحظاته الأخيرة قبل وفاته٬ بعدما حاولا الاتصال به عبر الهاتف٬ لكن جواله ظل يرن دون مجيب٬في أكثر من مناسبة وطيلة يوم كامل٬ مما جعل الشكوك تُخامرهم في أن يكون ابنهم قد تعرض لمكروه خصوصا وأنهم يعرفون سُوء علاقته بزوجته وأولاده٬ ليقرر أخوه ووالدته الانتقال إلى منزل ابنهم الذي لم يدخلوه إلا بعد جُهد جهيد٬ليجدوا الضحية مُضرجا في دماءه ٬ويُخبروا بعد دلك السلطات الأمنية٬ويتم نقله إلى المستشفى التي لفظ فيها أنفاسه الأخيرة.
وتُطالب عائلة الهالك بأن يتم الاستماع لجميع الأطراف لأنهم يعتبرون أن قاتل ابنهم لم يكن شخصا واحدا. آملين في أن يشمل البحث الجميع ممن ساهموا بشكل مباشر ؛أو غير مباشر في إزهاق روح ابنهم خالد البالغ من العمر 41 سنة٬ والدي كان يتميز ببنية جسدية قوية٬ يصعب معها تصفيته من طرف شخص واحد خصوصا وأنه يزن 120 كيلو٬ وهو الأمر الذي يُصعب من مأمورية حمله من مكان لآخر من طرف شخص واحد دون الاستعانة بآخرين .
وتُشير مصادر الجريدة من اخريبكة على أن والدة القتيل البالغة من العمر 83 سنة٬ قد أُصيبت بصدمة نفسية٬ حيث أنها مازالت غير مُصدقة لما حل بابنها٬ التي كانت تربطه وإياها علاقة وطيدة ٬ومازالت أيضا في الوقت الراهن٬ وعلى الرغم من كبرها وشيخوختها ٬ لا تتوانى في الذهاب لقبره٬ والدموع لا تُفارق مُحياها٬ وملابسه اتخذتها كوسادة للاتكاء عليها٬ وشم رائحته٬ مما أزم وضعها الصحي٬ المُتأزم أصلا بسبب مرضها بالقلب٬وأصبحت لا تنام٬و لا يغمض لها جفن إلا بعد أن تتناول حبوبا خاصة .
ويبقى عزاؤُها الوحيد رفقة باقي أفراد العائلة٬ هو تطبيق القانون في حق الجُناة المشاركين بشكل أو بأخر في ارتكاب هذه الجريمة٬ التي لهم اليقين على أن مرتكبها ليس شخصا واحدا .