المنعطف- ل.خ
اختتمت يوم السبت المعارض الدولية اليك اكسبو واينيرايفنتوترونيكا اكسبو في دوراتها 17 و12 و11 التي نظمت من طرف الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة (FENELEC)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله تحت شعار: “الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر: نحو إقامة منظومة جذابة، وتنافسية ومستدامة”.
في مداخلته بهذه المناسبة، أكد رياض مزور، وزيرالصناعة والتجارة، أن قطاع الطاقة لم يكن في أي وقت مضى في صلب التنمية العالمية كما هو اليوم.
فأمام المغرب مستقبل واعد في هذا المجال: «لدرجة أننا نتساءل هل لدينا القدرة على تخزين ونقل كل هذه الطاقة الكهربائية التي نعتزم مضاعفتها ثلاث مرات لفائدة مستقبل العالم بأسره؟
وهل سنكتفي بالاستهلاك وشراء منتجات الطاقة أم سنشرع في الاستثمار بقوة من أجل تلبية الطلب والحاجيات المتزايدة؟».
تساؤلات تبين أن المغرب يمثل بشكل واضح أحد الدول ذات المؤهلات الواعدة في هذا القطاع.
كما أكد الوزير في كلمته على الأهمية الاستراتيجية للتزويد بالكهرباء والإلكترونيات في التنمية العالمية.
وتطرق إلى: «الدور المحوري للمغرب في هذا التحول، بفضل رؤية واضحة واستثمارات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، مما جعل المملكة بمثابة ممر طاقي يربط بين أوروبا وإفريقيا».
من جهته، أكد د علي الحارثي رئيس الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة، أن التيمة التي تم اختيارها لنسخة هذا العام، أي “الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر: نحو منظومة جذابة وتنافسية ومستدامة”، تكتسي أهمية كبيرة وتستجيب للتحديات الحاسمة التي يمثلها تحول الطاقة العالمية.
كما صرح لجريدة المنعطف أن: «صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى توجيهات واضحة بالنسبة لتطور القطاع الطاقي. فيجب أن نصل إلى 50 في المائة من الإنتاج الطاقي سنة 2025.
هنالك تحد كبير يتعلق بالسكان وهو تحد كبير بالنسبة للعالم، ويمكن للمغرب أن يساعد المنطقة وشركائه من خلال إنتاج الهيدروجين بأقل تكلفة، لأن للمغرب وعاء عقاريا مزدهرا والعديد من المؤهلات التي ستمكنه من تحقيق ذلك إن شاء الله».مضيفا أن: «المغرب، وبفضل إمكاناته الاستثنائية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في وضع يسمح له بأن يصبح رائدا في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ومع ذلك، ولكي يصبح هذا القطاع تنافسيا حقا على الساحة الدولية، فمن الضروري هيكلة وتكامل هذا النظام البيئي بأكمله».وأشاد بالمناسبة، بمشاركة موريتانيا كضيف شرف هذا العام، مما يعزز روابط التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
وفي رسالة مسجلة، أبرزت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي،أن الجلسة الافتتاحية لمعرض الكهرباء هي دليل على الأهمية التي توليها المملكة المغربية للسيادة الصناعية وتسريع التحول الطاقي في خدمة التنمية المستدامة.
فقد: «تم تصنيف المغرب كأحد الركائز الخمس التي تربط العالم في منظومة إعادة تشكيل سلسلة القيمة. ومع إعادة الهيكلة الكبرى والاضطرابات التكنولوجية في القطاعات الرئيسية، تمكنت المملكة على الفور من التموضع باعتبارها الممر اللوجستي والتجاريالأفريقي الوحيد للطاقة الذي يربط أوروبا وإفريقيا وحوض المحيط الأطلسي.
لدينا موانئ وخطوط سكك حديدية عالية السرعة وشبكةأنابيب غاز.
وبالتالي، ومع تسارع التحول في مجال الطاقة وبفضل الموقع الاستثنائي لبلادنا في مجال الطاقة المتجددة والوقود الأخضر، فإن المملكة هي بالفعل ممر الطاقة الأساسي». وعن التحديات التي يواجهها القطاع، صرحت الوزيرة أنه: «بطبيعة الحال، فإن الطريق لتحقيق هذه الرؤية معقد، ونحن بصدد تطوير صناعات جديدة، ومهن جديدة، وخدمات جديدة ذات استخدامات جديدة.
وعلينا أن نخطط بنجاح لبنيتنا التحتية في هذه القطاعات التي تتزايد فيها التحديات.
نحن بحاجة أيضا إلى الإنتاج بشكل مستدام، ونحتاج إلى إنتاج متسارع للطاقات المتجددة ودمجها على نطاق واسع في شبكات الكهرباء لدينا، ونحتاج إلى المزيد من الإنتاج اللامركزي.
ولكن قبل كل شيء يجب علينا التحكم والمراقبة والإدارة بطريقة مثالية وفعالة وفقا للطاقة واحتياجات مراكز الاستهلاك».وفي ختام كلمتها، قالت ليلى بنعلي: «أطلب منكم مواصلة دعم تحويل وتحديث قطاع الكهرباء لتمكين التنبؤ بشكل أفضل وتمكين تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المناطق الذكية بما في ذلك إمدادات الطاقة من الحلول عالية الأداء ومعالجة البيانات الضخمة وإعداد التصاميم والمراقبة الآلية، ولكن أيضا جميع الابتكارات التي تساهم في جعل هذا النشاط في قطاع الطاقة أكثر شفافية وتنافسية. فاليوم تمتلك القارة الأفريقية 40% من موارد الطاقة المتجددة في العالم.
تمكنا من فرض أنفسنا كحل لتعميم الوصول إلى الطاقة ولكن قبل كل شيء لتحقيق التنمية المستدامة في العالم.
فالمغرب، كعادته، يضع التعاون مع البلدان الإفريقية في مقدمة أولوياته.
نريد توسيع وإعادة تعريف نموذج التعاون بين بلدان الجنوب من خلال تنفيذ اتفاقيات التعاون التي أبرمناها من خلال جلب مشغلي القطاع الخاص بشكل متزايد إلى المشاريع الإقليمية».
ليتحدث رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب شكيب لعلج، من جانبه، عن الفرص الاقتصادية التي تتيحها عملية الانتقال الطاقي، وخاصة في مجالات خلق فرص الشغل والتنمية الصناعية.
وأوضح أن المغرب، بفضل مؤهلاته الطبيعية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، مؤهل ليصبح قطبا إقليميا للطاقة.
وأشاد من جهته قنصل الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ضيف شرف هذه النسخة، بالجهود التي يبذلها مختلف الفاعلين في هذا المجال على الصعيد الافريقي وأكد على أواصر الاخوة التي تجمع بين البلدين والتي تترجم على أرض الواقع بتعدد الاتفاقيات والشراكات في مختلف المجلات.
تميزت نسخة هذا العام بمشاركة أكثر من 160 شركة دولية من بلدان متعددة، مثل مصر، وإيطاليا، وإسبانيا، والصين، وتركيا، وبلجيكا، والولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وتونس، وبولندا وفرنسا.
كما أنها كانتملتقى للتعاون داخل القارة الأفريقية، بمشاركة الاتحاد الأفريقي للكهرباء (CAFELEC)، الذي يضم 12 دولة أفريقية، منها النيجر، والسنغال، والطوغو، والغابون، والكوت ديفوار، وبنين، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وغينيا، ومالي، والمغرب، وكذا موريتانيا، ضيف شرف هذه الدورة.
وقد تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات من بينها تلك التي ابرمت ما بين المكتب الشريف للفوسفاط و ENGIE، وهي شراكة استراتيجية تهدف إلى تسريع الانتقال الطاقي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمساهمة الفعالة في تحول المملكة المغربية.
وتمثل هذه الاتفاقية التنموية المشتركة خطوة كبيرة ستمكن من إعطاء الانطلاقة للعديد من البرامج الطموحة في مجال الطاقات المتجددة، تخزين الطاقة، الهيدروجين والأمونيا الخضراء، تطوير البنيات التحتية المستدامة للكهرباء وتحلية المياه، بالإضافة إلى نشر جدول أعمال لأنشطة البحث والابتكار حول هذه المواضيع.
كما تخلل برنامج المعرض لهذا العام العديد من اللقاءات الثنائية، والندوات، والموائد المستديرة والعروض، مما أتاح للمهتمينوالمشاركين والزوار منصة متميزة للحوار والتعاون.
وقد سجل المعرض حضور نحو 10.000 من المهنيين، من بينهم على الخصوص مهندسون، ومنعشون عقاريون ومستثمرين، وأكاديميون ومستشارين في المجال.
بخطى حثية يسارع المغرب من أجل تأمين حاجياته من الطاقة بتعزيز امكانياته لمشروع الهيدروجين الأخضر، وسط زيادة عالمية في الاستثمار بهذا المصدر من الطاقة.
والتركيز على مثل هذه الملتقيات هو واحد من الوسائل لجلب الاستثمارات الخارجية من أجل انتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا.