تفرض جمالية كرة القدم ومتعتها على الجميع أن يتدخل ويساهم في حماية النزاهة والشفافية أثناء ممارستها، إذ أن من شأن انتشار الفساد في هذه اللعبة تخريبها وإفراغها من متعتها، لذا وجب تكاثف مجهودات الجميع للتصدي لهذا التهديد الذي يتكاثر رويدا رويدا. مما جعل الفساد الرياضي يهدّد بشكل كبير سلامة المنافسات الرياضة الإفريقية ونزاهتها وأصبح الأمر يدق ناقوس الخطر بالنسبة للمجتمع الكروي الإفريقي، خاصة وأن مبادى العدل والنزاهة والشفافية والروح الرياضية وتكافئ الفرص هي العناوين العريضة لممارسة رياضة كرة القدم العالمية. والتي غابت في عدة نهائيات تأهلت لها نوادي مغربية كان آخرها مهزلة التحكيم والإخراج التلفزي الذي تعرض له نادي النهضة البركانية (أنظر تغطيتنا لنهائي الكأس الإفريقية “ا لتحكيم والفار والمخرج التلفزي المصري وراء سرقة كأس الكاف من النادي البرتقالي أمام الزمالك”).
المنعطف-عبد الرحيم باريج
لم يعد يخفى على أحد أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ومنذ تأسسيه سنة 1957 وهو يصنع الحدث بفضائحه في قضايا الفساد والمخالفات المالية والإدارية. فعلى مدار سنوات تخطت الثلاثين عاما قضاها الثنائي الكاميروني عيسى حياتو وخليفته أحمد أحمد من مدغشقر ومن بعدهم الجنوب الإفريقي بتريس موتسيبي على رأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” واتهامات الفساد على المستوى المالي والإداري تلاحق مسؤولى “الكاف” في المحافل الدولية ما جعل سمعة القارة السمراء على المحك.
وتولى عيسى حياتو منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لمدة 30 عاما، وثبت تورطه في الكثير من قضايا الفساد والمخالفات المالية والإدارية خلال رئاسته للكاف كما وجهت لحياتو اتهامات بوجود مجاملات من جانبه في اختيار البلدان المستضيفة للبطولات الكبرى في القارة السمراء، هذا بجانب بعض المخالفات المالية الأخرى داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، والحصول على رشاوى وفساد إداري كبير بالكاف، بجانب فساد التحكيم خلال سنوات رئاسته للكاف.
وفي مارس 2017 سيطر التفاؤل على جماهير الكرة الأفريقية واعتبرت قدوم الملغاشي أحمد أحمد بأنه نهاية عصر الفساد الذي استغرق نحو 30 عاما في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بزعامة عيسى حياتو. وللأسف عام واحد مر على انتخاب أحمد أحمد وملفات الفساد صارت تلاحقه، إلى جانب فضائح التحكيم الأفريقي الذي عانى ضعف المستوى بشكل عام خصوصا في السنوات الأخيرة. وبمقدوم الجنوب الإفريقي موتسيبي سنة 2021 يبدو أن الأمور لم تعرف تغيرا كبيرا بدليل ما حدث في فضائح مباريات دوريات نهائي أبطال وكؤوس إفريقيا المشار إليها أعلاه وغيرها.
وكشفت مباراة الزمالك ونهضة بركان في نهائي كأس ال”الكاف” حقيقة صادمة وهي أن الإتحاد المصري هو المتحكم في شؤون كرة القدم الإفريقية وبأن لقجع هو مجرد كبش فداء يتذرع به هؤلاء من أجل وضع الضغط على الكرة المغربية وحرمانها من الألقاب، مقر الإتحاد الإفريقي يوجد بالقاهرة ومعظم موظفي هذه المؤسسة الكروية هم ذو جنسية مصرية، وكل المواقف التي حدثت في الفترة الأخيرة في المنافسات القارية أثبتت بما لايدع مجالا للشك أن مصر هي المستفيدة الأولى والمتحكمة في دواليب ال”كاف” ولقجع ومسؤولو الكرة المغربية يلعبون دور المتفرج وهم فقط مجرد كبش فداء. وسبق ونفى أحمد مجاهد، رئيس اتحاد مصر لكرة القدم السابق، ما تم تداوله بخصوص محاباة الاتحاد الافريقي لكرة القدم، للمغرب. وأوضح خلال مروره الإعلامي بقناة”أون سبورت”، أن المغرب لا يحظى بمعاملة تفضيلية أو له يد تتحكم بالاتحاد الافريقي، وتحديدا بالفترة التي يترأسها حالياً باتريس موتسيبي. وكشف بأن المغرب أحيانا لا يأخذ حقه في بعض الأمور، مؤكدا على أن علاقة المسؤولين بالكرة بالمغرب ونظرائهم بـالكاف، تعرف شدا وجذبا.
ومن المؤسف حقا أن تسلب منا ألقاب عديدة بطرق غير شرعية، وغير مقبول أن يحتج كل نادي نواجهه بكافة الوسائل على الإتحاد الإفريقي وعلى التحكيم وعلى الجهات المسؤولة للتأثير على حظوظنا في المنافسات الإفريقية، بينما نحن نلعب دور المتفرج ونفرط في حقنا حتى نُظهر أن لقجع بريء من التحكم في دواليب ال”كاف”. وأصبح حقنا يسلب منا أمام أنظار العالم دون حسيب أورقيب، نادي الوداد ضد ناديالترجي، ونادي حسنية أكادير ضد نادي الزمالك، ونادي الرجاء ضد نادي الأهلي، ونادي النهضة البركانية ضد نادي الزمالك في مناسبتين، وغيرها من الأحداث التي أضاعت علينا مباريات وألقاب كنت نستحقها.
كفانا من جبر الخواطر ، وحظي نادي النهضة البركانية باستقبال سيء جدا من مكونات نادي الزمالك باعتراف رئيسها حكيم بنعبد الله (في غياب أو تغييب من أغلب ممثلي الإعلام المغربي الذي سافر أغلبه من المال العام) ، ونادي الأهلي نشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه دونما اعتذار أو تصحيح. وكان تجرد المخرج التلفزي المصري من كل أخلاقيات مهنته في مباراة النهضة والزمالك، وراء قرار ال”الكاف” الإستعانة بمخرج تلفزيوني من إسبانيا، ستناط له مهمة الإشراف على الاخراج التلفزيوني لمباراة إياب نهائي دوري عصبة الأبطال بالقاهرة بين فريقي الاهلي المصري والترجي التونسي، عقب الإنتقادات الكبيرة للمخرج المصري برسم إياب نهائي كأس الإتحاد الإفريقي، وتفاديا للإحتجاجات التي ميزت مقابلة النهضة البركانية التي رفض فيها المخرج المصري إعادة حالات تحكيمية تستوجب ذلك، لعل أبرزها ضربة جزاء حقيقية لصالح نهضة بركان، أثارت جدلا واسعا.
وتضغط النوادي المصرية في كل مرة نواجهها بكافة الوسائل لعرقلة السير العادي لمبارياتنا معهم، بينما نحن أقصى إنجازات مسؤولينا خاصة بعدما سبق وتعرض للأسف رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم لحملة مصرية غير مفهومة واتهامات باطلة بالتدخل في شؤون ال”كاف”، هو برمجة لقجع للقاء مع إعلامهم ليثبت لهم أنه نزيه وأنه ليس المتحكم في ال”كاف” ويكسب ودهم، في الوقت الذي هم بخبثهم أمام أنظار العالم يسرقون منا حقنا و”ضرب راسك نتا مع الحيط”، وأضحت النزاهة في إفريقيا مجرد إشاعة والحق يأخذ بالقوة ولايعطى.