عبد الرحيم باريج
تخليدا للذكرى الرابعة والعشرين (24) لتأسيسها، وفي إطار برنامجها السنوي، تنظم الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، بشراكة مع مكتبها المحلي بمدينة بركان، ملتقى “محمد بوعبيد للإعلاميين الرياضيين” في دورته السابعة (7)، بمدينة بركان أيام 31 ماي و1 و2 يونيو 2024، حول موضوع: “دور الإعلام الرياضي الملتزم مهنيا في الدفاع عن الثوابت الوطنية”.
ويسر الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين أن يكون الأستاذ محمد عبد الرحمان برادة، ضيف الشرف للملتقى، بالنظر إلى خبرته الصحافية والرياضية ذات الباع الطويل، وإسهاماته وبصماته المضيئة والمشرقة في مسار الصحافة الوطنية، وإلى علاقة الصداقة القوية التي جمعته بالفقيد الكبير المغفور له الأستاذ محمد بوعبيد الرئيس المؤسس للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين.
وتسعى الرابطة من خلال الموضوع الذي خصصته للملتقى، كمحور رئيس، إلى إبراز الوقع الإيجابي والمشرف للصحافة الرياضية المهنية والجادة في تفاعلها الرصين والواعي، مع القضايا الرياضية المرتبطة بشكل وثيق مع الثوابت الوطنية، والتزامها الفعال بمقتضيات وأخلاقيات الصحافة في التتبع والمواكبة الصحيحة، والتحليل النزيه، المستند لحقائق قانونية وتنظيمية ورياضية واضحة ولا لبس فيها، ولمقومات المنافسة الرياضية السليمة مع أطراف الجوار الإفريقي والعربي، ومع المنافسين الرياضيين من مختلف بقاع العالم، ولقيم التعايش والتسامح كما هو منصوص عليها في ميثاق الحركة الأولمبية الدولية، والمضي قدما في تثبيت توجهاتها وأركانها وقواعدها، من أجل صحافة رياضية منتجة ونموذجية في التعاطي باحترافية عالية وبعد نظر مع مختلف قضايا وانشغالات مكونات الحركة الرياضية الوطنية، والاستمرار في دحض حملة المغالطات والتضليل، التي تستهدف المصالح الحيوية والاستراتيجية للسيادة الوطنية.
ويتضمن برنامج الملتقى إلى جانب الندوة التي تعد المحور الأساسي للملتقى، أنشطة رياضية وترفيهية واجتماعية، والتفاتة تكريمية مستحقة في حق فعاليات رياضية وإعلامية وجمعوية، تقديرا لجهودها وتضحياتها وأدوارها الطلائعية في تدعيم وتطوير الحركة الرياضية في مدينة بركان على وجه الخصوص، والجهة الشرقية للمملكة بوجه عام، وفي انسجام تام مع مبادئ وقيم الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين القائمة على ترسيخ ثقافة الوفاء والاعتراف.
وتَعِدُ الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كما جاء في بلاغها الصادر في ال15 من الشهر الجاري والموقع من طرف رئيس مكتبها التنفيذي ذ.عبد اللطيف المتوكل، بمفاجأة استثنائية في لائحة المكرمين بمناسبة إقامة ملتقى “محمد بوعبيد للإعلاميين الرياضيين في دورته السابعة.
رحم الله محمد بوعبيد، الصحافي الرياضي، ورئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، أحد قيدومي الصحافة الرياضية بالمغرب، الذي وافته المنية، عن سن يناهز الرابعة والستين، إثر أزمة قلبية ألمت به بعد معاناة طويلة مع المرض، ليعيد الأمانة إلى ربها، بعد عمر مديد من العطاء في الميدان الإعلامي، سيما منه الرياضي. وكانت له صولات وجولات، من “الاتحاد الاشتراكي” إلى “الأحداث المغربية”، مرورا بـ “الهدف” وغيرها…وهو من مواليد 1950 بمدينة برشيد، متزوج وله أربعة أطفال، وهم مهدي ونزار وطرفة ويامنة.
وكان المغفور له بإذنه تعالى وراء تأسيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين سنة2000، التي شكلت منبرا أخر للنضال الذي اشتهر به الراحل، نضال من أجل مستقبل آخر للصحافة الرياضية ، حيث كان آخر إنجازاته في هذا المجال خلق تقارب بين الرابطة المغربية للصحافيية الرياضيين والجمعية المغربية للصحافة الرياضية من خلال إطلاق بطاقة موحدة للصحافيين الرياضيين، وتوقيع اتفاقية شراكة مع مؤسسة لتعليم اللغة الانجليزية من أجل تمكين الصحافيين من إتقان هذه اللغة.
وقام قدوتنا الإعلامية في الصحافة الرياضية خلال مسيرته الصحفية بتغطية العديد من الأحداث الرياضية، ومنها كأس العالم لكرة القدم في عدة دورات، والألعاب الأولمبية ببكين ، والعديد من دورات كأس إفريقيا للأمم وبطولة العالم لألعاب القوى والألعاب العربية. وكان برغم تقاعده مداوما على الكتابة في عموده” تحت المجهر”، الذي ظل منبرا لتشريح واقع الرياضة المغربية، واقتراح حلول عملية للخروج بها من دوامة النتائج السلبية والاختلالات التدبيرية. وكان صحافيا له طعمه الخاص، ومبادئه الخاصة، وحضوره الوازن، ذلك الذي سنفتقده جميعا، دون أن نملك إلا أن نقول: “قدر الله، وما شاء فعل”، و “رحم الله بوعبيد! وإنا لله، وإنا إليه راجعون”.