ليلى خزيمة
أثار مسلسل دار النسا الذي يبث يوميا على القناة الأولى الكثير من الجدل بسبب عدم اتقان العديد من أبطاله للهجة الشمالية وأيضا بسبب الأخطاء التصويرية التي غفل عنها صناع المسلسل.
ازدادت حدة الانتقادات التي طالته بعد تصريحات الممثلة نورا الصقلي: «لا يوجد في الشمال العديد من الممثلين لذلك استندنا على أسماء معروفة وحاولنا تلقينهم اللهجة بناء على رغبة القناة التي طالبت بإشراك فنانين يحظون بشهرة». رأى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تصريحها هذا يتسم بـ”الغرور والتقليل” من عدد من الفنانين الذين ينحدرون من المدن الشمالية وأصبحوا في خانة “الإقصاء والتهميش”، في الوقت الذي «تحتكر فيه أسماء أخرى الشاشات طوال السنة».
من جهته رد الناقد عبد الكريم واكريم على تصريحات الممثلة بمجموعة من الصور لفنانين شماليين أرفقهم بما يلي: «ردا على الفنانة الشمالية نورا الصقلي التي تجهل أن هنالك ممثلين في الشمال، هؤلاء بعض من الممثلين الشماليين الذي يمثلون في المسرح والسينما بالخصوص».
بدوره هاجم الناقد فؤاد زويريق في تدوينة الممثلة نورا الصقلي قائلا: «المجال الدرامي لدينا وخصوصا مجال التشخيص لا يهدده هجوم المؤثرين عليه فقط وفرضهم فرضا على الجمهور، ولا يهدده دخول بعض الطفيليين الذين أدخلوا من النوافذ لأسباب معروفة، بل يهدده وبشكل أخطر أصحابه أنفسهم، كبعض الممثلين الذين ولجوا هذا الميدان من أبوابه وفرضوا أنفسهم بتكوينهم الأكاديمي والميداني، لكنهم مع الوقت أصيبوا بعدوى النمطية والانبطاح للكسل والتخلف والرداءة الفنية، من بين هؤلاء الممثلة نورا الصقلي.»
أما الشق الثاني من الانتقادات، فطال الجانب التصويري. فقد التقط نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخطاء وردت في بعض حلقات مسلسل دار النسا، مما وضع مخرجته الفنانة سامية أقريو في وضع حرج. من بين هذه الأخطاء، تغير أرقام لوحة سيارة أجرة من الحجم الكبير كانت تقل الممثلة نورة الصقلي إلى “الزاوية” في الحلقة السابعة. كذلك رؤية “ميكروفون” بشكل واضح بالحلقة الثامنة في مشهد للفنان ياسين أحجام غفلت عنه المخرجة والمسؤول عن توضيب ومونتاج الحلقات. والطريقة غير المقنعة التي جرى بها مشهد غرق الممثلة نورة الصقلي قبل إنقاذها، إذ ظهرت بعدها بملابس مجففة، ولم تظهر عليها علامات الغرق التي يدور حوله المشهد.
واستكمالا لتدوينة، قال الناقد فؤاد زويريق أن شمعة المسلسل منطفئة منذ بدايته. وانتقد كشف الأحداث منذ البداية دون إيصال فكرته، بسبب:«توظيف العديد من الأحداث المتداخلة وتشابك الخيوط بين الشخصيات دون بناء مسبق». كما وصف زويريق أحداث هذا المسلسل بـ”الفوضى”، بسبب «توظيفه مشاهد غير مبررة، واعتماده على سيناريو مرتبك منذ بدايته، بخيوط متبعثرة، وتمثيل ضعيف إلى حد الان». وانتقد زويرق ضعف الإخراج والسيناريو:«عادا أن رؤيته الإخراجية مرتبكة وضعيفة، وأغلب الشخصيات في العمل تائهة بدون تغطية مقنعة وكأنها كتبت أو تم تسكينها خارج السيناريو».
بالمقابل، أشاد الناقد أحمد سيجلماسي بدور الممثلة مريم الزعيمي في المسلسل، مبرزا أنها «ممثلة دائمة التجريب، ونجحت في تقمص دور “الزازية”، المرأة المتسلطة والثرثارة والفضولية، رغم بعض الانتقادات التي عابت عليها المبالغة في الحركة، فقد لبست هذا الدور ولبسها وأظهرت من خلاله قدرتها الفائقة على التحدث باللهجة الشمالية، مقارنة مع ممثلين وممثلات آخرين ليسوا من أصول شمالية». نفس الرأي عبر عنه الناقد عبد الكريم واكريم واصفا مريم الزعيمي، بـ”المتميزة” و”المتألقة” في دور “زازيا”، قائلا أن لدورها «نصيب الأسد في إنقاذ هذا المسلسل إن كان في باقي الحلقات ما يمكن إنقاذه».