حسن عين الحياة
+ تستعد الآن لإطلاق سيتكوم جديد مع بداية شهر رمضان القادم بعنوان “نائب الرئيس”.. بداية ما الذي يميز هذه السلسلة عن سابقاتها كـ”أنا وخويا ومراتو” و”نسيب الحاج عزوز” و”الربيب” و”العوني” و”البوي”؟
++ تختلف سلسلة “نائب الرئيس” كجنس فني كوميدي يدخل في إطار السيتكوم عن سابقاتها في مسألتين اثنتين. الأولى أنها تطرقت إلى موضوع لم يتحدث عنه أحد من قبل في تاريخ الدراما التلفزيونية، وبالتالي فهي تحظى بشرف السِبق، كونها تعالج في قالب كوميدي مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية، لكن بخلفية سياسية. والثانية أنها تجسد شخصيات برلمانية وأخرى من الحكومة، وبالأخص رؤساء المجالس البلدية والإقليمية والجهوية والجماعات.
+ هل تقصدون مجالس بعينيها في هذه السلسلة أو جماعة محددة؟
+ نحن هنا، أي في هذا العمل، لا نتكلم عن جماعة محددة، وإنما عن مواقف تحصل داخل الجماعات الترابية بصفة عامة، لأن المجاس البلدية أو الإقليمية والجماعات، تحكمها مواثيق منظمة، كالميثاق الجماعي مثلا، فضلا عن الدستور خاصة في الباب التاسع، وبالتالي فالأحداث والمشاكل التي تقع في هذه المجالس تكاد تكون متشابهة، مع اختلاف في المهام والاختصاصات.
+ ماهي المشاكل التي ركزتم عليها بالضبط في هذا السيتكوم؟
++ هي مشاكل كثيرة، كمنح الرخص، والتدبير السيء للميزانيات، وتبذير المال العام، واستغلال النفوذ، أو التطرق لبعض المشاكل التي ينبغي التعامل معها بصرامة، كاحتلال الملك العمومي، وترشيد استهلاك الماء والتصريح بالممتلكات… وفي الوقت نفسه، حاولنا في هذا السيتكوم إظهار بعض الشخصيات “للي كيبانو لينا مسؤولين مهمين، وبعاد علينا وبحال إلى هوما ماشي منا أنهم ناس عاديين”.. أي مواطنون يعيشون بدورهم مشاكل شخصية وأخرى نفسية، وذلك من أجل أن نكون صادقين في أدائنا، وأيضا كي نظهر أن هؤلاء عليهم واجبات في البيت، وأن بعضهم يعشون ضغوطات عائلية، وربما “تلقاهم كيخافوا من عيالاتهم حتى هوما أو من ولادهم”، وبالتالي تجد أحيانا أن العائلة هي التي تسيِّر من منطلق تحكمها في منصب المسؤول.
+ رغم حذف السيتكوم من البرامج التلفزيونية في 2022، ما زلت متشبثا به في انتاجاتك الرمضانية.. ما السبب؟
++ ليس العيب في السيتكوم، ولكن العيب يمكن أساسا في طريقة الكتابة له والأداء فيه وأيضا في طريقة إخراجه.. فالسيتكوم كلون فني كوميدي، يتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1940، ومايزال إلى اليوم يحتل الصدارة من حيث المشاهدة في برامج التلفزيون الأمريكي. ثم إن الفنانين الذين يشاركون فيه استطاعوا بفضله أن يصلوا إلى النجومية. وبالتالي، لا يمكننا أن نحكم على تجربة السيتكوم في المغرب، مادام تاريخه محدود، أي منذ أدخلته عام 1998 وإلى غاية إلى 2022، أي لا يمكن لنا القول إن السيتكوم لم تعد له تلك الجاذبية عند المشاهدين، هذا في وقت ما يزال المشاهدون يتابعون السيتكوم في الدول الأوروبية والأمريكية. ثم لو لم يكن السيتكوم يعجب المشاهدين في المغرب، لما أنجزنا سلسلة “البوي 3” التي حققت نجاحا باهرا، والتي كان انتاجها بطلب من المشاهدين الذين تابعوا “البوي1″ و”البوي2”. ولهذا إن ما ينطبق على السيتكوم، ينطبق أيضا على الأغنية، بحيث لا يمكن القول إن الأغنية العصرية لا تعجب الناس وبالتالي يجب حذفها، دون الوقوف على مكامن الخلل والضعف في الإبداع، خاصة في الجانب المتعلق بكتابة الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي فضلا عن الأداء. إن المطلوب هو التجديد، وهذا ما قمنا به في سيتكوم “نائب الرئيس”.
+ الملاحظ أنك عدت في هذا السيتكوم إلى العمل من جديد مع بعض الوجوه الفنية التي اشتغلت معك في سيتكومات سابقة، كنعيمة إلياس وصلاح الدين بنموسى ومحمد عزام وإلهام وعزيز، هل من تفسير لذلك؟
++هذا هو الجانب الثالث الذي يميز هذا السيتكوم، حيث أننا نستعين دائما بالفنانين المميزين بخفة الدم وسرعة البديهة، بالإضافة إلى الارتجال الذي يلعب دورا كبيرا في نجاح السيتكوم. وبالتالي، فهؤلاء لهم القدرة على مساعدتك في بناء الموقف الكوميدي. ثم ما يميز هذا العمل، هو اعتمادنا على وجوه مسرحية، أي ممثلين عرفهم الناس في المسرح وليس التلفزيون، كإسماعيل بوقاسم وحسن عين الحياة اللذان يتوفران على تجربة كبيرة في المسرح، حيت استفدنا من تجربتهما في بناء الموقف وفي الكتابة، علما أن السيتكوم هو مسرح مُصَوَّر، وبالتالي فهؤلاء يتعاملون مع الكاميرا وكأنهم أمام الجمهور.
+ ماذا تقول للجمهور الذي ينتظر هذه السلسلة؟
++ أقول له، إنه سيشاهدنا إن شاء الله في شخصيات مختلفة. فسعيد الناصري الذي كان يلعب شخصية “ولد الشعب” و”ولد الدرب” سيأخذ الآن دور المسؤول، طبعا في قالب كوميدي يجمع النقيضين،”المعقول” وما يمثله من جدية واستقامة ومبادئ، ومواقف يجد نفسه فيها مرغما أحيانا على السقوط في مطب الطمع والجشع وخدمة المصلحة الشخصية. وبالتالي أتمنى أن يعجب هذا الظهور الجديد الجمهور، وأن تروقه هذه القفزة التي نروم من خلالها الدفع بالإبداع المغربي إلى الأمام، وأن يلتقط الإشارات بين السطور، خاصة وأن الجمهور المغربي ذكي للغاية و”كيفهمها وهي طايرة”، لذلك، حاولنا في عديد المواقف الاعتماد على هذه الإشارات التي لا تحتاج إلى توضيح.
+ على ماذا اعتمدتم في رصد المشاكل التي تعيشها الجماعة في هذا السيتكوم؟
++ اعتمدنا على عديد المصادر، كالقصاصات الصحفية وتقارير المجلس الأعلى للحسابات والميثاق الجماعي، وأيضا على بعض النصائح من سياسيين سبق لهم تدبير الشأن العام المحلي، والذين استفدنا من خلالهم، خاصة في ما يتعلق بالقوانين المنظمة، حتى لا نقع في الخطأ. طبعا نلجأ أحيانا إلى المبالغة الفنية لإبراز بعض الأشياء، تماما كما يحدث في الشعر، وقديما قالوا إن أعذب الشعر أكذبه، أي أبلغه. إذن هناك بعض الأشياء التي نحاول المبالغة فيها حتى نقربها أكثر إلى الجمهور، لكن بطريقة كوميدية وفي حدود “المعقول”، طبعا مع مراعاة الأشياء الجاري بها العمل في مجالس الجماعات.