صدرت للروائي المغربي عبد الوهاب الرامي، ضمن “سلسلة الإبداع العربي” التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، روايته الجديدة “تل الخزامى”، التي تجعل من نوازع السلطة وأساطيرها موضوعا لها. وتتعقب الرواية، عبر الحكاية الأم والمحكيات الصغرى الموازية، سيرورات السلطة من استتبابها إلى تلاشيها.
وتبرز الرواية، التي تمتد على 2655 صفحة، كيف يتم توظيف الأسطورة والأسطورة المضادة في التدافع حول امتلاك السلطة، من خلال استغلال مجلس شيوخ قبيلة البراغيط لـ “حنيشة” التي ولدت بشَعر أخضر نضِرَةٌ ذوائبُه، وهو ما حدا به إلى إقامة “ليلة التحصن”، استجلابا للبركة ودرءا لكل مكروه، جريا على عادة القبيلة في الأمور الجسام التي تبدو مارقة عن نواميس الطبيعة. وقد أجمع شيوخ المجلس السبعة عشر، عقِب مشاورات مستفيضة، على أن حنيشة منّة من سيدي برغوط “واهب الكرامات”.
إلا أن مرقوب، والد حنيشة كان له رأي مخالف، مما نجم عنه نفيه من طرف المجلس إلى ما وراء “هضبة الشوك” على مسيرة أيام من القبيلة، ليصبح لقمة لكل طير كاسر وسبُع كاشر، عقابا له على عقوقه، وهو المتشيّع خفية لسيدي شُبْرُق المرقوبي، الجد الأعلى لفصيل من ساكنة القبيلة.
وفي الأخير، وبعد جملة من الأحداث الناتجة عن تهلهل بنية المجلس بسبب الأطماع الشخصية لبعض شيوخه الأكثر بروزا ووزنا، يعود مرقوب مظفرا ليقلب الموازين.
صدرت للرامي عبد الوهاب مؤلفات عدّة في مجالات الإعلام والاتصال والرواية والشعر. وروايته “تل الخزامى” ثالث عمل سردي له بعد “سنة بين القطارين” و”الموظف”.