حنان الشفاع
اتفق جميع انصار المنتخب الوطني ، بعد التعاقد مع المدرب هيرفي رونار، علی أن هناك عملا كبيرا ينتظر المدرب ، إن اراد وضع بصمته، و فرض أسلوبه، و نهجه التكتيكي علی المنتخب.
وبعد اجراء مجموعة من المباريات الودية و الرسمية، تحت قيادته، والتي لم يظهر خلالها الأسود بشكل جيد ، رغم تحقيق أول هدف ، وهو التأهل لكأس أمم افريقيا الغابون، وإن كان يحسب للزاكي بنسبة كبيرة، تبين أنه مازال لم يجد رونار، الوصفة السحرية ، للظهور بشكل جيد خلال “الكان”، و مقارعة كبار القارة السمراء ، وللذهاب لأبعد نقطة، وإنقاذ ماء وجه جامعة كرة القدم التي فكت ارتباطها بالمدرب الوطني الزاكي، و تعاقدت معه، علی اعتبار أنه مدرب بتجربة افريقية كبيرة، وسبق وأن فاز بالكأس الإفريقية، رفقة زامبيا و الكوت ديفوار.
غير أن مباراة الجولة الثانية أمام الطوغو برسم الدور الأول ل “الكان”، بينت أن هيرفي رونار الذي يحسب له تعامله الذكي مع غياباته الوازنة، وسد الفراغات، وجد الحلقة المفقودة في تشكيلة الاسود، و المتمثلة في روح الفريق، اللعب الجماعي،القتالية، و الجرأة في الاحتكاك بلاعبي القارة السمراء، فظهر المنتخب كلحمة واحدة،و بأداء جيد، اتضح معه أن رونار الذي يعرف جيدا خبايا افريقيا، بصدد التهيء لفكر جديد في أسلوب لعب الأسود، أسلوب يتماهی مع افريقيا، التي لا تتطلب المهارات الفنية، و كثرة الفرديات.
والأكيد أننا نتمنی أن يظهر المنتخب بنفس الشكل اليوم أمام الكوت ديفوار، و يبحث عن الإنتصار المقنع ،وإن كان يكفيه التعادل للمرور إلی الدور الثاني، و في حالة الفشل لاقدر الله، و الذي لا نريده، لا يجب علی الجامعة أن ترمي مجددا فشلها علی المدرب، و تجعله كبش فداء، و تعجل برحيله إلی بلده، و هو المطلوب لتدريب أحد أندية درجته الأولی، نتمنی أن تتحلی الجامعة بالشجاعة، و تعلن فشلها، وإن تشبث أعضاؤها بالكراسي، فعليهم أن يضمنون الإستمرارية لهذا الجيل من اللاعبين، تحت إشراف مدربهم الحالي، حيث أن تغيير المدربيين ليس بالظاهرة الصحية، و خير دليل منتخب الجزائر.
وفي نفس الإطار أجمع مهتمو الرياضة من نشطاء موقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك” علی أن أزمة كرة القدم الوطنية، لا تتجلی في المدرب، بل في مناخها الملوث، و في انعدام أرضية صلبة و منظومة كروية واضحة، تسطر الأهداف علی المدی البعيد، و تحرص المكاتب المسيرة للجامعة وإن تغيرت علی تنفيذها. فقد تعاقدت الجامعات السابقة و الحالية مع اجود المدربين الذين نجحوا مع منتخبات مجاورة كروجي لومير، هنري ميشال، وغيرهم و بالرغم من تجربتهم الافريقية، فشلوا في المغرب، ليتضح أن الكرة المغربية لا تعيش أزمة مدرب، وواقعها تحصيل حاصل لسياسة قديمة لم تواكب التطور السريع الذي عرفته قارتها.