منصف المرزوقي: هل حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة في الصحراء المغربية؟

منصف المرزوقي
أعرب الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، عن سعادته بالقرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية، وهو قرار يبدو أنه أشعل فتيل الأمل لدى البعض وأثار تساؤلات لدى آخرين. المرزوقي، الذي اعتاد على إحداث جدل عبر تصريحاته، لم يتردد في توجيه دعوة مفتوحة للجزائر لمراجعة موقفها التقليدي من النزاع، مستندًا إلى دعوة الملك محمد السادس للحوار الأخوي الصادق. ولكن، هل يمكن أن يكون الحوار هو الحل السحري لهذه القضية المعلقة منذ عقود؟
في معرض حديثه، أشار المرزوقي إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان المخيمات في تندوف، حيث يواجهون “الموت البطيء”. وهذا يبدو وكأنه وصف مأساوي لفيلم درامي، لكن الحقيقة أن الكثير من الناس يعيشون في ظروف صعبة. قدّم المرزوقي ثلاثة خيارات أمام هؤلاء السكان، وكأنهم في برنامج تلفزيوني يختارون مصيرهم:
- الوطن الصغير: الحكم الذاتي الذي يتيح لهم إدارة شؤونهم. يبدو أن هذا الخيار هو الأقل دراماتيكية، لكنه يظل ضمن نطاق الممكن.
- الوطن الواسع: المملكة المغربية، التي تمثل الوحدة والتكامل. هل يمكن أن يكون هذا خيارًا جذابًا؟ أم أن هناك من يفضل البقاء في المنطقة الرمادية؟
- الوطن الأكبر: رؤية مغرب عربي متكامل. هذه الفكرة ليست جديدة، ولكنها تظل طموحة في ظل التوترات الحالية.
المثير في الأمر هو أن المرزوقي دعا “ساكنة تندوف” والأشقاء في الجزائر إلى الاستماع إلى “صوت العقل والمصلحة الحقيقية لشعوبنا المغاربية”. يبدو أن المرزوقي يتحدث بصوت العقل بينما يرفرف فوقه صوت التاريخ، الذي يذكرنا بأن القضايا السياسية عادة ما تكون أكثر تعقيدًا من المظاهر.
فهل ستستجيب الجزائر لهذه الدعوة، أم ستظل متمسكة بمواقفها السابقة؟ في عالم السياسة، من السهل أن نوجه الدعوات للحوار، لكن هل سيجد الطرفان أرضية مشتركة، أم ستظل الأمور عالقة كما هي، في انتظار قرار مجلس أمن آخر؟
عندما نفكر في مستقبل المنطقة، نجد أنفسنا أمام أسئلة ملحة. هل يمكن أن نرى يومًا ما اتحادًا مغاربيًا حقيقيًا، أم أن الأحقاد القديمة ستظل تعكر صفو العلاقات؟ يبدو أن المنطقة بحاجة إلى أكثر من مجرد تصريحات صحفية ودعوات للحوار. تحتاج إلى خطوات ملموسة وإرادة حقيقية من جميع الأطراف المعنية.
في النهاية، يبقى الأمل في أن تستمع الأطراف المعنية إلى نداء العقل، وأن يتحقق الاستقرار والتنمية في المغرب الكبير. ولكن، كما تعلمنا من تجارب التاريخ، فإن الطريق إلى المصالحة غالبًا ما يكون مليئًا بالعقبات. فهل سنشهد تحركًا جادًا نحو الحل، أم أن الأمور ستظل كما هي، مجرد حوار على الورق؟
