قاسم الزوين
تعرف منطقة لالة فاطنة ( تبعد حوالي 10 كم عن آسفي) و الدواوير المحيطة بجمالها الطبيعي الخلاب و غناها بمؤهلاتها الفريدة، بدءًا من شاطئها العالمي ، والمصنف ضمن قائمة أحسن الموجات عالميا والذي يشتهر بزرقة مياهه ورماله الذهبية ، شاطئ نظيف ورائع رغم غياب دور مندوبية السياحة من خلال النعريف به.
منطقة ذات تاريخ عريق و غني كما تتوفر على غطاء نباتي متنوع ،كانت هذه المنطقة ولازالت ملاذًا آمنًا لعشرات من مربي النحل الذين يقصدونها كل سنة ابتداءً من شهر ديسمبر إلى غاية شهر مارس، خصوصاً في هذه الفترة من السنة.
من جهة أخرى ، ساهم مربي النحل بدورهم في الحفاظ على هذا التنوع البيئي من خلال جلبهم للآلاف من خلايا النحل ل، لكن لسوء الحظ، توقفت رحلات مربي النحل للسنة الثانية على التوالي بسبب التسيب الفلاحي الذي عرفته المنطقة خلال هذه الفترة. يُهدد هذا التسيب مستقبل الأجيال القادمة، حيث يقوم مستغلون فلاحيون من مختلف ربوع المملكة باكتراء الأراضي الفلاحية و الحفر العشوائي للأبار دون رقابة أو تدخل من المسؤولين. تُمارس ممارسات زراعية تُستنزف الفرشة المائية و تقتل الغطاء النباتي و التربة باستخدام غير مراقب و لا معقلن للمبيدات الحشرية و الأسمدة. تُنذر هذه الممارسات بكارثة بيئية قد تظهر بعد خمس سنوات كأقصى تقدير.
حاليا ، تعاني المنطقة التي تقع من نذرة المياه، بينما تأتي زراعة الدلاح و الطماطم على ما تبقى من خيرات المنطقة التي تعاني أصلاً من جفاف كارثي.
نتساءل فقط عن المسؤول عن هذه الممارسات اللامسؤولة و عن مآل مستقبل أبناء المنطقة.
نهيب بجميع الجهات المعنية و الهيئات المسؤولة بالتدخل الفوري لوقف هذا التسيب الفلاحي المدمر و حماية مستقبل منطقة لالة فاطنة و الدواوير المحيطة بها.
ومن أجل إيجاد حلول فهناك بعض الخطوات المقترحة ، من بينها فرض رقابة صارمة على ممارسات المستغلين الفلاحيين ، منع الحفر العشوائي للأبار ، توعية المزارعين بمخاطر استخدام المبيدات الحشرية و الأسمدة بشكل غير مراقب ، دعم مربي النحل و تشجيعهم على العودة إلى المنطقة ، وأخيرا إطلاق مشاريع لتنمية المنطقة و خلق فرص عمل من أجل الحفاظ على التنوع البيئي و حماية الموارد الطبيعية.