استضافت مدينة مراكش يوم الجمعة 29 مارس النسخة الثانية من مبادرة “إفطار القلب والحواس”. وهي مبادرة تضامنية لترميم المدارس المتضررة بالحوز. هذا الحدث الذي جمع حوالي 1500 ضيف حول طاولة طولها 500 متر، هو نتيجة للتعاون بين M AVENUE وجمعية أصحاب المطاعم في ولاية مراكش وجمعية SOS قرى الأطفال. الهدف منه هو تحصيل الأموال لإعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية التي دمرها الزلزال وتوفير أفق تعليمي جديد للأطفال المتضررين.
كانت نسخة هذه السنة غنية بالمشاعر والنكهات، وذلك بفضل المشاركة الاستثنائية لمؤسسة رحال ومجموعة من الفنانين على المسرح من بينهم أحمد سلطان، هدى سعد، مراد بوريكي، منصف بوريكي، محمد رضا، إيكو، يوسف جريفي، شيماء عبد العزيز، وفرقة بانا وفرقة باخو.ولإثراء هذه المناسبة الخاصة، دعا المنظمون سعد عابد، المعروف بالتزامه الجمعوي وموهبته الخطابية، وأوكلت إليه مهمة إدارة الأمسية.
هذه الأخيرة ليست مجرد حدث، بل هي أيضا دعوة للتضامن وللكرم والتعبئة. وهي فرصة للجميع للمساهمة في إعادة بناء مستقبل أطفال الحوز ومنحهم إمكانية الحصول على التعليم الجيد.بالنسبة للمنظمين: «التضامن هو الرسالة الرئيسية لهذه المبادرة وسيتم التبرع بجميع الأرباح المستخلصة عن هذا الحدث للأطفال.فالتعليم هو الركيزة الأساسية لتنمية كل طفل وقد ركزت مبادرة هذا العام على إعادة تأهيل الهياكل التعليمية المتضررة في أعقاب الزلزال». وأضاف المنظمون: «لقد التزم مجتمع مراكش، بما في ذلك السلطات العمومية والمجلس الجهوي للسياحة بالإضافة إلى العديد من الشركات المغربية الكبرى، بدعم هذه القضية، مما أظهر موجة تضامن مثيرة للإعجاب. فمساهمة سكان مراكش وأماكن أخرى الذين انضموا إلى زخم المشاركين سيساهم في إحداث فرق كبير في حياة أطفال الحوز وتوفير مستقبل أفضل لهم من خلال التعليم».
وعن اختيار مدينة البهجة لاحتضان هذا الحدث، يقول المنظمون بأن مراكش هي أكبر بكثير من مجرد وجهة سياحية شعبية، لقد كانت المدينة عنوانا للمشاركة والتضامن والتعايش لعدة قرون. فهي متنوعة وغنية ثقافيا. لذلك فهي المكان المثالي لتنظيم حدث خيري وتضامني: «تتمتع مراكش بتقليد طويل من التعايش السلمي بين مختلف المجتمعات التي تعيش هناك. تعتبر هذه المدينة بمثابة بوتقة انصهار ثقافي حقيقي حيث تمتزج التأثيرات الأمازيغية والعربية والأفريقية بشكل متناغم. وأهل مراكش معروفون بضيافتهم الأسطورية وروح المشاركة التي يتمتعون بها، مما يجعلها مكانا مثاليا لتنظيم حدث خيري وتضامني».
بالإضافة إلى هذا، فإن مراكش مدينة تجتذب عددا كبيرا من الزوار كل عام. وتتمتع ببنية تحتية سياحية متطورة، حيث تضم مجموعة متنوعة من الفنادق والمطاعم وأماكن الترفيه لتلبية احتياجات جميع السياح. وبالتالي فإن الفعاليات الخيرية والتضامنية التي يتم تنظيمها في هذه المدينة لديها القدرة على جذب انتباه جمهور كبير، محليا ودوليا، وزيادة وعي الناس بالقضايا الاجتماعية والإنسانية. وما يجعل هذا الحدث استثنائيا هو تواجد أشخاص من ديانات مختلفة شاركوا في هذا الإفطار. وهذا يدل على التسامح والانفتاح الذي يتمتع به المجتمع المغربي عموما والمجتمعالمراكشي خصوصا. فهذا الأخير، نجح في خلق بيئة ترحيبية للجميع.
كان هذا الحدث بمثابة احتفال حقيقي بتنوع مراكش، حيث أظهر كيف يمكن للأشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة أن يجتمعوا معا حول نفس الهدف. كما تعد مشاركة الشركاء عنصرا أساسيا في نجاح أي حدث، ويعتبر إفطار القلب والحواس حسب المنظمين مثالا ممتازا لهذا النجاح: «فبفضل تعاون هؤلاء الشركاء، حقق الحدث نجاحا حقيقيا، حيث قدم تجربة لا تُنسى للمشاركين.»
ليلى خزيمة