أكد المشاركون خلال اللقاء الدولي حول ” الجامعة والتشغيل”، الذي اختتمت اشغاله يوم 21 مارس 2018، أن تحسين تشغيل الخريجين مرتبط بملاءمة عروض التكوين مع حاجيات تطوير سوق الشغل، وذلك من خلال جملة من الإجراءات وجب العمل بها.
وفي كلمة بالمناسبة لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، تلاها بالنيابة عنه مدير مديرية التعليم العالي والتنمية البيداغوجية بالوزارة الوصية، السيد محمد الطاهري، قال أن هذه الإجراءات تهم تطوير الشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات المعنية، وتعزيز البعد الممهنن للجامعة من خلال مواصلة مسار مهننة التكوينات في مؤسسات التعليم العالي، ذات الولوج المفتوح وتوسيع قاعدة الطلبة المستفيدين لتبلغ 10 بالمائة في أفق 2020.
وأكد أمزازي، بخصوص هذه الإجراءات على ضرورة إحداث شعب جديدة وتعميم مراكز تطوير المهن في كافة الجامعات، لتمكين الجامعات من ضمان مواكبة الطلبة في تهييء المشاريع الشخصية والمهنية، وتطوير الكفاءات الأفقية وإدماج وحدات لتعزيز هذه الكفاءات. كما تشمل الإجراءات تطوير روح المقاولة والتشغيل الذاتي لدى الشباب من خلال تعزيز المبادرات في المجال.
ودعا الوزير، إلى تعزيز التنسيق مع كافة المتدخلين والشركاء في مجال تتبع إدماج الخريجين، مؤكدا أن هذه الإجراءات تعكس الانخراط الوثيق للوزارة في مجال التعبئة حول كافة المبادرات الرامية إلى تشجيع تشغيل أفضل للخريجين، مع إيلاء الأهمية لتطوير روح إنشاء المقاولة لدى الطلبة.
من جهته، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط بالنيابة، عبد الحنين بلحاج، أن الجامعة تعمل في هذا السياق لإطلاق برامج عدة للمساعدة على الاندماج المهني، والتأطير والتكوين بغية إتاحة الفرصة للجميع من أجل الانخراط ضمن دينامية التنمية.
وأكد بلحاج على أهمية إعادة تأهيل عروض التكوين المقدمة، والعمل على الاستجابة للحاجيات في مجال تطوير الكفاءات المهنية، معتبرا أن وضع الكفاءات ضمن سياقها الملائم كفيل بضمان اندماج أفضل للطلبة، من خلال التأقلم مع خصوصيات سوق الشغل بالمغرب.
من جهة أخرى، قال الرئيس المساعد لممثلية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، “أليسيو كابيلاني”، إن البرنامج الأوروبي للتربية والتكوين والشباب والرياضة (إيراسموس+) يروم تشجيع التبادل بين الطلبة والأساتذة، ليس فقط بأوروبا ولكن أيضا بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أهمية البرنامج في تعزيز التعاون في مجالات التعليم الجامعي وأيضا في مجال الرهانات الاقتصادية.
واعتبر “كابيلاني” أن الشراكة في هذا المجال تعد مربحة بالنسبة للجميع، من خلال إتاحة فرص للتبادل، مشيرا إلى أنه يتم التحضير لبرنامج لفائدة الشباب المغاربة لتشجيع الانفتاح على مسارات مختلفة في مجال التعليم الجامعي، وتعزيز التقارب مع الفضاء الأوروبي.
وذكر “كابيلاني” بمشروع الافتحاص والمراقبة الداخلية بالجامعة المغربية، الذي تم تقديمه مؤخرا بالرباط، وهو المشروع الذي يندرج في إطار برنامج (إيراسموس+)، ويروم تعزيز قدرات الجامعات المغربية وتحسين حكامة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال وضع آليات تمكن من التحكم في تدبيرها وسيرها.
من جانبه، شدد رئيس اتحاد جامعات البحر الأبيض المتوسط، وائل بنجلون، على ضرورة إدماج الطلبة في مجال الشغل قبل التخرج، والعمل على إرساء الثقة المتبادلة بين الطلبة والمقاولة والجامعة، معتبرا أن أهمية اللقاء تكمن في تشجيع التبادل بين الجامعات، مستعرضا دور الاتحاد في مجال النهوض بالتبادل الجامعي بين المؤسسات في المنطقة، وأكد على ضرورة تحقيق تنمية اقتصادية موجهة نحو حاجيات المجتمع، وكذا أهمية نقل الكفاءات الأفقية (سوفت سكيلز)، وأيضا التحديد الاستباقي لمهن المستقبل.
ومن جهته، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، عبد الله عباد، استعداد القطاع الخاص للعمل بشراكة مع الجامعة وباقي المتدخلين، من أجل إيجاد حلول لظاهرة البطالة، خاصة من خلال تشجيع اندماج الطلبة المتخرجين في سوق الشغل بالجهة، وذلك بهدف إرساء ثقافة العمل في القطاع الخاص، داعيا إلى هيكلة هذا القطاع ليتمكن من استيعاب الخريجين وتوفير فرص الشغل الملائمة لمسار التكوين.
ومن جانب آخر، أكد المدير الإقليمي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أيوب محمد حسون، على أهمية تنسيق الجهود من أجل تعزيز القدرات في مجال تشغيل الطلبة المتخرجين، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا إحداث وضع الطالب المقاول، بغية بلورة الظروف الضرورية لتطوير حس إنشاء المقاولة لدى الطلبة خلال مسارهم التعليمي.
هذا اللقاء الذي احتضنته رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، يومي 20 و21 مارس 2018، والذي شمل جلستين حول “الجامعة والتشغيل”، و”الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، يعد جزءا من برنامج (إيراسموس+) ومشروع شبكة البحر الأبيض المتوسط للتشغيل ( (RESUME، الممول من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج (إيراسموس+).
ويهدف مشروع شبكة البحر الأبيض المتوسط للتشغيل إلى تحسين وتعزيز دور مؤسسات التعليم العالي من أجل تطوير التشغيل في بلدان المنطقة المتوسطية، وتقوية دور إمكانيات طلبة التعليم العالي لتطوير قابلية التشغيل في البلدان المتوسطية، من خلال تبني روح ريادة أفقية بين مؤسسات التعليم العالي وإعادة تركيز التفاعل بين الجامعات والشركات وصناع القرار.