تم مساء السبت بالدار البيضاء تقديم كتاب “الأمازيغ والمجال الصحراوي”، الذي يرصد جوانب متعددة من حياة الأمازيغ، وارتباطهم ب “الصحراء”، كمجال جغرافي، عبر حقب متنوعة من تاريخ المغرب.
والكتاب، الذي يقع في 273 صفحة من القطع الكبير إضافة إلى ملحق يتضمن دراستين باللغة الفرنسية، هو مؤلف جماعي يقدم أبحاثا حاولت إبراز معالم الوجود الأمازيغي بمختلف تعبيراته، وكذا امتدادته عبر الصحراء منذ الفترات التاريخية القديمة، خاصة وأن هذه المعالم ما تزال قائمة بهذا المجال الممتد من المحيط الأطلسي غربا إلى النيل شرقا، ومن السفوح الجنوبية لجبال الأطلس شمالا إلى نهر النيجر والسينغال جنوبا.
وبهذ الخصوص، أوضح الباحث بالمعهد المحفوظ اسمهري، عقب لقاء نظم برواق المعهد داخل المعرض لمناقشة مضامين هذا الإصدار، أن هذا الكتاب الجماعي شارك في إنجازه 17 باحثا من داخل وخارج المعهد، مشيرا إلى أنه يروم إعطاء نظرة شاملة عن علاقة الأمازيغ وحضورهم بالمجال الصحرواي، ومحاولة رصد بعض المؤشرات الدالة على تاريخ وجودهم بهذا المجال، علاوة على بسط أهمية هذا المجال بالنسبة للتجارة المتوسطية منذ العصور القديمة إلى العصر الوسيط وحتى العصر الحديث.
وأبرز أن هذه الدراسة تكتسي قيمة علمية مهمة من حيث أنها ستسهم في فهم الواقع الحالي للمجال الصحراوي في تعدديته، مضيفا أن هناك حضورا قويا للأمازيغية بالمجال الصحراوي سواء على مستوى أسماء القبائل أو على مستوى اللغة.
واعتبر أن هذا الحضور القوي يبرهن على أن “الأمازيغية ليست حكرا على مجال معين أو على مجموعة بذاتها، بل هي ثقافة وهوية يتقاسمها المغاربة جميعا”.
وتجدر الإشارة إلى أن كتاب “الأمازيغ والمجال الصحراوي”، الذي أشرف عليه مركز الدراسات الترايخية والبيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقدم في إطار فعاليات الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب ضمن سلسلة الإصدارات الجديدة للمعهد، تضمن أربعة مباحث رئيسية.
وهمت هذه المباحث “الإطار الطبيعي للصحراء وأمازيغ العصور القديمة”، و”الأمازيغ والمجال الصحراوي في الإسطوغرافيا الوسيطية”، و”الأمازيغ والصحراء في العصر الحديث: مجتمع واقتصاد وثقافة”، و”المجال الأمازيغي الصحراوي في الفترة المعاصرة: تاريخ وأنثربولوجيا وطبونيميا”.