حوار- ليلى خزيمة
في إطار تغطيتنا لفعاليات معرض ElecExpoالذي نظم الأسبوع الماضي تحت شعار:الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر: نحو إقامة منظومة جذابة، وتنافسية ومستدامة، كان لنا هذا الحوار مع أحد الفاعلين في المجال فؤاد الكوهن المدير العام لشركة MeierEnergy.
هل يمكن أن نتعرف أكثر عن ماييرانرجي وعن مجال تخصصها؟
في البداية أود أن أشكركم على هذه الدعوة. مييرإنرجي هي شركة مغربية تم إنشاؤها في دجنبر 2019 لتطوير وتسويق المنتجات والحلول المتعلقة بنجاعة الطاقة الكهربائية وتحسين جودة الشبكات الكهربائية.
هدفنا في البداية كان هو استبدال المنتجات والمعدات المستوردة في هذا المجال في أفريقيا بمنتجات ذات تصميم وتصنيع مغربي.
هذه المنتجات التي طورتها شركة مييرانرجي، تساعد على تخفيض فواتير الكهرباء وتحسين جودة الشبكات الكهربائية. لذلك نقوم بتطوير حلول تعويض الطاقة التفاعلية، وحلول الترشيح التوافقي، وحلول تنظيم الجهد وتثبيته، وحلول للعدادات والقياس الثابت والمحمول، وحلول مراقبة المنشآت والشبكات الكهربائية، بالإضافة إلى حلول للمراقبة ومتابعةالمنشآت الكهروضوئية. كما قمنا مؤخرا بتطوير محطة شحن للسيارات الكهربائية.
من هي الفئة المسهدفة من خلال خدماتكم؟
المنتجات والحلول التي طورتها شركة مييرانرجي مخصصة للمباني الصناعية وقطاع الخدمات وأسواق الطاقة والبنية التحتية. نستهدف بشكل رئيسي أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى السوق المغربية بالطبع.
شعار معرض إليك اكسبو لهذا العام كان هو “الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر: نحو إنشاء نظام بيئي جذاب وتنافسي ومستدام”. والمغرب، كما قال السيد الوزير رياض مزور، هو ممر بين أوروبا وإفريقيا. برأيكم ما هي التحديات التي يجب على بلادنا مواجهتها للحفاظ على هذه المكانة والمضي قدما؟
لقد كان المغرب رائدا في مجال الطاقات المتجددة، على المستوى العالمي، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
للأسف، تأخرت بلادنا خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ العديد من المشاريع، لأسباب عديدة.
منها تأخر الإطار التشريعي. وقد أدى ذلك إلى عدم وجود رؤية واضحة للمستثمرين، مما أدى بالتالي إلى تأخير تطور العديد من المشاريع الخاصة في هذا المجال.
ونحن ننتظر بفارغ الصبر صدور المراسيم التنفيذيةللقوانين المتعلقة بالطاقات المتجددة، فضلا عن بعض الشروط والاحكام التقنية التي تقع على عاتق الوكالة الوطنية للطاقة المتجددة، على وجه الخصوص.ومع ذلك، يمكن القول أن الأمور شهدت تسارعا ملحوظا في الأشهر الأخيرة، ونأمل أن تكتمل العملية بحلول عام 2925.
أما فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، فالمغرب كان كما المعهود من البلدان السباقة في العالم التي اهتمت بهذا المجال، وقد أبان عن انخراطه في هذا المجال بشكل ملموس.
وفي هذا الإطار، لا بد من القول إن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، والمستوى العالي الذي يتمتع به من أشعة الشمس، يمتلك المقومات الأساسية لرفع هذا التحدي والنجاح فيه.
من جهة أخرى، يبقى التحدي الكبير الذي يواجهه المغرب كما جميع الدول الراغبة في تطوير هذا القطاع، هو مسألة جذب الاستثمارات.
فهذا النوع من التحديات يتطلب وجود مساحة متاحة ومناسبة ومدعومة بمصادر طاقة كهربائية نظيفة وعالية الجودة.
كما يستوجب بنية تحتية عالية الجودة، ولا سيما فيما يتعلق بمحطات تحلية مياه البحر، والبنية التحتية لتخزين ونقل الهيدروجين.
وأخيرا، يتطلب الأمر تنفيذ إجراءات بسيطة وشفافة، مما يسمح للمستثمرين بالتصرف بسرعة وبوضوح تام.
لقد أصدرت الحكومة المغربية مؤخرا خارطة الطريق الوطنية المتعلقة بهذا المجال.
وحسب ممثل الوكالة المغربية للطاقة المستدامة الذي تحدث خلال المائدة المستديرة المخصصة لهذا الموضوع في معرض إليك اكسبو 2024، الذي نظمته الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة (فينيليك)، تم أخذ كل هذه النقاط بعين الاعتبار.
حتى أن صناع القرار خططوا لفتح الباب أمام مستثمري القطاع الخاص للمشاركة في جهود إنشاء البنية التحتية، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
هذه الطاقات المتجددة هي نقطة مهمة في استراتيجية بلادنا. فما هياستراتيجيتكم المستقبلية في هذا المجال؟
قمنا بتطوير العديد من الحلول في مجال مراقبة المنشآت والشبكات الكهروضوئية بما في ذلك محطات الأرصاد الجوية المتكاملة.
ويعد هذا النوع من الحلول مهما جدا لضمان مراقبة جودة أداء المنشآت في الوقت الفعلي وبالتالي ضمان ربحية للمشاريع.
ومع ذلك، لدينا مشاريع أخرى لتطوير حلول مبتكرة للغاية في مجال الطاقات المتجددة. واسمحوا لي أن اكتفي بهذه المعلومات عن هذا الموضوع في الوقت الحالي.
كثيرا ما نتحدث ونركز على الخبرة والدراية المغربية في مجال الطاقات المتجددة والمستدامة. هل يمكننا الحصول على مزيد من التوضيحات؟
شكلت الطاقات المتجددة ركيزة مهمة للبرنامج العالمي لكهربة الريف الذي أطلقه المكتب الوطني للكهرباء خلال الفترة 2000-2010.
تمت كهربة جزء كبير من الدواوير والقرى النائية بفضل الألواح الشمسية التي قامت الشركات المغربية بتركيبها. وهكذا تمكنت هذه الأخيرة من اكتساب معرفة كبيرة منذ ذلك الوقت، خاصة فيما يسمى بتكنولوجيا خارج الشبكة (Off-grid).
لهذا، عندما انطلق إشعاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية ما بين 2010 و2020، كان مجتمعنا جاهزا للانتقال إلى التكنولوجيا المتصلة بالشبكة (On-grid).
وكانت مساهمة مؤسسات مثلالجمعية المغربية لصناعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح (AMISOLE)أو المجموعة الشمسية، حاسمة في هذا التطور، لا سيما في مجالات التدريب وتعميم التكنولوجيات.
على ماذا تعتمدون في تصدير الخبرة والدراية المغربية في المجال؟
تعتمد استراتيجيتنا التجارية بشكل عام على الشَّراكات مع الموزعين المتخصصين، وصانعي اللوحات، وخبراء التكامل في مجال الأتمتة وحلول نجاعة الطاقة. نحن نختار شركائنا المستقبليين في البلدان المستهدفة بعناية فائقة ونقدم لهم التدريب في مؤسساتنا. كما نقوم أيضا بتنظيم ندوات تقنية بشراكة معهم لصالح عملائهم.
وما هي الصيغة التي اعتمدتم لكسب الرهان رغم أن مييرانرجيلل تبلغ من العمر الا خمس سنوات؟
الابتكار والجودة هي الكلمات السحرية لبلوغ الهدف. نحن نستثمر حوالي 12% من إجمالي مبيعاتنا في البحث والتطوير، ونعتمد على خبرتنا الطويلة في مجال نجاعة الطاقة الكهربائية، كمعززين لحلول نجاعة الطاقة من خلال فهم احتياجات عملائنا وتوقعها. نحن نولي أهمية كبيرة لجودة تصنيع منتجاتنا وصارمين مع أنفسنا ومع موردينا في هذا الصدد.
لكن بشكل عام تشكو الشركات الصغيرة والمتوسطة من جودة الخدمة في القطاع الصناعي. كخبير، كيف يمكنكم دعم وإرضاء هذه الفئة؟
نحن ندرك أنه للحفاظ على سمعة طيبة في مجال الجودة العالية، من المهم أن تكون منتجاتنا خالية من العيوب وتدوم لأطول فترة ممكنة لعملائنا. ولتحقيق هذا المبتغى، يجب أن تكون الخدمات التي يقدمها شركاء التوزيع والقائمون على التركيب والذين يسهرون على دمج الأنظمة لدينا، ذات جودة عالية أيضا.
ولهذا السبب، قمنا منذ البداية بتكوين فريق خدمة ما بعد البيع من ذويالخبرة العالية، مكونين من مهندسين وفنيين متخصصين يتمتعون بخبرة تزيد عن 15 عاما في هذا المجال.
هذا الفريق يتدخل لمساعدة عملائنا من خلال القيام بتركيب وتشغيل منتجات ومعدات مييرانرجي، أو لحل بعض المواقف المعقدة التي يواجهها العميل في هذا المجال.
كما أننا نختار شركائنا بعناية فائقة ونقدم لهم التدريب المستمر. غالبا ما يدعمهم مكتب الدراسات الداخلي وفريق التسويق لدينا في مشاريعهم، وأحيانا يكون الدعم منذ مرحلة الدراسة.
كما نقوم بتنظيم العديد من الأيام للتداريب التقنية والتوعية لصالح مكاتب الدراسة والمصنعين والذين نشاركهم خلالها خبرتنافي مجال نجاعة الطاقة الكهربائية وجودة الطاقة. وقد قمنا خلال الفترة ما بين 2023-2024 بتنظيم ما لا يقل عن عشرين يوما في هذا الصدد.
في بداية الحوار تحدثنا عن مييرانرجيMadeinmorocco ، فهل هي وسيلة أم غاية؟
نحن فخورون دائما بأن فريق البحث والتطوير لدينا هو مغربي 100٪ وأن منتجاتنا يتم تطويرها وتصنيعها إلى حد كبير في المغرب، لكن شخصيا، أعتقد أن صنع في المغرب ليس غاية في حد ذاته.
الأهم هو خلق قيمة مضافة محلية.
وهذا غالبا لا يتسنى لنا في مرحلة التصنيع، بل في مرحلة تطويركل من الأجهزة والبرامج. خذي على سبيل المثال أكبر شركة تكنولوجيا في العالم، شركة أبل. هذه الأخيرة لا تقوم بتصنيع أي من منتجاتها في الولايات المتحدة، ولكنها تطالب بحوالي 70% من القيمة المضافة المحلية، وذلك بفضل البحث والتطوير المحلي بشكل خاص.
غالبا ما نقرأ على منتجاتها عبارة “مصمم في كاليفورنيا”.
بالإضافة إلى ذلك، العالم أصبح قرية صغيرة وأصبحت سلسلة القيمة أكثر تعقيدا.
يسعى المصنعون إلى تصنيع كل منتج في المكان المناسب، الذي يتيح لهم الحصول على أفضل تكلفة بالجودة المطلوبة وبالكميات اللازمة.
فما هي إذن آفاقكم على المدى المتوسط والطويل؟
للإجابة على سؤالكم هذا، سأقول أن الهدف على المدى المتوسط، أي خلال 5 سنوات، هو مضاعفة حجم المبيعات بمقدار عشرة والوصول إلى حصة 80% من حجم الصادرات، خاصة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. وكما يقولون الشهية تأتي مع الأكل. طموحاتنا طويلة المدى ليس لها حدود، وبالنسبة لنا فإن المغامرة قد بدأت للتو.