في واقعة صادمة أثارت استياء واسعًا على المستوى المحلي والجهوي والوطني، أقدمت أم تعاني من اضطرابات نفسية على خنق ابنتها حتى الموت بدوار تدارت بجماعة سيدي بيبي، وكشفت التحقيقات أن السيدة التي تعاني من مرض نفسي منذ أكثر من 15 عامًا أقدمت على هذه الجريمة خلال نوبة نفسية حادة.
صرح السيد عمار أوبلا، رئيس المنظمة المغربية لحماية الطفولة لاشتوكة أيت باها، بأن الأم توجهت مباشرة بعد الحادثة إلى الملحقة الإدارية بتدارت، حيث اعترفت بجريمتها وطلبت من المسؤولين الاتصال بزوجها لإبلاغه بما حصل، وعلى إثر ذلك تم إخطار السلطات المختصة التي باشرت بإجراء تحقيق ميداني، لتمثيل الجريمة ونقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات.
وأضاف السيد عمار أوبلا أن السيدة كانت تعيش منذ سنوات حالة من عدم الاستقرار النفسي وكانت تعاني من نوبات متكررة، وأكد أن غياب الدعم النفسي المناسب زاد من تدهور وضعها حيث لم تحصل على العناية النفسية الكافية رغم معاناتها الطويلة، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي دفعتها إلى ارتكاب هذا الفعل دون وعي كامل بما كانت تقوم به.
أثار هذا الحادث دعوات لتوفير مستوصفات مزودة بأطباء نفسانيين خاصة في المناطق القروية، التي تفتقر إلى مؤسسات متخصصة في العناية النفسية.
وشدد السيد عمار أوبلا على أهمية دعم الأطفال والنساء ومواكبتهم نفسيًا، مؤكدًا على دور الجمعيات النسائية في تقديم المساندة النفسية والاجتماعية للمحتاجين وضرورة تفعيلها لحماية الأمهات والأطفال من مآس مماثلة.
وأشار السيد عمار أوبلا إلى الحاجة الملحة لمراجعة السياسات الصحية، لتضع الصحة النفسية كأولوية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مضيفا أن المجتمع المغربي اليوم يحتاج إلى مؤسسات فعالة لمرافقة الأمهات والأطفال، في وضعيات هشة نفسيًا وحمايتهم من المخاطر التي قد تنجم عن اضطرابات نفسية، غير معالجة.