ليلى خزيمة . المنعطف24
تم يوم 15 أكتوبر بمعهد العالم العربي في باريس افتتاح المعرض الاستيعادي المخصص لأعمال الفنان المهدي قطبي.
هذا الأخير، يحتفل السنة بمرور 55 عاما على إنجازاته المتجددة، بحضور العديد من الشخصيات من الساحة الثقافية والسياسية المغربية والفرنسية وثلة من عالم المال والأعمال.
يسلط المعرض الضوء على عالم الرسام التصويري، حيث يتجاوز الخط، الذي أصبح عنصرا أساسيا في عمله، وظيفته الزخرفية ليشكل مساحة للحوار بين الثقافات والخيال.
يشمل المعرض مائة عمل أنجزت منذ ستينيات القرن الماضي. لوحات وأعمال غرافيكية ومنسوجات وخزفيات، خطها الفنان عندما كان يضع أسس أسلوبه الفريد، وصولا إلى يومنا هذا، حيث تستمر رؤيته في توسيع آفاقه الفنية.
وباكتشافها لأعمال المهدي قطبي في 16 من أكتوبر، وصفت بريجيت ماكرون المعرض قائلة: «هناك شيء من التنويم المغناطيسي»، مستحضرة أعمال المهدي قطبي الذي أوضحت أنها«ربطت معه علاقات ودية»، منذ لقائهما الأول بمناسبة معرض مخصص لبيكاسو: «أنت تدخل عالما مختلفا.
لا أعرف حقا إلى أين يريد أن يأخذنا، ولكننا نصل إلى مكان ما»، متحدثتا عن:«سحر الألوان، والسمات التي يتمتع بها». لتواصل بريجيت ماكرون تحليلها لأسلوب المهدي قطبي بنفس الحماس: «نحن نتعرف عليه من بين آلاف الأشخاص. وبمجرد أن أراه في مكان ما، أقول إنه المهدي.
إنها هوية أجدها قوية جدا. هناك شيء يهتز في الداخل، وهو أمر لا يوصف. يرسم ما لا يستطيع قوله. وأنا حساسة للغاية تجاه ذلك».
كما شددت سيدة فرنسا الأولى على نقطة مهمة بشكل خاص في نظرها، وهي أن مهدي قطبي:«يبني جسرا بين ثقافتينا وهذا مهم جدا بالنسبة لي. أشكره على كل ما يقدمه لنا»، واختتمت حديثها قائلة: «خاصة لأنني حقا أحب المغرب».
وقال المهدي قطبي: «أنا سعيد جدا بالاحتفال بمرور 55 عاما من الرسم والألوان والحياة، وأيضا وقبل كل شيء هذه الرغبة في مشاركة أكثر ما أحبه في مدينة باريس التي أعادتني إلى الحياة… لقد مثلت كل لحظة تجربة ممتعة، وآمل من كل قلبي أن أستمر في تجربتها مرة أخرى، مع مشاركة هذه السعادة مع الآخرين».
ولد المهدي قطبي سنة 1951 في الرباط وترعرع في بيئة متواضعة، وطور شغفه بالرسم عندما كان مراهقا. وفي سنة 1967، قرر متابعة حلمه في الفنون الجميلة بمدينة الرباط. وفي عام 1969. سافر إلى فرنسا ليتابع تكوينه في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة تولوز، حيث حصل على دبلومه في الرسم سنة 1972، ثم أكمل تعليمه في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس. وبين عامي 1973 و2007، درس الفنون التشكيلية في فرنسا والمغرب مع مواصلة مسيرته الفنية.
وحاز المهدي قطبي على العديد من الجوائز والأوسمة كان آخرها ترقيته من طرف الرئيس إيمانويل ماكرونإلى رتبة ضابط كبير من درجة الاستحقاق الوطني، أحد أرفع الأوسمة الممنوحة من طرف الجمهورية الفرنسية، وذلك خلال حفل أقيم في 11منأبريل 2024 بقصر الإليزيه.
وستتواصل فعاليات المعرض الاستيعادي للفنان ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب المهدي قطبي إلى غاية 5 يناير 2025.