ليلى خزيمة
في بيان عبر حسابها الرسمي بمنصة “إنستغرام”، نعتت مؤسسة رواسي للثقافة والفنون والإعلام الفنانة التشكيلية الشهيرة محاسن الخطيب التي استشهدت مساء يوم الجمعة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلها شمالي القطاع.
ومن خلال البيان، ذكرت مؤسسة رواسي للثقافة والفنون والإعلام أن الفنانة تركت قبل رحيلها، وخلال حرب الإبادة على غزة: «أثرا فنيا وطنيا خالدا، كما قدمت أعمالا فنية رقمية تلامس واقعنا وجراحنا وحريتنا».
وأفادت المؤسسة بأن الفنانة الفلسطينية صمدت في شمال القطاع ورفضت النزوح، كما شاركت بمحطات مهمة من معارض المؤسسة الفنية وأنشطتها، معتبرة أنها برحيل محاسن الخطيب: «فقدت شخصا مبدعا ومتألقا في إيصال رسالة شعبه وقضيته عبر الأعمال الفنية.».
وأضافت: «ستبقى ألوانك يا محاسن، ترسمُ لوحة الحرية».
وسرعان ما انتشر الخبر عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث شارك العديد من الفنانين والكتاب في نعيها وعبروا عن حزنهم، مثل المصور الفلسطيني تامر حمام الذي قال عبر حسابه على منصة إكس: «الرسمة الأخيرة لمحاسن نشرتها قبل 20 ساعة وهي محاصرة مع عائلتها ومئات العائلات في جباليا.
ظلت تقاوم لآخر رمق بما تجيده»، مضيفا: «كانت رسامة مبدعة وعملية، أنجزنا معا عشرات الأعمال خلال عملي في الإنتاج المرئي».وغرد المدون محمد سعيد «الشهيدة محاسن الخطيب وثقت لنا لحظة وصول الدقيق لبيتهم بعد أشهر من الجوع وأكل ورق الأشجار، كما وثقت لنا وصول أول دجاجة لكامل أفراد عائلتها بعد أشهر طويلة من الانقطاع، صمدت في جباليا ولم تنزح واستشهدت بفعل قصف عنيف، اذكروها في دعائكم»
وكانت الأعمال الفنية للشهيدة محاسن الخطيب قد تحولت من مجرد رسوم طفولية مستوحاة من شخصيات ديزني والفنانين المفضلين، إلى نقل جحيم الواقع في غزة خلال العام الماضي. وكان آخر عمل لها يحمل عنوان “نحن نحترق”قامت بتحميله لتخليد ذكرى شعبان الدلو، الذي أحرق حيا الأسبوع ما قبل الماضي عندما تسببت غارة جوية إسرائيلية في اندلاع حريق في مجمع مستشفى الأقصى حيث يقيم النازحون.
وعلقت عليه محاسن قبل استشهادها بساعات قائلة: «قل لي ما شعورك عندما ترى أحدا يحترق».
وفي منشور آخر تضمن مقطع فيديو للحريق، كتبت الشهيدة: «شفنا الناس بتولع، شفنا الناس محدش قاعد يساعد، شفنا الناس بتموت قدام عينيا.. الرحمة من الله علينا».
وكانت محاسن الخطيب تعرّف نفسها عبر حساباتها، التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص بمواقع التواصل الاجتماعي، بأنها: «صامدة بشمال غزة»، تعبيرا عن رفضها النزوح من مخيم جباليا رغم العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ 14 يوما.
كما حاز آخر منشور للشهيدة محاسن الخطيب عبر حسابها بموقع فيسبوك تداولا واسعا بعد أنباء رحيلها، وكانت قد قالت فيه: «أمي تقول لكم لا تفرحوا بموت السنوار، لأن معركة إسرائيل ليست معه بل مع شعب كامل وأصحاب أرض».