بقلم: عبد الرضي لمقدم
آسف سيادة الرئيس، ففي كل الحروب تكون بعض أو كل الخسائر من النيران الصديقة، الخسارة حدثت بعد أن تيقن الحكم أنه قاد المباراة كما أراد أن تكون، لكن حدثت الدراما عندما أعلن عن نهاية المقابلة دون احتساب الوقت بدل الضائع لينسحب من رقعة الملعب مزهوا بالانتصار، لكن اللاعبون طلبوا بالحكم المساعد استئناف اللعب باحتساب ما ضاع من وقت لتنقلب الأمور كلها رأسا على عقب أمام أنظار الجمهور والضيوف، وخاصة عندما اتحد الفريقين ضد الحكم ليضحى اللاعبون هم المنتصرين، فيما خرج أنصار الحكم من رقعة الملعب وهم يجرون أذيال الخيبات.
هذه النيران هي في الواقع رثاء بغلاف الهجاء لم تكن لتطلق إلا بعد التأكد من قطع أخر شعرة لمعاوية، وبعد انقضاء شهر العسل والسمن كما هو دارج، تحمل كميات غير قليلة من العنف الرمزي والنفسي والمادي وفي اتجاهات مختلفة، وهذه طبعا أمورا وتصرفات مرفوضة في الأعراف الديمقراطية والأخلاق المفترضة في السياسة.
محاولة تثبيت الذات وإيجاد مساحة سياسية للعب على أوتار نظرية المؤامرة ليست بالطريقة المثلى اعتبارا لكون مسؤولية الانتداب العمومي كيفما كانت درجة هذا المسؤول أو ذاك ملزم بالتحلي بكل مواصفات المدبر السياسي للشؤون اليومية للساكنة والقيام بالدور المنوط به كما هو منصوص عليه في التشريعات الجاري بها العمل، غير ذلك فهو يخلق متاعب ويثخن الكل بالجروح أكثر مما هو كائن الآن.
لاسيما في ضل الوضعية المتأزمة التي تعيشها الساكنة جراء عدة عوامل لايتسع المجال لذكرها الآن.
أما قضية التخوين والتآمر الذي يقع احيانا، وحيث ما اعتبر بأنه صفقة سياسية في نازلة الحال فإن ما وقع قد يعبر عن صحوة ضمير في منتصف الطريق، و على كل حال يبقى حق من الحقوق التي يتمتع بها في إطار النظام الأساسي للمنتخب بغض النظر عن صفته، و قد تعتبر جرأة سياسية جديرة بالتقدير.
تحت جميع الظروف ومهما كان الأمر فقد كانت تجربة جديرة بالاحترام بسلبياتها الكثيرة و بإيجابياتها على قلتها، فقد ساهمت في الرفع من منسوب الوعي لدى السكان لتتبع الطرق والأساليب والعراقيل المرتبطة بتدبير الشأن العمومي المحلي، كما انها اعادت هذه التجربة نوعا من الوهج و إن بشكل محتشم للعمل السياسي النبيل.