رجاء امشاشرة. صحفية متدربة
سلطت فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، الضوء على تجربة وازنة في الساحة الفنية المغربية، وذلك بتكريم الفنانة صفية الزياني تحت شعار “ثقافة الإعتراف والاحتفاء بمسيرة الرواد المغاربة”.
صعدت الممثلة صفية الزياني خشبة مسرح المهرجان رفقة ابنتها، في أجواء احتفالية، عرفانا لما قدمته الفنانة للساحة الفنية، في سياق غيابها عن الشاشة، بسبب ظروفها الصحية.
ويذكر أن صفية الزياني واحدة من أبرز الأسماء في عالم التمثيل المغربي، وقد أسهمت بشكل كبير في تطور المسرح والفن؛ وكانت أول بداية لمسيرتها الفنية عام 1957 بمشاركتها في مسابقة نظمتها الشبيبة والرياضة للتدريب المسرحي، حيث تميزت بموهبتها ونجحت بتفوق، وواصلت نجاحاتها بالتحاقها بمسابقات أخرى.
والتحقت الزياني بالفرقة الوطنية للشبيبة والرياضة كممثلة محترفة، حيث شاركت في العديد من المسرحيات الكلاسيكية والعالمية مثل أعمال موليير وشكسبير ودومارشية وبريخت، كما عملت إلى جانب عمالقة المسرح المغربي مثل الطيب الصديقي والطيب لعلج والطاهر واعزيز وعبدالصمد الكنفاوي، وقد أسهمت في تقديم الكثير من المسرحيات التي جعلت منها رائدة في هذا المجال.
انضمت الفنانة صفية الزياني عام 1967 إلى الفرقة الوطنية للإذاعة الوطنية، حيث أدت أدوارًا بارزة في المسرحيات والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وتعد مساهماتها في هذه المجالات أيضًا من بين الأكثر تأثيرًا في مسيرتها الفنية.
وطبعت الزياني مسيرتها أيضا كممثلة سنيمائية حيث شاركت في أفلام تركت بصمة عالمية، مثل فيلم “أبناء الشاطئ الضائعين” و”ذاكرة معتقلة” من إخراج الجيلالي فرحاتي، وفتح لها هذان الفيلمان الباب نحو السينما العالمية، كما شاركت في الفيلم الفرنسي “ليلة القدر” المستوحى من رواية الطاهر بنجلون وأدت فيه دور المربية، وتألقت في إنتاج إيطالي ضخم جسدت فيه دور مربية فرعون الثالث. وشاركت أيضا في سلسلة ألمانية عن الأنبياء بدور زوجة النبي نوح، ما رسخ مكانتها كنجمة عالمية.