نظمت مبادرات الشباب المغربي شبيبة جبهة القوى الديمقراطية جامعتها الصيفية لسنة 2024، على مدار خمسة أيام من 04 إلى غاية 08 شتنبر 2024 بالمركز الوطني للتخييم بالسعيدية. تحت شعار : «شباب اليوم قادة الغد » بمشاركة وازنة ومهمة لمختلف فروع المنظمة بأقاليم وعمالات المملكة التي حجت إلى مدينة السعيدية، بما شكلت الجامعة من انطلاقة جديدة لمنظمة مبادرات الشباب المغربي وبلورة خطة عمل بأطر شابة مثقفة ومؤطرة تأطيرا يتماشى مع المرحلة التي تعيشها بلادنا في جميع المجالات مسلحة في ذلك بالميثاقين الأدبي والفكري للمنظمة، وقد عرفت هاته الجامعة وعلى مدى خمسة أيام أنشطة متنوعة، أبدع من خلالها المشاركات والمشاركين من خلال ورشات فكرية وسياسية وترفيهية لامست مختلف القضايا التي تهم الشباب أطرها أطر من حزب جبهة القوى الديمقراطية وكذا أطر أكاديمية رفيعة المستوى بدءا من قضايا البيئة والمقاربات الجديدة الى الجامعة المغربية وصناعة النخب السياسية ودور الشباب في الحياة السياسية وصناعة القرار؛ وكذلك مقاربة النوع وفي إطار التعبئة للاستحقاقات الانتخابية المقبلة لم تخل الجامعة من ورشات تهم التواصل الانتخابي وأهمية الشباب في ذلك وما تشكله المحطات الانتخابية القادمة من أهمية قصوى في تاريخ المغرب الحديث معتبرين هاته الجامعة محطة أساسية في تعبئة الشباب وتحميسهم وتحفيزهم على المشاركة السياسية منها المتعلقة بالنضال اليومي او تلك المتعلقة بالاستحقاقات الكبرى.
ولم تغب عن الجامعة أيضا وضمن فعالياتها فقرات فنية ورياضية متنوعة من إبداع الشباب (ورشات المسرح – البيئة – الإعلام والتواصل – الاستثمار المقاولاتي للشباب …) معبرين أيضا عن مدى اهتمامهم بمختلف القضايا حيث شكلت الجامعة فضاء حقيقيا لتلاقح الافكار وتبادلها وشكلت محطة تأكيد على أن مبادرات الشباب المغربي ملتصقة بهموم الشباب وأن هذه الشريحة لا تحتاج سوى سوى تمكينها من الفرصة للتعبير عن مكنوناتها وتطلعاتها وطموحاتها.
وعلى صعيد آخر فقد مثلت أيضا منعطفا حقيقيا أكد من خلاله الشباب المشارك على تشبثه بالقيم الإنسانية الكبرى وكذلك مقومات وثوابت الشعب المغربي مستلهما ذلك من نضالاته من أجل الاستقلال والتحرر وأن بناء المغرب يقوم على أساس تحقيق العدالة الاجتماعية والديموقراطية واحترام الحقوق الأساسية من بينها حرية التعبير الحر والنزيه.
كما أدانت المنظمة الممارسات اللامسؤولة واللاقانونية للهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية وطريقة تدبيرها لملفات الشبيبات الحزبية في علاقتها مع الوزارة واعتبرت أنه حان الوقت لهذه الشبيبات لكي تضع حدا لهذه الممارسات وهذا التذبير العشوائي الارتجالي في أقرب الآجال.
وعلى صلة بهموم وقضايا الشباب فقد سلطت الجامعة الضوء على مواضيع التربية والتكوين والتعليم العالي والتحديات التي تواجه الطلبة في هذا الشأن ولاسيما موضوع طلبة الطب والصيدلة بسبب الأزمة المستمرة بين الطلبة والحكومة منذ عدة أشهر والتي وصلت حد مقاطعة الامتحانات، بعدما أصرت الحكومة على تنظيم الامتحانات في وقتها، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على تحصيلهم العلمي وما قد يتمخض عن ذلك من أزمة قد تمتد إلى باقي الكليات، حيث عبرت الجامعة عن تضامنها المطلق مع الطلبة ودعمه حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.
ودائما في موضوع التعليم فقد نددت الجامعة بالإرتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأساسية والإستهلاكية في ظل أزمة غير مسبوقة تعيشها الأسر المغربية بفعل تداعيات أزمة كوفيد 19 وتوالي سنوات الجفاف، بما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية بما يجعل الأسر عاجزة عن آداء رسوم وتكاليف الدخول المدرسي، ولا سيما بعد القرار العشوائي والمرتجل للحكومة القاضي بإلغاء برنامج مليون محفظة.
وفي الشق التنظيمي فقد عبرت الجامعة عن تنويهها بالنجاح التنظيمي الذي عرفته دورة المجلس الوطني للمنظمة والمنعقد على هامش فعاليات الجامعة الصيفية والتي يعزز من مكانتها في المشهد الشبيبي الوطني.
وفي الختام شدد المشاركون في الجامعة الصيفية على ضرورة الاستمرار في تنظيم هذا النوع من التظاهرات واستعدادهم التام لإنجاح الجامعة الخريفية المقبلة لما لها من دور في التكوين والترفيه والتواصل وتقاسم التجارب.