عبد الرحيم باريج/ت:منير حموتي
شهدت مدينة وجدة نجاحًا باهرًا في الأسبوع التدريبي الدولي الأول لكرة اليد إناث، والذي جرى في أجواء رياضية ممتازة بفضل التخطيط الدقيق والتنظيم المحكم. شمل الحدث برنامجًا رياضيًا متنوعًا، مستهدفًا التلميذات الصغيرات من مختلف أحياء المدينة، بهدف تعزيز الانفتاح واستقطاب عدد أكبر من المشاركات.
وأكدت اللجنة المنظمة أن الموسم الرياضي كان استثنائيًا على كافة الأصعدة، مما استدعى اختتامه بحدث رياضي هام. وقد استقطب الأسبوع التدريبي أكثر من 123 فتاة تقل أعمارهن عن 15 عاما، في سابقة هي الأولى من نوعها لكرة اليد النسوية في المغرب.
وانطلقت الفعاليات في القاعة المغطاة النجد بوجدة من 8 إلى 12 يوليو، تحت إشراف اللاعبة الدولية للمنتخب الوطني المغربي لكرة اليد سيدات ولاعبة النادي الفرنسي “كونفلون”، حسناء آيت عبد الكريم، بالإضافة إلى المحترفة في صفوف المنتخب الفرنسي كاميليا السلماني.
وأوضح ذ.نوفل قريش، رئيس الاتحاد الإسلامي الوجدي لكرة اليد سيدات، أن العديد من اللاعبين واللاعبات الدوليين شاركوا في الحدث، من بينهم فعاليات مميزة وأسماء لامعة كحليمة طالبي وصابرين الاهي وهشام حمادي وصابرين زازي وداودا كرابواي وصوفيا فهري، وجاؤوا خصيصا متطوعين للسهر على الورش التكويني الذي عرف كذلك ندوة حول تطوير كرة اليد النسوية والطرق الحديثة في مجال التدريبي. وأضاف الشاب قريش وهو ابن ذ.قريش أستاذ الأجيال التي تخرجت على يديه العديد من الكفاءات الفنية والتنشيطية والرياضية التي شرفت ولاتزال المغرب في المحافل الوطنية والدولية، (أضاف) بأنه جد فخور بالعمل القاعدي الذي يشتغل عليه الفريق الإداري والتقني للنادي والذي مكنه من احتلال المرتبة الثانية في أولى مشاركته في البطولة الوطنية للسيدات فئة أقل 15 عاما..
وتضمن البرنامج ورشات وقانونية وتقنية وفنية وبدنية في مجالات التحكيم واللياقة البدنية، بالإضافة إلى جلسات أسئلة وأجوبة وورشات حول تقنيات لعبة كرة اليد النسوية بمشاركة أطر الشباب والرياضة، كما شملت الفعاليات مباريات في كرة اليد احتضنتها القاعة المغطاة النجد بوجدة.
واختتم الأسبوع التدريبي بحفل تكريم لعدد من الشخصيات الرياضية وغير الرياضية البارزة من فعاليات مميزة وأسماء لامعة، من بينهم الإطار التربوي سميرة علا ونائب رئيس الجماعة الحضرية لوجدة نبيل بوعرورو المعروف بدعمه لكل الأعمال الجادة، بالإضافة إلى دينامو النادي وكاتبه العام ذ.حسن حيمامة وأسماء أخرى قدمت إسهامات كبيرة لكرة اليد النسوية وللرياضة المغربية بشكل عام. وحقق بهذا، الأسبوع التدريبي الدولي الأول لكرة اليد إناث في وجدة نجاحًا كبيرًا، معززًا الرياضة النسوية ومساهمًا في تطوير المواهب الشابة في المغرب.
وتأسس الاتحاد الرياضي الاسلامي الوجدي لكرة اليد عام 2010، ويضم المكتب المسير مجموعة خيرة من الأطر في مجالات مختلفة، ويعتبر النادي أول فريق نسوي بجهة الشرق ومدينة وجدة بحيث مكنته مشاركاته الدولية من فرض نفسه كمعادلة صعبة يحسب لها ألف حساب. وخلق النادي بقيادة أطره وإدارته التقنية فرق تنافسية في كل الفئات تلعب الأدوار الطلائعية في البطولة، وتحقق نتائج إيجابية طيلة مبارايات الموسم الرياضي. وبالرغم من غياب دعم المجالس المنتخبة إلى أن هذا الفريق النسوي حقق عدة إنجازات تاريخية نستحضر منها المشاركة التاريخية للعنصر النسوي في بطولة كرة اليد العربية بالإمارات المتحدة، وكانت سيدات الإتحاد الممثل الوحيد للمغرب في هذا العرس الكبير، وبصمن على مستويات كبيرة في هذه البطولة محققين المركز الثاني، بل وشاركت سيدات لقلاق الشرق ضمن منافسات البطولة العربية للأندية البطلة لكرة اليد بتونس. وأقام النادي عدة دوريات بمشاركة دول رائدة بهذا المجال الرياضي بمشاركة (المغرب- فرنسا- الجزائر- إسبانيا- غينيا كوناكري- تونس) وحققن المدالية الفضية، وأنجز عدة شراكات مع مؤسسات ونوادي ومنتخبات أبرزها استضافة منتخب غينيا كوناكري (سيدات) في وجدة للقيام بمعسكر تدريبي تحضيرا لبطولة إفريقيا و بطولة العالم. ويوفر النادي أنشطة عديدة مع المؤسسات التعليمية من أجل فتح فرصة للإحتراف للراغبات في ذلك وكذا توفير طاقة إجابية للبنات ويتجلى ذلك في توعية هذه الفئة في المجتمع من السقوط في كل أشكال الإنحراف وتأطيرها وجعل حياتها مليئة بالتجارب المهمة والإيجابية.
رغم كل هذه الإنجازات و الطموحات الكبيرة لهذا النادي، إلا أن غياب الدعم من المجالس المنتخبة (ما عدا مجلس جهة الشرق) يعرقل مسارهم نحو الإحتراف، ومن هذه العراقيل عدم توفره على وسيلة نقل خاصة لمساعدته في تجاوز المواجهات خارج وجدة. ومع ذلك يبقى النادي الرقم الأول في المدينة من حيث التيسير والنظرة بعيدة المدى، ويرجع كل الفضل إلى مكتبه المكون من غالبية شابة وأطر زاولوا العديد من التجارب.