ليلى خزيمة
تابعت ” المنعطف 24″ فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29، وتفرد خاصا حول هذه الفعاليات والمشاركين فيها من ممثلي المؤسسات الوطنية والأممية والناشرين. وتعتبر الدورة التاسعة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب حسب وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، ” فرصة جديدة لعرض غنى الإصدارات وإبراز الغنى الأكاديمي والثقافي والإبداعي المغربي، والإفريقي أيضا. إن قارتنا الغنية بشبابها وتنوعها الثقافي وإبداعها، ملتزمة بالترويج لكونية متعددة ومتضامنة تحترم فيها الهويات”.
مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تصدر العدد الأول من مجلة “رؤية”
عبرت منى بلبكري، المكلفة بالبرامج التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، خلال اليوم الثاني من افتتاح المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29، عن فرحتها عندما اعتلت المنصة لإلقاء الكلمة الترحيبية ووجدت القاعة ممتلئة عن آخرها بالأطفال والشباب والشيوخ، ” يثلج صدري أن أرى القاعة امتلأت عن آخرها حتى لم يعد لمن أتى متأخرا مكانا للقعود”.
وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، الشريك الأساسي في برنامج “اكتشف مدينتي”، أشاد إريك فالت، مدير مكتب اليونسكو بالرباط، بالعمل الذي تضطلع به مؤسسة المحافظة على التراث لمدينة الرباط في حماية وتعزيز وتثمين التراث اللامادي. مضيفا أن عمل المؤسسة قد تجاوز نقطة الحفاظ على تراث الرباط إلى مرحلة التوعية والتحسيس بأهمية هذا التراث في أفق حفظه ونقله إلى الأجيال القادمة.
ومنذ انطلاقه، عرف برنامج “اكتشف مدينتي” نجاحا ملحوظا من خلال مشاركة 3720 تلميذا وتلميذة من 62 ثانوية إعدادية من الرباط وسلا وتمارة في دورته الأولى، حيث أتيحت لهم فرصة اكتشاف التراث الثقافي لعاصمة المملكة تحت إشراف أساتذتهم، عبر مجموعة من الأنشطة؛ كحلقات النقاش والزيارات الميدانية لمواقع التراث العالمي.
وكانت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط قد نظمت يوم الجمعة 10 ماي، ثاني أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط من 9 إلى 19 ماي 2024، لقاء بمناسبة إصدار مجلة “رؤية” التي تعدُّ ثمرة عملٍ موحد قام به تلامذة الثانويات الإعدادية الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة بمدن الرباط سلا وتمارة من خلال برنامج “أكتشف مدينتي” الذي أطلقته المؤسسة للتعريف بالتراث المادي واللامادي للمدينة، والذي تستفيدُ منه 43 ثانوية إعدادية، و 4825 تلميذا.
مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط هي مؤسسة عمومية أنشأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتخضع للرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. تُعنى بحماية والحفاظ على التراث المادي واللامادي لمدينة الرباط.
ويعدُّ هذا الإصدار العدد الأول لمجلة “رؤية”، التي قالت منى بدري، المكلفة بالبرامج التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث لمدينة الرباط بأن اسم المجلة يأتي تماشيا مع رؤية هذا الجيل لتراث المدينة العريق.
وقد ضمَّ العدد الأول للمجلة الذي يقعُ في 84 صفحة بين طياته إبداعات وافرة تتوزع بيـن الأدب والفـن والصحافـة في حيـن تلتقي في موضوع “التراث غيـر المادي” الذي اختارته المؤسسة محور السنة.
وضمن المجلة نقرأ ربورتاجا حول الرقصات الشعبية المغربية بعنوان “الرقصات الشعبية المغربية: تراث، قيم وهوية”، أعدّته التلميذة رؤى مرحوم (12 سنة) من الثانوية الإعدادية بئر أنزران، وأشرفت عليه الأستاذة فاطمة الزهراء العلمي.
وفي جنس البورتريه أعدَّ التلاميذ مادة عن أحمد الوكيلي، أحد أشهر الفنانين في موسيقى الآلة بمدينة الرباط، كتبته ياسمين المستور (12 سنة) عن إعدادية الإمام البخاري وأشرفت عليها الأستاذة فدوى أولاد بن احماد.
وقال التلميذ إسحاق حفيان (15 سنة) الذي كتب حول اللهجية الرباطية ضمن روبورتاجٍ عن مدينة الرباط، أن السر وراء الرغبة في الكتابة في هذا الموضوع بالذات نبع لديه عند تجواله بشوارع وأزقة المدينة القديمة بالرباط، مستمعا إلى أحاديث البقال والحلاق، ومتأملا معاملات الساكنة الأصيلة.
وعن الربورتاج الذي أنجزه، يقول إسحاق: “عرفتُ عن قرب أن اللهجة الرباطية واحدة من اللهجات العريقة التي لها تاريخ”، ويضيف: “عن نفسي فإنني سأحرصُ من الآن فصاعدا على استعمال هذه اللهجة الجميلة بمفرداتها وفاءً لما تعلمته خلال مرحلة الكتابة”.
يعتمد برنامج “اكتشف تراث مدينتي” على مقاربة تروم ضمان انخراط مختلف الفاعلين والجهات المعنية من أجل تسهيل الوصول إلى التراث والنفاذ إليه. وقد انطلق في مرحلة أولى بمواءمة ملف المصادر التربوية للتراث العالمي للمعلمين الصادر عن اليونسكو مع سياق التراث الثقافي المحلي وتجلياته المتعددة في التخطيط الحضري والهندسة المعمارية والطبيعية، مع إدراج مفاهيم حول التراث الحديث والتراث العالمي.
رشيد ايساري رئيس قسم التوثيق بوزارة الشباب والثقافة والتواصل
نهدف من إصداراتنا الحفاظ على الذاكرة الوطنية و تنميتها و إيصالها للأجيال
تشارك وزارة الشباب والثقافة والتواصل ، قطاع الثقافة، في المعرض الدولي للنشر و الكتاب في دورته 29 برواق تعرض فيه انتاجاتها الورقية والرقمية، نتوفر على ثلاث سلسلات رئيسية، الأولى تعرض للخطب الملكية، و هي كتب تصدر سنويا بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد، نعرض أيضا المجلدات التي تجمع الخطب الملكية لما يزيد عن عقدين من الزمن و كانت قد صدرت سنة 2019، و نستعد لإصدار مجلدات تتعلق بخطب صاحب الجلالة لمدة 25 سنة احتفاء بالذكرى 25 لتقلد جلاله عرش أسلافه المنعمين، فضلا عن عرض كتب حول هذه الخطب الملكية، و كتب موضوعاتية نستعد لاصدارها نظير “الرياضة المغربية في الخطب الملكية”، و قد أصدرنا سابقا كتبا حول “أفريقيا في الخطب الملكية ” و “الثقافة في الخطب الملكية” و “الإعلام و الاتصال في الخطب الملكية” و” الشباب والرياضة في الخطب الملكية”، و هي كتب تبين السياسة الملكية في هذه الميادين كما تبين التوجيهات والسياسة الملكية في إطار التنمية المندمجة للمملكة.
و تتعلق السلسلة الثانية بإصدارات ورقية و رقمية تتناول القضية الوطنية و التعريف بالصحراء المغربية من حيث تاريخها و من حيث القانون ومن حيث تنميتها الاقتصادية و الثقافية و من جوانبها الدبلوماسية، و هي سلسلة بعنوان دفاتر الصحراء و تضم 21 كتابا يعرف بقضية الصحراء من جميع النواحي.
هنالك أيضا مواقع إلكترونية تعرف بقضية الصحراء المغربية نظير Sahara.ma وهو موقع توثيقي للقضية الوطنية، و موقع News Sahara. ma و يختص في أخبار الصحراء المغربية.
أما بالنسبة للسلسلة الثالثة فهي عبارة عن كتب تعنى بمجال الإعلام و الاتصال نظير مدونة الصحافة و النشر، و الذي أصدرته الوزارة سنة 2016 ، و هنالك كتب تتناول جهود النهوض بحرية التعبير، و الذي أصدرته الوزارة سنة 2016، كما توجد كتب تتناول جهود النهوض بحرية الصحافة و كتب تعنى بتاريخ الصحافة المغربية و معرض تحت عنوان” قرنان من الصحافة في المغرب”، و أصدرت الوزارة الكاتلوج الخاص به و الذي يضم 200 سنة من الصحافة المغربية ، نشرنا فيه الصفحات الأولى للجرائد و المجلات الوطنية من سنة 1821 إلى اليوم. و دون أن نغفل ذكر بعض الكتب التاريخية التي صدرت في الستينات و السبعينات و الثمانينات و التسعينات حول المغرب و حول الملاحم الوطنية. و نهدف من هذه الإصدارات الحفاظ على الذاكرة الوطنية تنميتها و إيصالها للشباب وللأجيال الحالية و الأجيال القادمة.
نعرض أيضا نسخا تاريخية من جريدة الأنباء التي أنشأت سنة 1963 و توقفت عن الصدور سنة 1999. و قد تم تعويضها بنسخة رقمية هي الأنباء و بعد ذلك تحولت إلى موقع هو Maroc.ma و هي البوابة الوطنية على الإنترنت.
إريك فالت ممثل اليونسكو
هيأنا أول سلسلة كتب تحمل عنوان ” نزهات الدب”، و ستخصص لقصر بنحدو و المسجل كتراث عالمي لليونسكو
يبقى الكتاب هو أس المعرفة و قاعدتها الصلبة، و هو أيضا دعوة للتلاقي مع الغير، كما أنه مطلة على العالم الخارجي بغاية توسيع دائرة الحوار و التي تحضي بالأهمية.
من خلال هذه المشاركة في معرض الكتاب تحاول اليونسكو الترحيب بهذا الالتزام الذي يعبر عنه المغرب، والحاضر في الميدان الثقافي وعلى جميع المستويات، و في كل تعبيراته.
يوجد تعاون ثري جدا بين المغرب واليونسكو منذ سنوات طويلة، ونحن فخورون باختيارنا كضيف شرف هذه السنة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط. إننا نقدم الدعم للكتاب بأشكال متعددة، و على سبيل المثال يوجد برنامج لليونسكو حول دعم الكتاب، هو المدن المبدعة و الذي ندعم به للمدن التي تجعل من الثقافة القاعدة الصلبة لسياساتها المحلية، كما ندعم والناشرين والكتاب في القارة الإفريقية، وبشكل خاص يظهر هذا الدعم من خلال مشروع طموح هو التاريخ العام لإفريقيا والذي ساد منذ ستين سنة و استهدف باحثين و علماء من مختلف القارات يعرضون تاريخ أفريقيا لأجل الأفارقة. وقد تناول في أخر إصداراته موضوع المهاجرين الأفارقة.
لدينا أيضا شبكة دولية لعواصم الكتاب تهدف إلى دعم القرائية و دعم اقتصاد الكتاب، و كانت أكرى الغانية العاصمة العالمية للكتاب السنة الماضية، حيث سمحت هذه الفعالية بنشر و التعريف بالأدب الإفريقي و الناشرين الأفارقة على المستوى الدولي. و نتمنى أن تتقدم عواصم أفريقية أخرى للترشح في السنوات القادمة.
ولان الكتاب يعتبر صناعة قائمة، فإني اغتنم هذه الفرصة لأعلن أن اليونسكو تتهيأ، سنة 2025، لإصدار أول تقرير يخصص لصناعة الكتاب و بالتحديد داخل أفريقيا.
وفي المغرب نرغب في التأكيد على أهمية الأدب و القراءة لفائدة الأطفال، و لهذا فقد هيأنا أول سلسلة كتب تحمل عنوان ” نزهات الدب”، وستخصص لقصر بنحدو والمسجل كتراث عالمي لليونسكو، وهي سلسلة تم تمويلها بشراكة مع مؤسسة البنك المغربي للتجارة و الصناعة لأجل التربية والبيئة، و قد تم الكشف عنها في 15 ماي الجاري وتهدف إلى مواكبة الأطفال والشباب المغربي في اكتشاف كنوز بلادهم المسجلة كتراث عالمي لليونسكو، كما نهدف إلى جذبهم طيلة عشرة أيام لفضاء اليونسكو بالمعرض لأجل اكتشاف عالم اليونسكو و الذي يحتوي على الثقافة أسوة بالتربية و العلوم .
ياسين الرتناني ممثل دار النشر Croisé des chemins
صالون الكتاب يتميز بالجودة في اللوجستيك والعارضين والكتب والفعاليات الثقافية و العلمية الموازية.
أنا امثل دار نشر تم إنشاؤها منذ أكثر من أربعة عقود من لدن والدي ، وهي من بين الدور التي ناضلت من اجل تنظيم المعرض الدولي للكتاب و النشر، للأسف والدي قد غادرنا إلى دار البقاء منذ ستة أشهر، وترك لنا كنزا هو داره للنشر، وهي تمثل بالنسبة لي حب البلد و عشق للثقافة و الكتاب، ولاسيما أنها سمحت للمغاربة و لعشاق المغرب التعرف على تاريخ المغرب عبر الكتب. وقد كانت سفيرا للمغرب عبر دول العالم.
صالون الكتاب هو حدث مهم، و نحن سعداء بالحضور فيه، بل و تشرفنا بالحضور فيه بشكل مضاعف، فأنتم تعلمون أن الصالون اتخذ منحى مغايرا بتحويله من الدار البيضاء إلى الرباط، فلم يكن صالونا بل معرضا، و قد كان وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، جريئا بتحويله إلى الرباط بتعاون مع والدي.
ونحن سعداء كمهنيين بالمساهمة فيه. وهو يتميز بالجودة سواء على مستوى اللوجستيك أو على مستوى العارضين أو على مستوى الكتب أو الفعاليات الثقافية والعلمية الموازية.
ونحن أيضا مسرورون بالمساهمة في هذا التطور و إشعاع بلادنا و لمهنتنا و هي فرصة لتعريف القارئ والكتبي بإصداراتنا، و فرصة لتبادل الآراء حول كيفية تطوير هذه المهنة، كما هي فرصة لدعوة بكتابنا ومترجمينا للالتقاء بقرائهم باعتبارهم كتابا للمستقبل.
هي، لاشك، عشرة أيام مهمة للقراء و المهنيين و للسياسيين أيضا…