21, نوفمبر 2024

حسن عين الحياة

كل شيء في الدارالبيضاء يوحي بأنها المدينة المغربية الأكثر صخبا ونابضا بالحياة.. مدينة لا تنام. دائمة الحركة ضمن ثنائية الإنتاج والاستهلاك، وحاضرة لا مكان فيها للرتابة، إذ كل شيء فيها يتجدد باستمرار، بالقدر الذي يجعلها تعج بالتناقض، حيث الهدوء والفوضى، والنظافة والتلوث، والبطالة القاتلة وتنوع مصادر الدخل ونشاط اليد العاملة، والرفاهية وبؤر البؤس… هي أيضا مدينة الفوارق الصارخة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع، والبقعة الجغرافية التي يزحف فيها الإسمنت إلى الهوامش، بشراهة الجوعى، في محاولة لاحتواء الانفجار الديموغرافي وسيل الهجرات من النواحي إلى أحيائها الهامشية. لذلك، كانت الدارالبيضاء وماتزال، المدينة المغربية الأكثر قدرة على خلق فرص الشغل، لسهولة الاندماج فيها، وأيضا لوجود بنى تحتية صلبة محفزة على الاستثمار وابتكار المشاريع، باعتبارها الحجر الأساس للإقلاع الاقتصادي الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه خلال القادم من السنوات. ولكي يتحقق هذا الإقلاع، كان لابد من وجود إرادة سياسية صارمة وحازمة تحرك دواليب المؤسسات المنتخبة لترجمة التصورات الكبرى على أرض الواقع.

اليوم، ومن خلال جس نبض البيضاويين، يبدو أن هناك شبه إجماع على أن ثمة إرادة قوية، تتحرك بوتيرة سريعة، للقطع مع منطق الارتجال الذي طبع تسيير وتدبير شؤون مدينة الدارالبيضاء منذ عقود، في أفق تأهيلها لتكون في صلب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة حاليا، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا أيضا. وهذه الإرادة التي يلمسها “بيضاوة” في التفاصيل، يقف الآن خلف ترجمتها على أرض الواقع رجل الاختصاص محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات وعامل عمالة الدار البيضاء، الذي يصفه كثيرون برجل الرهانات الكبرى، بالنظر إلى التجربة التي راكمها كوالي لعدد من الجهات في المملكة.

فماهي تجليات هذه الإرادة وكيف تفاعل معها سكان البيضاء؟

مكانة الدارالبيضاء في قلب الملك

إلى عهد قريب، كانت الدارالبيضاء التي يصفها كثيرون بالمدينة العملاقة، غارقة في الفوضى وسوء التدبير.. ولم يكن مظهرهايعكس شعبيتها كعاصمة اقتصادية للمملكة، أو كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في المغرب، بالرغم من مبانيها الشاهقة وأحيائها الراقية ومعالمها التي توحي بانها نابضة بالحياة. وعلى الرغم من تعاقب عديد المسؤولين على تدبير شؤونها، سواء في جماعة الدارالبيضاء أو في المقاطعات، إلا أنها ظلت مُمنَّعة ضد التغيير والتطور والإقلاع، بالقدر الذي دفع أعلى سلطة في البلاد إلى انتقاد تدبيرها في خطاب موجه إلى الأمة.

وقتها، لخص الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، المؤرخ في أكتوبر 2013،الاختلالات العميقة التي تعوق تقدم مدينة الدارالبيضاء، في ظل وجود إرادة قوية لجعلها قطبا ماليا دوليا. وكان الملك آنذاك، قد تحدث بغيرة المواطن على هذه المدينة، وهو يشير إلى أهميتها عنده، وكيف خصها بعناية خاصة، حين خصص لها أولى زياراته سنة 1999، مباشرة بعد جلوسه على عرش أسلافه المنعمين، بل ومنها أطلق المفهوم الجديد للسلطة. ولكي يُبرز الرهان على الدارالبيضاء التي كانت وقتها تتهيأ للتحول إلى قطب مالي دولي،قال الملك محمد السادس، إن “تحقيق هذا المشروع الكبير لا يتم بمجرد اتخاذ قرار، أو بإنشاء بنايات ضخمة وفق أرقى التصاميم المعمارية. بل إن تحويل الدار البيضاء إلى قطب مالي دولي يتطلب، أولا وقبل كل شيء، توفير البنيات التحتية والخدماتية بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة.. غير أن الدار البيضاء لا تجتمع فيها مع الأسف كل هذه المؤهلات رغم المجهودات الكبيرة على مستوى التجهيز والاستثمار، وخاصة ما يتعلق منها بالتأهيل الحضري”. وقد تساءل الملك محمد السادس آنذاك، بحكم معرفته الدقيقة بأحوال مدينة الدارالبيضاء قائلا: “لماذا لا تعرف هذه المدينة، التي هي من أغنى مدن المغرب، التقدم الملموس الذي يتطلع إليه البيضاويون والبيضاويات على غرار العديد من المدن الأخرى؟ وهل يعقل أن تظل فضاء للتناقضات الكبرى إلى الحد الذي قد يجعلها من أضعف النماذج في مجال التدبير الترابي؟”.

في الخطاب ذاته، والذي شكل منعطفا حاسما في مسار تنمية هذه المدينة العملاقة، قال الملك، إن الدارالبيضاء”هي مدينة التفاوتات الاجتماعية الصارخة، حيث تتعايش الفئات الغنية مع الطبقات الفقيرة. وهي مدينة الأبراج العالية وأحياء الصفيح. وهي مركز المال والأعمال والبؤس والبطالة وغيرها، فضلا عن النفايات والأوساخ التي تلوث بياضها وتشوه سمعتها”، قبل أن يقولها صراحة: “فإضافة إلى ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، فإن من أهم الأسباب، أسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة، التي تعاقبت على تسييرها والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها، وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم.. وبكلمة واحدة فالمشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة”.

لقد مر على هذا الخطاب أزيد من 11 سنة. وهي مدة شهدت خلالها الدارالبيضاء تحولات عميقة، اتسمت في بعض المراحل بالبطء والرتابة، وفي أخرى بالسرعة والنجاعة، همت بالأساس تقويم الاختلالات وتنفيذ عدد من المشاريع الحيوية المتعثرة،وتدشين أخرى استراتيجية،وتعزيز البنى التحتية، وتفعيل منطق الحكامة الجيدة.. مما حولها الآن إلى منصة اقتصادية جاذبة لرؤوس الأموال في العالم ومحفزة أكثر من أي وقت مضى على الاستثمار، خاصة بوجود القطب المالي للدارالبيضاء، الذي يعد الآن أول مركز مالي في إفريقيا، وإن كانت عدد من المقاطعات في الدارالبيضاء، لم تتمكن بعد من مواكبة هذه التحولات، لضعف التسيير وسوء الخدمات الأساسية وعدم قدرة مسؤوليها على ترجمة السياسات العمومية والمخططات القطاعية. ولعل تعيين محمد امهيدية واليا لجهة الدارالبيضاء سطات وعاملا على عمالة الدارالبيضاء في أكتوبر 2023، جاء في سياق ارتفعت فيه الرهانات على هذه المدينة المليوينة وعلى الجهة التي تنتمي إليها، وأيضا لكونه راكم ما يكفي من التجارب لإنجاحها. لكن لماذا تعيين امهيدية في هذا التوقيت، وما خلفياته؟

لهذه الأسباب تم تعيين امهيدية واليا لجهة الدارالبيضاء سطات

قبل الحديث عن دواعي اختيار محمد امهيدية وسياق تعيينه، وجب الحديث أكثر عما خلفه هذا التعيين في الوسط البيضاوي.. كثيرون استقبلوه بارتياح، وفي ظنهم أنه “البروفايل” الأنسب لتخليص الدارالبيضاء من حالة الفوضى التي تعيش فيها وارتجالية التسيير والتدبير لعدد من منتخبيها، خاصة وأنه يجر خلفه ماضي من “فتوحات” في عديد الجهات التي كان واليا عليها. في حين نزل خبر تعيين امهيدية على رؤوس البعض كالصاعقة، خاصة أولئك “الذين في قلوبهم زيغ”، أو المستفيدين من هكذا امتيازات. لكن مباشرة بعد تنصيب امهيدية واليا على جهة الدارالبيضاء سطات، انكشفت دواعي التعيين.

وهنا يقربنا عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، من دواعي اختيار امهيدية في هذا المنصب، حيث أبرز أثناء تنصيبه في 2 نونبر 2023، السياق الوطني الهام الذي تم فيه هذا التعيين، مؤكدا على أن المغرب يتطلع إلى إعطاء دينامية قوية لمسيرته التنموية، وذلك من خلال برامج اقتصادية واجتماعية مهمة، بالإضافة إلى الاستعدادات المتعلقة باستضافة عدد من الأحداث الرياضية الدولية الكبرى، ومن ضمنها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

ويبدو أن الفتيت، بعد تذكيره ببروفايل امهيدية، يعي جيدا أن الوالي الجديد، قادر على ترجمة العديد من البرامج التنموية التي تم إقرارها خلال السنوات الأخيرة في جهة الدارالبيضاء سطات، ولعل أبرزها إحداث نظام جديد للنقل الحديث، وتهيئة وتأهيل شبكة الطرق، وتنسيق عملية تدبير خدمات توزيع الكهرباء ومياه الشرب والتطهير السائل.

ومن خلال كلمة لفتيت، يظهر أن الحِمل الملقى على عاتق الوالي امهيدية كبير جدا، ويتجلى في السهر على تتبع عدد من المشاريع المتعلقة بالجانب الاجتماعي في الجهة، كتأهيل وتطوير الأحياء ناقصة التجهيز، ومكافحة السكن غير اللائق، فضلا عن تعزيز البنى التحتية الرياضية والثقافية، إلى جانب تثمين التراث، وتمويل التنمية الترابية بالجهة. وبالموازاة مع هذه المشاريع، هناك البرامج ذات البعد الاستراتيجي، والتي تتعلق أساسا بالسياسات العمومية الوطنية ومخطط تنمية الجهة. ولعل أبرز هذه البرامج مشاريع تحلية مياه البحر، وبناء مدينة المهن والكفاءات، مع التركيز أكثر على تحسين المحور الطرقي بين الدارالبيضاء والنواصر، خاصة مشروع تهيئة الطريق الرابطة بين الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس الدولي. كما يُنتظر من امهيدية السهر على إحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية مخصصة للوحدات الإنتاجية، ثم مشروع تهيئة مطرح جديد للنفايات، وبرنامج الحفاظ على التراث المعماري للمدينة، والبرنامج المخصص للسكن المهدد بالسقوط في العاصمة الاقتصادية للمملكة.

البيضاويون يلمسون دينامية امهيدية

في الميدان، لمس سكان “كازابلانكا” تغييرا ملموسا مباشرة بعد تعيين محمد امهيدية واليا على جهة الدارالبيضاء سطات.. تحركات غير عادية هنا وهناك لعناصر السلطة المحلية، تبرز جدية القرار الذي نزل من الولاية للتصدي لكل أشكال احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي. فيما تحركات أخرى، تباشر بصرامة عملية تحرير احتلال عديد المقاهي في الأحياء الشعبية والراقية أيضا للملك العمومي، الأمر الذي نال استحسان البيضاويين.

من جهة أخرى، وهذا ما أكدته مصادرنا، أن هذه الدينامية جاءت بعد توجيه الوالي تعليمات صارمة إلى العمال والقياد، من أجل التدخل العاجل لتوقيف فوضى احتلال الملك العمومي والبناء المخالف لقوانين التعمير وأيضا البناء العشوائي، حيث استعان امهيدية، بحكم تكوينه كمهندس متخصص في الأشغال العمومية، بوسائل تكنولوجية حديثة (صور الأقمار الاصطناعية وطائرات الدرون) لوضع حد لترامي عديد البنايات في الشريط الساحلي (عين الدياب – زناتة) على الملك البحري، مع تحرير مخالفات في حق الحالات المخالفة للقانون.

في السياق نفسه، لاحظ سكان البيضاء، أن مشروع خطي الطرامواي 3 و4 ظل متعثرا منذ أزيد من سنتين، وأن الأشغال فيهما تتسم بالبطء، مع ما ترتب عن هذه الأشغال من فوضى في المسالك الطرقية للدارالبيضاء، وتشويه معالمها.

لكن مع تعيين امهيدية واليا على جهةالدارالبيضاء سطات، تحسنت وتيرة الأشغال بالخطين 3 و4 للطرامواي، وتضاعفت عمليات الاشتغال ليل نهار، مما عجلبتركيب العربات ودخولها في مرحلة التجريب، مع مارافق ذلك من أشغال وتهيئة الشوارع التي انجز عليها هذان الخطان. وكان الوالي خلال مارس الماضي قد وجه تعليمات للشركة المشرفة على تدبير الخطين الجديدين بضرورة تسريع انطلاق الخط 3 و4واضعا أجلا محددا لبدء العمل الذي من شأنه حل أزمة النقل في العاصمة الاقتصادية. كما وقفالوالي بنفسهعلى تسريع عملية إطلاق العمل بـ”الباصواي” بعد تعثر دام أشهر من الانتظار.

ومن خلال جولة بمدينة الدارالبيضاء، وفي محاولة لجس نبض البيضاويين حول التغيير الذي شهدته المدينة بعد تغيير رأس السلطة الولائية، لاحظ كثيرون أن صرامة الوالي امهيدية كانت وراء تحرير شارع محمد السادس من الباعة المتجولين على مستوى منطقة كراج علال، والتي ظلت لعقود تعرقل انسيابية حركة السير، لكن في الوقت نفسه، السماح لهم بالتجارة في الأزقة المتفرعة عن الشارع نفسه.

كما وجه امهيدية تعليمات صارمة للسلطة المحلية بتحرير الشوارع المجاورة لسوق القريعة، فضلا عن عديد الشوارع التي تحولت إلى أسواق شعبية بحي التشارك وحي مولاي رشيد وسباتة وبن امسيك وسيدي عثمان وغيرها من المقاطعات.

يوسف (سائق طاكسي) قال في حديثه لـ”المنعطف” إنه بحكم مهنته، يتجول في عدد من الأحياء في الدارالبيضاء، وقد لمس، مثل آخرين، تغييرا سريعا منذ تعيين امهيدية واليا على جهة الدارالبيضاء سطات. يقول يوسف “لا يمكن لأي بيضاوي ألا يلاحظ هذا التغيير.. أولا مع تحرير الملك العمومي، (بعضه طبعا وليس كله، لأنه وفق ما أعتقد ستتواصل هذه العملية) تبدو شوارع كازا متسعة أكثر، أضف إليها الطفرة النوعية في عميلة تنظيف هذه الشوارع، مع الحملة الموازية لتحريرها من المتسولين والمتشردين وأيضا من اللصوص”. ويضيف يوسف “أنه لاحظ انخفاضا في عمليات السرقة بالخطف، بالنظر إلى التواجد الكثيف للعناصر الأمنية في أغلب شوارع الدارالبيضاء.

من جهتها، لاحظت نادية (موظفة في القطاع العام) بعض معالم التغيير في الشريط الساحلي للدارالبيضاء، خاصة بمنطقة عين الدياب، وأيضا عملية تعزيز البنية الطرقية للمدينة، مع صيانة البنايات الآيلة للسقوط. تقول نادية “منذ أشهر قليلة، وبحكم اشتغالي في وسط المدينة، لاحظت بعض الأشغال على مستوى ممر “البرانس”، والساحة المقابلة له، وأيضا بعض الأزقة المحاذية له، حيث يتم تغطية بنايات شاهقة (كولونيالية) بشباك رمادي، وتدعيمها بأعمدة من حديد لتقويتها.. ولا أعرف هل هذه الأشغال جاءت تنفيذا لتعليمات الوالي أم مجرد مصادفة، وإن كنت على يقين أنها تدخل ضمن مخططه للسكن المهدد بالسقوط”.

وبعيدا عن انطباعات يوسف ونادية، ثمة معطيات تبرز صفة “رجل الميدان” في الوالي محمد امهيدية، ففي 24 أبريل الماضي، أشرف بنفسه على افتتاح حديقة “الهضبة الخضراء” بسيدي مومن، بعد سنوات من الإهمال، خاصة وأنها كانت أشبه بقنبلة موقوتة تقض مضجع السكان. ذلك أنها قبل أن تتحول إلى حديقة ترفيهية، كانت عبارة عن مطرح للنفايات، وقد اشتهرت عند البيضاويين بـ”زبالة ميريكان”، حيث بدأ استغلالها منذ عام 1930، قبل أن يتم إغلاقها عام 1980، لكنها اليوم، أضحت فضاء إيكولوجيا على مساحة 12 هكتارا.

بعد ذلك بـ5 أيام، قام امهيدية معية محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، وعدد من المسؤولين في الدارالبيضاء بتفقد الملعب التاريخي “كازابلانكيز” للاطلاع على سير الأشغال بهذه المعلمة التاريخية، خاصة وأنها كانت مشتلا لإنتاج أبطال مغاربة كبار من حجم نوال المتوكل وسعيد عويطة. وكان هذا الملعب التاريخي قد طاله الإهمال لسنوات، حيث تحول إلى ملاذ للمتشردين، قبل أن يستعيد حياته من جديد، بعد إعادة تأهيله حتى يقوم بوظيفته في تعزيز بنيات ألعاب القوى في المغرب.

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version