18, أكتوبر 2024

حسن عين الحياة

بعد نجاح سيتكوم “البوي” في أجزائه الثلاثة، الذي بُثَّ خلال شهر رمضان في مواسم (2019 و2020 و2022)، يستعد الفنان سعيد الناصري لخوض مغامرة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الإنتاجات التلفزيونية في المغرب، من خلال سيتكوم “نائب الرئيس”. وهي سلسلة كوميدية اجتماعية بنَفسٍ سياسي، تعالج على امتداد 30 حلقة، عددا من القضايا المرتبطة بتدبير الشأن العام المحلي.

في هذه الورقة.. تنقلكم “المنعطف” إلى استوديوهات تصوير هذا السيتكوم في الدارالبيضاء، وتضعكم في قلب كواليسه، وتقربكم أكثر من نجومه الذين يختزل المشوار الفني لبعضهم جزءُ من الذاكرة الفنية للمغرب.

 

الناصري يصر على مقاومة كل العوامل التي من شأنها إقبار فن السيتكوم في المغرب

بعد فيلمه السينمائي “نايضة”،الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ السينما المغربيةالذي يشخص فيه ممثلون أدوارا لرئيس الحكومة والوزراء،يواصل الفنان الكوميدي سعيد الناصري نهج الأسلوب نفسه، من خلال العزف على وتر السياسة لصناعة الفكاهة في سيتكومه الجديد “نائب الرئيس”. وبذلك يظل الناصري وفيا لتيمة “السيتكوم”، في وقت كان فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قد اتخذ في ماي 2021 قرارا بحذف “السيتكومات” من البرمجة الرمضانية للشركة وتعويضها بالمسلسلات وأعمال أخرى.

والواقع، أنه رغم كل الانتقادات التي رافقت “السيتكوم”، كلون فكاهي جديد على الإنتاجات الرمضانية المغربية، منذ مطلع الألفية الثالثة، وإلى غاية 2022 (العام الذي حذف فيه العرايشي السيتكوم من التلفزيون)، آثر سعيد الناصري مواصلة مشواره الفني مع هذا الجنس الفكاهي، باعتباره المالك الحصري لشيفرته، خاصة وأنه أول من أدخل السيتكوم للمغرب عام 1998. وبالتالي، يصر الناصري في حديثه إلينا، من خلال سيتكوم “نائب الرئيس”الذي سيُبَثُّ على قناة “شدى تيفي”،على مقاومة كل العوامل التي من شأنها إقبار فن السيتكوم في المغرب، مادام قادرا على الإبداع فيه، والتجديد في مواضيعه، والارتقاء به، حتى يناسب المشاهدين ويغذيأذواقهم ويحفز فيهم حس الفكاهة، بعيدا عن التهريج المجاني الذي يقتل الإبداع داخل قالب من التنميط.

والملاحظ، من خلال تتبع “المنعطف” لعملية تصوير حلقات سيتكوم “نائب الرئيس”، أن سعيد الناصري ظل وفيا أيضا لعدد من الفنانين الكبار الذين رافقوه في أعماله الكوميدية السابقة، بحيث نجدهم حاضرين بقوة في هذه السلسلة الفكاهية، من قبيل الفنانة القديرة نعيمة إلياس، والفنان المخضرم صلاح الدين بنموسى، والفنان الموهوب محمد عزام الشهير بـ”بهلول”والمبدعة إلهام وعزيز، مع مشاركة متميزة للفنانة المقتدرة زهور السليماني. وبالإضافة إلى هؤلاء، عزز الناصري هذا السيتكوم بفنانين يجرون خلفهم رصيدا فنيا مميزا، كالكاتب المسرحي إسماعيل بوقاسم وليلى الفيلالي وصوفيا بنكيران ومحسن نشيط والأطفال جوري سعد ومحمد آدم الزكارة و الموهوبة يارا الجوزي، إلى جانب نخبة من الفنانين المشاركين كضيوف للشرف من قبيل الفنانة كريمة وساط وعبد الرحيم الغزواني وعزيز الطاهري وبشرى مسطري وفنانين آخرين…

ويسهر على هذا السيتكوم الذي يحمل توقيع المخرجين سعيد الناصري ومصطفى حياك، طاقم تقني محترف، راكم العديد من التجارب في صناعة الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية.

سيتكوم يرصد في قالب كوميدي ساخر اختلالات “الجماعة”

يحكي سيتكوم “نائب الرئيس” يوميات نائب برلماني ونائب رئيس جماعة حضرية في البيت مع محيطه العائلي، وفي مقهى تعود لملكيته، والتي تتحول إلى فضاء لاستقبال شكاوى المواطنين، وفي الجماعة.

وبين هذه الفضاءات تُنسج أحداث متفرقة، وأحيانا متداخلة، مستشفة من الواقع الحي الذي يعيشه المواطنون في علاقتهم بالمنتخبين، وأيضا علاقة المنتخبين بالمؤسسات الأخرى ذات الصلة بالجماعة كتنظيم ترابي يسهر على تقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين مع تنظيمها وتنسيقها وتتبعها. كما تفرز هذه الأحداث عديد الطرائف التي تحرك في المتلقي شهية الضحك، لارتكازها أساسا على “كوميديا المواقف”، والتي رصدها كتاب السيناريو، وعلى رأسهم سعيد الناصري، من خلال بحث دقيق عن المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون في علاقتهم بالمؤسسات المنتخبة، مع مراعاة القانون المنظم للجماعات المحلية، وتقارير المجلس الأعلى للحسابات.

ويعالج سيتكوم “نائب الرئيس” في قالب كوميدي مفعم بالسخرية السوداء، مشاكل بعض الجماعات في المغرب في علاقتها بسوء التسيير، خاصة في ظل تفعيل الدولة، بشكل صارم، لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. ومن ضمن هذه المشاكل التي سلط عليها السيتكوم الضوء، الاختلاسات والاختلالات، وسوء التدبير والتسيير، وآفة المحسوبية والزبونية، والرشوة، والتهرب الضريبي، واستغلال النفوذ، والتصريح بالممتلكات، والجهل بالمسؤولية، واستغلال تجهيزات الدولة لقضاء المصالح الشخصية، بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بترشيد استهلاك الماء،والسكن غير اللائق، والسكن العشوائي، والتحرش داخل مقر العمل،مع التركيز أيضا على الصراعات السياسية بين مكونات المجلس الجماعي، أغلبية ومعارضة.

 

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version