ليلى خزيمة
بلغة العيون والمشاعر، بلغة الاحساس المرهف، كان لعشاق الفن التشكيلي موعد مع أول معرض تشكيلي للفنان حسن عين الحياة يوم الأحد الماضي بالمركب الثقافي أنفا بالدار البيضاء تحت عنوان كيمياء العيون وشغف النظرة.
معرض يجسد من خلاله المبدع الأحلام والأفكار والمخاوف التي تشكلت في الذاكرة لتترجم بالألوان والأشكال وتنظر في ماهية الأشياء وتتمكن من رؤية ما هو أبعد من الملموس: «هذه التيمة هي الخيط النابض بين كل لوحات المعرض. فكلها تحمل عيونا بنظرات مختلفة، إلا ثلاث لوحات، أردت أن تكون فضاء لعيون الشغوفين الذين يحضرون المعرض. وهو شغف النظرة. فالعين هي المختبر الذي تتفاعل فيه الأشياء. وهذه التفاعلات نستشفها في تعبيرات المشاعر من فرح وحزن وانكسار … وحاولت أن أترجم هذه التفاعلات عن طريق اللون والعين وشغف النظرة للحظات التي لا نستطيع توثيقها. فهذه النظرات توثق لحياة ما، لقصة ما في زمن ما» حسن عين الحياة.
كل لوحة من لوحات المبدع هي عالم مستقل بذاته، له خلفيته المسرحية في علاقتها بالضوء والأشياء والمؤثرات الخارجية والداخلية. وهذا نابع من إبداع آخر لحسن عين الحياة في عالم السينوغرافيا والخلفية الكاريكاتيرية والاشتغال على الركح والتعامل مع الاكسسوارات والشخصيات. فالمعرض عصارة تجارب شخصية: «هذا أول معرض تشكيلي لي. هو حصيلة مسار طويل جدا. فبداياتي كانت كفنان الكاريكاتير. تعاملت مع العديد من الجرائد والمجلات في هذا المجال، وكان العمل آنذاكبالأبيض والأسود. بقدوم الألوان وانتشار العمل على الحاسوب، قال لي مجموعة من الزملاء أن رسوماتي الكاريكاتيرية بها لمسة من الفن التشكيلي، ونصحوني بخوض التجربة. ومنذ 20 سنة بدأتأول خطوة في المجال كفنان تشكيلي هاوي. وعندما نشرت أول لوحة لي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لاقت إقبالا كبيرا من قبل فنانين تشكيليين وأصبح الطلب على لوحاتي. فأدركتأن إنتاجاتي لم تعد فقط هواية بل أصبحت مهنة. شعرت بالحاجة إلى تقديم أعمالي إلى جمهور أوسع. لكن المعرض يحتاج إلى مواد،إلى لوحات. وهذه الأخيرة تباع ساعة نشرها. لدى قررت سنة 2019 وقف بيع انتاجاتي. منذ ذلك الحين، أتيحت لي الفرصة لإنجاز ما يقارب 46 لوحة. اخترت لمعرضي هذا 26 منها تحاكي نفس التيمة التي لخصتها في كيمياء العيون وشغف النظرة.»
الجلسة الحوارية التي أتحف بها عين الحياة جمهوره، أسرت قلب المنظمين الذين سارعوا إلى تنظيم هذا المعرض فور اكتشاف اللوحات. تقول السيدة حنان نشاطي مسؤولة التواصل والماركوتنغ بوكالة 4You Ageny: «كنا نعرف حسن عين الحياة من خلال اشتغاله بالمسرح والسينما. لكن بعدها اكتشفنا إبداعاته التشكيلية. أسرنا عمله وطريقة التعبير في لوحاته. فكل لوحة من أعمال حسن مرسومة بطريقة مختلفة وبألوان بارزة وبرسائل مبطنة. فقلنا لما لا نكون السابقين في تنظيم معرض للوحاته لنبرز موهبة هذا الفنان المتكامل. لأنه من المؤسف أن تبقى أعماله التشكيلية مقتصرة على مجموعة من المتتبعين، بل الأحرى أن يستمتع بها جمهور أوسع.»
اليوم، يسدل الستار على أول معرض للفنان حسن عين الحياة، ليبدأ رحلة سريالية جديدة تتصارع فيها الألوان والخواطر الملامسة والمعبرة عن مختلف حالات الابداع الثقافي والروحيللفنان في علاقته بالعالم.
