19, أكتوبر 2024

-a24حسن عين الحياة

غصت قاعة “رباط الفتح” في المعرض الدولي للكتاب في نسخته الـ28، مساء الخميس 8 يونيو الجاري،بحضور وازن لنخبة من الفنانين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين، ممن حملهم الشغف لاكتشاف مضمون كتاب خاص يحمل عنوان “ثريا جبران.. الأيقونة”.. وهو كتاب جماعي أشرف عليه عدد من الفنانين والأدباء المغاربة، يوثق من خلال كَمٍّ هائل من الشهادات والدراسات لمسار فنانة كبيرة، حملت حصرا لقب “سيدة المسرح المغربي”.

اللقاء، حضره إلى جانب هؤلاء، أصدقاء وأفراد من أسرة الفنانة الراحلة، بالإضافة إلى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي تكلفت وزارته بإصدار الكتاب، ومحمد بنحساين مدير المسرح الوطني محمد الخامس. وكعادتها في الملتقيات الفنية والثقافية، حضرت “المنعطف” اللقاء، ونقلت أجواءه، ورصدت كيف تحول من أمسية لتقديم الكتاب، إلى حفل كبير يكرم ويحتفي بمسار ثريا جبران، ملامسا جوانب من حياتها كفنانة وإنسانة وحقوقية ووزيرة خلفت أثرا طيبا كمسؤولة عن القطاع الثقافي والفني في المملكة.

الوزير بنسعيد يصف ثريا جبران بالفنانة المناضلة ويحرص على إرثها الغني في وزارته

يعتبر كتاب “ثريا جبران.. الأيقونة”،الصادر سنة 2023 عن منشورات وزارة الشباب والثقافة والتواصل (مطبعة دار المناهل)، مدخلا أساسيا لتوثيق تجربة الفنانة الراحلة ثريا جبران، كفنانة مسرحية ووزيرة للثقافة في حكومة عباس الفاسي، فضلا عن انشغالاتها كحقوقية، ناضلت من أي موقع وُجدت فيه لتحسين صورة الفنان المغربي.. وقد سهر على إعداد الكتاب، الفنان الحسن النفالي الذي يعتبر أحد مهندسي خارطة المسرح في العالم العربي، والمخرج المسرحي عبد الجبار خمران، كما قدَّم له المبدعان محمد بهجاجي وحسن نجمي، فضلا عن مساهمة الكاتب المسرحي عبد الواحد عوزريوعدد كبير من الفنانين والشعراء والكتاب والإعلاميين والنقاد المغاربة والعرب، إلى جانب عدد من المسؤولين المغاربة.

وكشف الحسن النفالي، في معرض تقديمه للكتاب، أن الاشتغال على كتاب “ثريا جبران.. الأيقونة” انطلق في سنة 2021، ويتضمن 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات من عدد من محبي ورفقاء درب ثريا جبران، إضافة إلى ضمه حوالي 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للفنانة الراحلة، الذي يؤرخ لفترات مميزة من حياتها المهنية والشخصية.

وأكد النفالي أن الفضل في إصدار الكتاب في هذا التوقيت، يعود لمحمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي تكلفت وزارته بالطبع، وأيضا لمطبعة المناهل التي تمكنت في ظرف لا يتجاوز 10 أيام من انجازه حتى يكون جاهزا للعرض في إطار فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للكتاب.

وقال الحسن النفالي، في حديثه لـ “المنعطف24” إن قيمة هذا الكتاب تكمن في كونه سيوضح كثيرا من الجوانب التي لا يعرفها الناس عن حياة الفنانة الراحلة ثريا جبران.. “فهو يسلط الضوء على مجموعة من المسارات المتعلقة بحياتها العائلية، وبحياتها الفنية وبالفترة التي قضتها كمسؤولة وزارية بالإضافة إلى مسارات أخرى”. وبالتالي، يضيف النفالي، إن هذا الإصدار يبرز جوانب كثيرة من سيرة فنانة كبيرة، خاصة وأنه يتضمن، فضلا عن الشهادات، دراسات خاصة حول شخصيتها.. ومن ثمة فإن هذا الكتاب سيغني الخزانة المغربية، خاصة وأنه يعتبر “بروفايلا” كبيرا لثريا جبران، “وقد كان بالإمكان أن نصل إلى ألف شهادة في حقها، خاصة وأن كثيرين من أصدقائها ومن المحيطين بها لهم ما يقولون، من زوايا مختلفة، حول هذه الفنانة العظيمة”، يقول النفالي، ويضيف، “أتمنى أن ننجز كتبا أخرى بالحمولة نفسها، عن رواد المسرحية المغربي، كالراحلين الطيب الصديقي والطيب لعلج وآخرين ممن ساهموا في نهضة الحركة المسرحية والفنية بالمغرب”.

من جهته، قال محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل إن هذا الإصدار الجماعي، يعد شهادة في حق الراحلة ثريا جبران، واصفا إياها بـ”الفنانة المناضلة والوزيرة”. وأضاف “لم يكن هناك أي مجال للتفكير فيمساهمة الوزارة في الكتاب..”، خاصة وأن “الوزارة وزارتها” في إشارة إلى الراحلة ثريا جبران.

وأكد الوزير، أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل تعمل على النهج نفسه الذي سارت عليه ثريا جبران في ما يخص الدور الإنساني والاجتماعي في علاقته بالفنانات والفنانين المغاربة. وأضاف أن فكرة تأسيس مؤسسة بالنسبة للفنان المغربي، مبنية في الأصل على الإرث الذي تركته الراحلة خلال فترة تقلدها مسؤولية وزارة الثقافة. قبل أن يغتنم الفرصة ليتحدث عن أخلاق ثريا جبران، وعلاقاتها القريبة مع أطر وموظفي الوزارة، وكيف مرت ولايتها الحكومية في جو عائلي.

الكاتب المسرحي  محمد بهجاجي لـ”المنعطف24 “:ثريا جبران عاشت حياة كبيرة في كل الأبعاد الممكنة

كتاب “ثريا جبران الأيقونة” يشكل أثرا رمزيا دالا في حق الفنانة الكبيرة ثريا جبران.. إذ أن 115 شهادة لفنانين وكتاب ووزراء، ليست بالأمر الهين، فهؤلاء يجمعون على الأثر الطيب الذي خلفته سيرة ثريا جبران، سواء كفنانة أو وزيرة للثقافة أو إنسانة. ثم إن هذا الكتاب يسجل لحظة لتخليد ذكر طيب لسيدة تعلمنا في حياتها وأيضا في مماتها، أن المسؤول الناجح هو الذي يتمتع بحس أخلاقي، ويشعر دائما، بأنه مؤتمن على أمانة تسيير العمل الثقافي. لقد عاشت ثريا جبران حياة كبيرة في كل الأبعاد الممكنة، وتعيش اليوم بفضل ما تركته من آثار، وبفضل سلوكها، وبفضل القيم التي تمثلتها، حياة ممتدة.. وهذا ما يؤكد أنها ستظل حاضرة بيننا.

إن هذا اللقاء الذي انعقد بمناسبة تقديم كتاب “ثريا جبران.. الأيقونة” هو لقاء إنساني وثقافي يعبر عن التحام المثقفين حول سيدتهم.. وهو أيضا إجماع حول سيدة عُيِّنت مسؤولة عن القطاع الثقافي فنجحت في مهمتها، بالرغم من كون المهمة انحصرت في سنتين، لظروف المرض.

الشاعر حسن نجمي لـ”المنعطف24″:ثريا جبران.. المسرح كان حقيقتها

تتجلى قيمة هذا الكتاب، في أنه، بإرادة جماعية وبصوت متعدد، يتوجه بالتحية، ليس بروح التأبين، ولكن بروح الاستعادة والتكريم، لاسم ومسار ثريا جبران.. ففي الكتاب شهادات إنسانية حميمة من أصدقاء وصديقات وزملاء وزميلات، وفيه أيضا مقالات تقارب بُعدا من أبعاد مسارها الفني والثقافي والاجتماعي والإنساني والحقوقي.. وفيه أيضا دراسات قاربت الأعمال المسرحية لثريا جبران، والتي لعبت فيها أدوارا تراجيدية أساسية.. ومن خلال هذه الدراسات سنتعرف عن خبرتها الجمالية والقدرات الفنية والتعبيرات الجسدية التي ميزتها فوق الخشبة.. فهذه الشهادات والدراسات والمقالات يمكنها اليوم أن تشكل مرجعا أساسيا من المراجع التي لابد ولا محيد عنها في كل مقاربة لتجربة ثريا جبران، كفنانة وإنسانة وممثلة ووزيرة وحقوقية.

إن ثريا جبران التي كانت في مقدمة المشهد الوطني وكانت من الوجوه البارزة في الحقل الفني، كانت في الوقت نفسه إنسانة بسيطة، عانت وامتُحنت واختبرتها الظروف الصعبة، وعاشت لحظات عسيرة، ورغم كل ذلك، كانت تنتصر بفضل إخلاصها ونزاهتها ونقاء خياراتها.. لقد كان لها حدس عميق جدا، تلتقط من خلاله نقط الضوء ولحظات الحقيقة.. وباختصار كان المسرح هو حقيقتها.

المخرج المسرحي عبد الجبار خمران لـ”المنعطف 24″:الكتاب إضافة توثيقية مهمة تضاف إلى الكتب القليلة التي توثق للمسرح المغربي

“ثريا جبران.. الأيقونة” كتاب توثيقي، يؤرخ لشخصية مسرحية مهمة، طبعت المشهد المسرحي المغربي لمدة زمنية طويلة جدا، ويتعلق الأمر بالفنانة القديرة ثريا جبران، التي عرفت حياتها مراحل عدة، وتمفصلات مهمة في تاريخ المسرح المغربي المعاصر، منذ بدايتها الأولى في مدينة الدارالبيضاء، مرورا بتجربتها مع الطيب الصديقي إلى أن أسست فرقة “مسرح اليوم” مع الأستاذ عبد الواحد عوزري. وتكمن قيمة الكتاب في أنه يحتوي على 115 مادة من شهادات ودراسات وكتابات بعيون أصدقاء ومعارف من الزملاء الفنانين، بالإضافة إلى مجموعة من الكتابات لمسرحيين عرب. كما أن الكتاب يحتوي على أكثر من 300 صورة، من الصورة النادرة لثريا جبران، ضمنها العائلية والمسرحية.

الكتاب ليس وعاءً تجميعيا لمعطيات عن الفنانة الراحلة ثريا جبران، عكس ذلك، فهو يتضمن دراسات عميقة ومطولة حول مسارها، وبالتالي فهو ينأى عن الانطباعات والعلاقات والمواقف التي هي موجودة أيضا، ولو بنسبة قليلة في الكتاب، لكن بالمقابل استقطبنا مجموعة من الكتاب الوازنين الذين يعرفون جيدا مسار ثريا جبران، وبالتالي إن المادة العلمية البحثية موجودة في هذا الكتاب، الذي أعتبره إضافة توثيقية مهمة تضاف إلى الكتب القليلة التي توثق للمسرح المغربي.

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version