-a24حسن عين الحياة
غصت قاعة “رباط الفتح” في المعرض الدولي للكتاب في نسخته الـ28، مساء الخميس 8 يونيو الجاري،بحضور وازن لنخبة من الفنانين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين، ممن حملهم الشغف لاكتشاف مضمون كتاب خاص يحمل عنوان “ثريا جبران.. الأيقونة”.. وهو كتاب جماعي أشرف عليه عدد من الفنانين والأدباء المغاربة، يوثق من خلال كَمٍّ هائل من الشهادات والدراسات لمسار فنانة كبيرة، حملت حصرا لقب “سيدة المسرح المغربي”.
اللقاء، حضره إلى جانب هؤلاء، أصدقاء وأفراد من أسرة الفنانة الراحلة، بالإضافة إلى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي تكلفت وزارته بإصدار الكتاب، ومحمد بنحساين مدير المسرح الوطني محمد الخامس. وكعادتها في الملتقيات الفنية والثقافية، حضرت “المنعطف” اللقاء، ونقلت أجواءه، ورصدت كيف تحول من أمسية لتقديم الكتاب، إلى حفل كبير يكرم ويحتفي بمسار ثريا جبران، ملامسا جوانب من حياتها كفنانة وإنسانة وحقوقية ووزيرة خلفت أثرا طيبا كمسؤولة عن القطاع الثقافي والفني في المملكة.
الوزير بنسعيد يصف ثريا جبران بالفنانة المناضلة ويحرص على إرثها الغني في وزارته
وكشف الحسن النفالي، في معرض تقديمه للكتاب، أن الاشتغال على كتاب “ثريا جبران.. الأيقونة” انطلق في سنة 2021، ويتضمن 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات من عدد من محبي ورفقاء درب ثريا جبران، إضافة إلى ضمه حوالي 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للفنانة الراحلة، الذي يؤرخ لفترات مميزة من حياتها المهنية والشخصية.
وأكد النفالي أن الفضل في إصدار الكتاب في هذا التوقيت، يعود لمحمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي تكلفت وزارته بالطبع، وأيضا لمطبعة المناهل التي تمكنت في ظرف لا يتجاوز 10 أيام من انجازه حتى يكون جاهزا للعرض في إطار فعاليات الدورة 28 من المعرض الدولي للكتاب.
من جهته، قال محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل إن هذا الإصدار الجماعي، يعد شهادة في حق الراحلة ثريا جبران، واصفا إياها بـ”الفنانة المناضلة والوزيرة”. وأضاف “لم يكن هناك أي مجال للتفكير فيمساهمة الوزارة في الكتاب..”، خاصة وأن “الوزارة وزارتها” في إشارة إلى الراحلة ثريا جبران.
وأكد الوزير، أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل تعمل على النهج نفسه الذي سارت عليه ثريا جبران في ما يخص الدور الإنساني والاجتماعي في علاقته بالفنانات والفنانين المغاربة. وأضاف أن فكرة تأسيس مؤسسة بالنسبة للفنان المغربي، مبنية في الأصل على الإرث الذي تركته الراحلة خلال فترة تقلدها مسؤولية وزارة الثقافة. قبل أن يغتنم الفرصة ليتحدث عن أخلاق ثريا جبران، وعلاقاتها القريبة مع أطر وموظفي الوزارة، وكيف مرت ولايتها الحكومية في جو عائلي.
الكاتب المسرحي محمد بهجاجي لـ”المنعطف24 “:ثريا جبران عاشت حياة كبيرة في كل الأبعاد الممكنة
إن هذا اللقاء الذي انعقد بمناسبة تقديم كتاب “ثريا جبران.. الأيقونة” هو لقاء إنساني وثقافي يعبر عن التحام المثقفين حول سيدتهم.. وهو أيضا إجماع حول سيدة عُيِّنت مسؤولة عن القطاع الثقافي فنجحت في مهمتها، بالرغم من كون المهمة انحصرت في سنتين، لظروف المرض.
الشاعر حسن نجمي لـ”المنعطف24″:ثريا جبران.. المسرح كان حقيقتها
إن ثريا جبران التي كانت في مقدمة المشهد الوطني وكانت من الوجوه البارزة في الحقل الفني، كانت في الوقت نفسه إنسانة بسيطة، عانت وامتُحنت واختبرتها الظروف الصعبة، وعاشت لحظات عسيرة، ورغم كل ذلك، كانت تنتصر بفضل إخلاصها ونزاهتها ونقاء خياراتها.. لقد كان لها حدس عميق جدا، تلتقط من خلاله نقط الضوء ولحظات الحقيقة.. وباختصار كان المسرح هو حقيقتها.
المخرج المسرحي عبد الجبار خمران لـ”المنعطف 24″:الكتاب إضافة توثيقية مهمة تضاف إلى الكتب القليلة التي توثق للمسرح المغربي
الكتاب ليس وعاءً تجميعيا لمعطيات عن الفنانة الراحلة ثريا جبران، عكس ذلك، فهو يتضمن دراسات عميقة ومطولة حول مسارها، وبالتالي فهو ينأى عن الانطباعات والعلاقات والمواقف التي هي موجودة أيضا، ولو بنسبة قليلة في الكتاب، لكن بالمقابل استقطبنا مجموعة من الكتاب الوازنين الذين يعرفون جيدا مسار ثريا جبران، وبالتالي إن المادة العلمية البحثية موجودة في هذا الكتاب، الذي أعتبره إضافة توثيقية مهمة تضاف إلى الكتب القليلة التي توثق للمسرح المغربي.