19, أكتوبر 2024

a24 -الرباط

عن دار بصمة للنشربفاس، صدر للقاص المغربي الحبيب اعزيزي مجموعة قصصية موسومة بعنوان ” عازار” مع عنوان فرعي ” وكائنات فوق ـ طبيعية أخرى”. وتظمّ 15 نصا قصصيّا يتوزّع على 160 صفحة من الحجم المتوسّط. وهي الإصدار القصصي الأوّل للحبيب اعزيزي الذي بدأ مساره الإبداعي شاعرا بقصائد عبرت إلى الصّحف والمجلاّت العربية، وقد صدر له العام الفارط (2022) ديوان بعنوان ” رؤى بروكوست العجائبية “.

ومن خلال قراءة بصرية لعنوان ديوانه الشعري وعنوان المجموعة القصصية، موضوع هذه المادة، تتبيّن مساحة اشتغال هذا المبدع المهووس بالعجائبي والغرائبي. وهي تجربة غير مطروقة أو على الأصحّ لم تحض باهتمامات السُّرّاد سواء مغربيّا أو عربيّا؛ باستثناء نصوص منفردة ويتيمة مبثوثة في هذا العمل القصصي أو ذاك.

بالمقابل، تضعنا مجموعة “عازار” من البداية إلى النهاية أمام عالم مكتظ بعوالم فانتاستيكية تحرّكها كائنات عجائبية تنأى عن الواقع ولا تتقاطع مع هذا الأخير إلاّ من خلال جسور الغرائبي. هذه الوحدة الموضوعية هي التي توفر لهذه النصوص أفقا إبداعيا ما زال يحرج الكتابة النقدية المشتغلة على النماذج الواقعية، وفي حالات نادرة على النصوص التجريبية التي انحازت إلى تمارين صعبة على اللغة وحادت عن الحكائي.

إن قراءة سريعة في عناوين نصوص هذه المجموعة: “الرجل الذي يحمل زوجته في القفص الأحمر”، ” الأشباح لا تعود إلى باماكو”، ” أرْسْموك”، ” ليلة القبض على حمار الليل”، “كائنات مدينة خاء الفانتاستيكية”… يتضح ما أردنا الإشارة إليه باعتبار أن هذه العناوين هي نصوص موازية تضيء وتؤطر العمل ككل، فضلا عن المؤشر اللغوي المثبت على الغلاف “مجموعة قصص الفانتاستيك”. بالإضافة إلى صورة الغلاف. وهي كلّها عناصر تسعف القارئ في استجلاء عوالم المجموعة من جهة ومن جهة ثانية تحتفي وتنتصر للأدب العجائبي.

ونقرأ على ظهر المجموعةهذا المقطع السردي:

ـ نستعمل ظلال الأحياء للتنقل بين عالمكم وعالمنا.

ـ(…)

ـ آه.. لن تفهم. ببساطة أقتلك بهذا المنجل.. أنتظر حتى تهدأ جثتك تماما.. أنزع الظل من تحتك. ثم أطويه مثل معطف أسود. وأضعه في هذا القراب. هل فهمت ؟

أجاب علاّل وشفتاه ترتعدان:

ـ نعم.

فقفز الكائن أمامه بسرعة. المنجل لا زال يحكم رقبة علاّل. ابتسم ابتسامة الأموات وأضاف:

ـ لا.. لن أقتلك. أنت الوحيد الذي سينجو مني.. أتعرف لماذا؟

قال :

ـ لا.

ـ أكيد لا تعرف.. ولكن هل تتذكر فطومة؟

أجاب مرتعدا:

ـ نعم. كانت زوجتي قبل أن تموت.

ـ كانت زوجتك قبل أن ترحل وهي ضاحكة. أما الآن فهي صديقتي. إنها عالقة معي. لذلك فقط لن تموت. لن أنتزع منك الظل اللّعين.

ومهمّ الإشارة في الختام، إلى أنّ مجموعة الحبيب اعزيزي القصصية هذه تصبّ في اشتغاله العلمي واهتماماته النقدية إذ سبق له أن أعدّ بحثا جامعيا بعنوان “مظاهر الفانتاستيك في القصة القصيرة المغربية” تحت إشراف الناقد الراحل بشير القمري.

 

 

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version