19, أكتوبر 2024

a24- ليلى خزيمة

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تستمر فعاليات الدورة الثامنة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي أعطيت انطلاقتها يوم الخميس الأول من شهر يونيو الحالي من طرف وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد المهدي بنسعيد وبحضورشخصيات سياسية وديبلوماسية وثقافية وازنة.

الكيبيك-الكندية هي ضيف شرف هذه الدورة التي تضم 737 عارضا يمثلون 51 دولة ومنقسمين إلى فئتين: عارضون بشكل مباشر يصل عددهم إلى   287 عارضا وآخرون بشكل غير مباشر وعددهم 450 عارضا. أكد السيد محمد المهدي بنسعيد في كلمة الافتتاح على أن اختيار كبيك كضيف شرف هذه الدورة هو تخليد للذكرة الستين للعلاقات الديبلوماسية المغربية الكندية وأن هذا الاستقبال هو «تبادل ثقافي سيربط رواد المعرض بما استجد في عالم الكتاب والنشر بهذا البلد الصديق» وأضاف في تصريح للصحافة: «كما تعرفون ضيف شرف هذه الدورة هو كندا احتفالا بستينية العلاقات الديبلوماسية مابين المغرب وكندا. وهي فرصة لنا كوزارة الثقافة لتقريب الكتاب والكتاب من المواطنات والمواطنين.» ومن خلال زيارة جريدة المنعطف لرواق كيبيك، قالت لنا السيدة فريديريك سان جوليان، مدير التصدير للمغرب العربي وإفريقيا والشرق الأوسط بدار النشر كيبيك: «نحن نشارك في المعرض الدولي للنشر والكتاب منذ عدة سنوات ويسعدنا العودة والاستمرار في كل مرة. وهذا العام، نحن سعداء للغاية لاختيار كيبيك كضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثامنة والعشرون. فأدب كيبيك هو أدب الانفتاح. ومن خلال تنوع أروقتنا، نريد أن نظهر ديناميكية الأدب في كيبيك وكذا ديناميكية الأدب الكندي باللغة الفرنسية، لهذا جلبنا ما لدينا من المقالات وكتب الأطفال والروايات والنصوص الشعرية والكتب المسرحية وغيرها.».

ركز المعرض على النشر والكتاب ويستهدف بشكل رئيسي الشركات الوطنية والدولية المشاركة في صناعة الكتاب وترويجه وتقنيات الطباعة والنسخ الورقي والرقمي.

 

من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساءا، يستمتع عشاق الكتاب الورقي بمجموعات هائلة من الكتب والمنشورات والاصدارات والبحوث بمختلف اللغات ومن العديد من الدول. برنامج حافل لا يقتصر على عرض الكتب فقط بل يتعداه إلى محاضرات وندوات وإهداءات وإصدارات جديدة وعروض موسيقية ومسرحية متفردة.

أنشطة الدورة الثامنة والعشرون

بالإضافة إلى أروقة عرض الكتب، ينظم المعرض الدولي للنشر والكتاب العديد من المحاضرات والندوات واللقاءات مع الكتاب وعروض للأفلام، وعروض للسيرك والمسرح والموسيقى، ولقاءات أدبية، وورشات للكتابة، إضافة إلى تنظيم ندوات وموائد مستديرة مثل اللقاء الذي أجراه الكاتب الكندي إيريك شاكور حول كتابه ما أعرفه عنك والذي يروي حكاية عائلة ما بين مونت ريال والقاهرة. والحوار مع الكاتبة ريما القوري حول كتابها منان. والجلسة الحوارية  حول دور منظمةالايسيسكو في تحقيق  التنمية المستدامة في العالم الإسلاميوالقراءة في كتاب الايسيسكو الجديدة: الضمير الحضاري للعالم الإسلامي و توقيعه للأستاذ عبدالقادر الادريسيوالندوة التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والتي أكد من خلالها المتدخلون على أن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يولون أهمية بالغة لتدريس اللغة الأمازيغية و أن هناك ترسانة قانونية يتعين تفعيلها سواء في ما يخص اللغة العربية أو الأمازيغية من أجل أن يبقى مغاربة العالم في اتصال دائم مع بلدهم الأم. والندوة التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة المغربية تحت عنوان الولوج إلى القانون بالإضافة إلى ورشات تفاعلية بشراكة مع برلمان الطفل. والإصدارات الجديدة من الكتب مثل ثقافة الصحراء: جماليات وتجليات من منشورات مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون الذي اهتم بالإبداعــات القوليــة والحركيــة والبصريــة للشــعراء والســرَّاد والحكائيــن والأدبــاء وكذلــك الموســيقيين ومحترفــي الرقــص والحرفيين أصحــاب الصناعات اليدويــة وكل الوظائــف التي تنطوي على صبغة النفعيــة والجماليــة بالإبداعات الصحراوية. أما هيئة حكماء المسلمين، فكانت وفية أيضا لزوارها بتقديم باقة متنوعة من الكتب والمحاضرات والندواتوالدراسات إذ قال الباحث بمكتب تقوية التراث بمشيخة الأزهر الشريف الدكتور محمد جمال لجريدة المنعطف: «هذه هي المشاركة الرابعة للمجلس. نأتي في كل مرة لأننا من أول مشاركة وجدنا حرصا شديدا من الزوار على اقتناء إصداراتنا ويسألون بإلحاح عن الجديد. في هذا العام نشارك بحوالي 13 مطبوعا جديدا ومتنوعا ما بين كتب شيخ الأزهر الشريف ودراسات وأطروحات الدكتوراه ودراسات علماء الأزهر الذين ينتمون للمنهج الوسطي.  لدينا تنوع، هناك كتب سلسلة فضيلة الإمام رئيس المجلس وكتب في العقيدة وعلم الكلام وسلسلة في تفسير القرآن الكريم وسلسلة تهتم بتفسير السيرة النبوية وسلسلة تهتم بالتزكية وعلم السلوك وسلسلة العلوم الفقهية وغيرها.إضافة إلى كتب تتضمن أحد أكبر مشاريع المجلس وهي قضية الأخوة الإنسانية وهو المشروع الذي عقد بين الأزهر الشريف والكنيسة الكاتوليكية في روما. المشروع يبدأ انطلاقا من الوثيقة التي أدرجت بها مواد الاتفاقية في4 فبراير بأبو ظبي إلى الكتاب الذي يوضح الطريقة التيبدأت بها الاتفاقية منذ أن كانت فكرة إلى أن تم التوقيع عليها.»

بالإضافة إلى ذلك، يخصص المعرض هذه السنة مساحة واسعة للأطفال يقدم من خلالها مجموعة من ورشات العمل والأنشطة العلمية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز علاقة الطفل بالتعلم والكتب. وبهذا الشأن يقول رشيد العلاوي مسؤول برواق دار النشر للمعرفة: «نشارك كل سنة في معرض الكتاب منذ أن كان بمدينة الدار البيضاء إلى أن أصبح هنا بمدينة الرباط. لدينا العديد من الكتب منها القانونية والأدبية وغيرها. أما مجال تخصصنا فهو الكتب المدرسية لروض الأطفال والمرحلة التمهيدية والمستوى الابتدائي من كتب وقصص للأطفال. وهذه النسخة أعطت مساحة كبيرة للطفل والكتاب الورقي الموجه للطفل ونحن سعداء بذلك».

كما تم توقيع العديد من الإصدارات الجديدة مثل توقيع رواية سيدات العزيز للروائي المغربي نزار كربوطعن منشورات المتوسط-إيطاليا، إهداء منه لعدد من زوار الجناح الخاص بدار النشر الإيطالية بحضور باحثين مهتمين بالشعر وأدب الرواية. الرواية حسب تصريح نزار كربوط: «تستعرض التجربة الإنسانية المشتركة لمجموعة من الشخصيات … وتطرح مجموعة من القضايا الاجتماعية مثل الإعاقة والاضطرابات النفسية، والتي عادة ما تكون مرتبطة بأزمات يعيشها الإنسان في طفولته وتبصم حياته في كبره.»

على المستوى التنظيمي

 

لم يتوان المشرفون على تنظيم هذه النسخة من المعرض الدولي للنشر والكتاب عن تسخير الألوان والأشكال الهندسية والإشارات والحروف بمختلف اللغات لإيصال المعلومة للزوار وتسهيل عملية ولوجهم وتوجيههم داخل أروقة المعرض. تبدأ العملية من توفير مركبات تقل الزوار بشكل مجاني من نقاطالتجمع التي عينتها الجهة المشرفة على رأس كل نصف ساعة إلى اقتناء التذاكر التي لا يتعدى سعرها 10 دراهم للبالغين و5 للأطفال دون السابع عشرة والدخول بانتظاموصولا إلى التجوال داخل أروقة المعرض وهذا ما يؤكده المشاركون: «على المستوى التنظيمي، فالمشرفين عن المعرض يقومون بمجهودات جبارة. فعملية دخول الزوار تتم بطريقة سلسة وحراس الأمن متواجدون بكل مكان وهذا يجعل الزوار يتجولون بين الأروقة بكل اطمئنان. هذا الإحساس بالأمان انطبع على تصرفات الزوار فكل واحد منهم يكتشف أروقة المعرض في انتظام ويحافظ على المعروضات وعلى القوانين. هناك وعي ومسؤولية. حتى على مستوى توزيع الأروقة، فالمشرفون قاموا بتوزيعها بشكل يمكن الزوار من اكتشافها بكل سهولة والتعرف على كل جناح على حدا وعدم الخلط ما بين أجنحة المحاضرات والندوات وأجنحة المعروضات وأجنحة دور النشر.». ملاحظة أكدها للمنعطف بعض الزوار: «التوقيت مناسب جدا وأبواب المعرض تفتح بشكل منتظم. كما أن المكلفين بعملية إعطاء التذاكر والمكلفين بتسهيل عملية الدخول لبقين للغاية. حتى أن بعض أصدقائنا أخذوا تذاكرهم عبر الانترنيت وما كان عليهم إلا أن يقدموا للمكلف أثر العملية عبر الهاتف ليسمح لهم بالدخول. صراحة التنظيم جيد للغاية.»

فضاءات المعرض تضم ثلاث أجنحة للمحاضرات وفضاء لمعروضات الأطفال وخمس أجنحة للعرض مقسمة ما بين فضاء لما هو مؤسساتي وفضاء دولي وثلاثة فضاءات للناشرين. هناك أيضا فضاء للمطعم وفضاء لوسائل الاعلام وفضاء للمرافق الصحية. هندسة الأروقة تسمح بالتجوال دون عناء أو ازدحام وتتيح الفرصة للزائر للتعرف على المعروضات الثقافية بكل أريحية.

الاقبال الجماهيري

الكل يجمع على أن الاهتمام بالكتب والمطالعة متزايد ويبشر بالخير كما يؤكد رشيد العلاوي أحد العارضين: «بدأت المسألة بشكل عادي ومتوسط.أما خلال نهاية الأسبوع، رأينا وفودا عديدة وإقبالا كبيرا من طرف الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات. وحتى إعلاميا، المعرض أخذ حقه في الدعاية وبلغ صيته شريحة عريضة من المهتمين بفضل التغطيات الإعلامية المتواصلة والمختلفة. الإقبال يتزايد يوما عن يوم وصادف هذا العام بداية العطلة ونتوقع أن تزداد الوثيرة في الأيام القادمة المتبقية من حياة المعرض لهذه السنة».

ويقول آخر: «صحيح أن الكتاب الالكتروني اكتسح الساحة المعرفية، إلا أن الكتاب بالصيغة التقليدية لا زال له جمهور متزايد خصوصا أننا نشاهد في هذه النسخة أولياء أمور مع أطفالهم في المعرض يبحثون عن الكتب ويتصفحون القصص. هذا شيء يثلج الصدر ويبشر بالخير. فالكتاب الورقي لازال أمامه عمر طويل. وأنا أوصي الآباء بتشجيع أبنائهم على القراءة وتصفح الكتب الورقية»

ويضيف حمزة المسعودي المكلف برواق مجلس حكماء المسلمين «الحمد لله هناك إقبال كبير ومتواصل من طرف الزوار من مختلف التخصصات مثل أساتذة العلوم الإنسانية والاجتماعية وطلبة التراث والفكر الإسلامي. هناك طلب متزايد على كتب المجلس، فمنها من نفذ عدده واضطررنا لإعادة طبعات أخرى لتلبية طلب الزوار. وهذا هو الحال في كل مرة». أما ضيف شرف النسخة،الكيبيك، فيقول: «الناس فضوليون ومهتمون للغاية ويطرحون الكثير من الأسئلة ويريدون معرفة كل شيء. لقد كان لدينا حضور جيد حتى الآن. لسوء الحظ، لم يكن لدي الوقت للقيام بجولة صغيرة، فأنا مشغولة جدا بالجناح لكثرة الزوار. ولكن بما أنني هنا حتى نهاية المعرض، سيكون من دواعي سروري أن أذهب وأكتشف ما هو موجود وأتبادل أطراف الحديث مع زملائي من العارضين والمشاركين» من خلال تصريح السيدة فريديريك سان جوليان لجريدة المنعطف.

المعرض الدولي للنشر والكتاب هذه السنة كما جاء في ختام التصريح الصحفي للسيد محمد المهديبنسعيد: «فرصة توضح لنا تعطش المغاربة للمجال الثقافي ومجال الكتاب والقراءة بالخصوص. الشيء الذي يجعلنا نقوي استراتيجية الحكومة في هذا المجال ونقرب ونقوي المعارض الجهوية. لهذا، هذه السنة سنقوي المعارض على مستوى 12 جهة وسيكون هناك معرض دولي جديد للطفولة والشباب بمدينة الدارالبيضاء وكذلك دعم الاستثمار في المكاتب الثقافية عبر المملكة لأننا عندما نتكلم عن الكتاب يجب أن يتواجد هذا الكتاب بجميع الأقاليم حتى يتمكن المواطن من التقرب واختيار الكتاب والكاتب الذي يستأنس به.»

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version