a24- ليلى خزيمة
ٳلياس أزالو، فنان شاب من مواليد المدينة العتيقة بالرباط. حائز على دبلوم التجارة الدولية و دبلوم في اللغة الإنجليزية. عاشق للرياضات البحرية منها السباحة و ركوب الأمواج و بطبيعة الحال كأي مغربي، مولاع بكرة القدم.
رياضي، لكن الفن أخذ نصيب الأسد في هواه. فقد كان يقف و يصدح بالصوت في كورال كبار المطربين. تشبث منذ البدايات بالموسيقى الراقية و الهادفة. فهو يقول بأن: ” الفن رسالة هادفة. لذا يجب أن تكون الكلمات منتقية بعناية و اللحن متقن و الأداء جيد. هذه هي الركائز الأساسية لنجاح العمل الفني عبر العالم. و اللون الطربي يستجيب لهذه المعايير. فهو هادف و جميل و راقي جدا. لهذا فأنا أحبه.”
اللون الطربي، فن متجدد باستمرار و إمكانيات الإبداع فيه واسعة، لذا فإلياس أزالو يقول أنه يسعى دائما إلى إدخال اللمسة العصرية على هذا اللون التراثي في ألبوماته من خلال توظيف بعض الآلات الموسيقية التي لم تأخذ حقها وقت إصدار الأغنية الأصلية و كذا التغيير و عصرنة الجمل اللحنية و إعطائها القيمة التي تستحقها. فأزالو يقول بأنه يحرص على تنفيذ وصية الأجداد: “الجْديدْ لو جَدَّة و البَالي لا تْفَرَّط فيه”.
يسعى إلياس في بحثه إلى الإشتغال على أعمال تراثية استوفت المدة القانونية لاستغلالها حتى يكون محميا من الناحية القانونية. فأغلب مطربي هذه الأغاني انتقلوا إلى الرفيق الأعلى. و مع هذا، فقبل خوض التجربة، قام الفنان بالتحدث مع أعضاء بالنقابة المهنية للموسيقى و مع ملحني الأغاني الأحياء منهم. و غالبيتهم رحبوا بالفكرة و شجعوا المجهود الذي يقوم به. فكما أكدوا له في لقاءاتهم:” من دواعي سرورنا أن يهتم شاب بأعمالنا التراثية الأصيلة و يقوم بتوزيعها بشكل جديد و صيغة أخرى تناسب العصر.”
يعتمد إلياس في اختياراته لإعادة توزيع أغاني المبدعين على الرقي الفني و اللحن و الكلمة و التوزيع المتميز. ويتعامل مع محترفين معروفين بالميدان. أما عملية الإنتاج، فتتم بشكل شخصي لأنه حسب قول إلياس، « شركات الإنتاج الموسيقي شبه منعدمة و ما هو موجود يعد على رؤوس الأصابع».
إلياس أزالو لا يعمل فقط على بعث روح جديدة للخالدات و الإبداعات التراثية المغربية ، بل ينتج ألبومات جديدة بكلمات و ألحان و توزيع خاص به. كل الأعمال التي يخرجها للوجود هي أيضا من إنتاجه. و هذا هو المشروع الحالي الذي خصص له وقته و جهده.
أما عن مسالة عدم اعتماده على مدير أعمال فني و الاشتغال بشكل فردي، فيقول إلياس:” مدراء الأعمال ليسوا كلهم من ذوي الكفاءة العالية. الميدان يعاني من المشاكل. شخصيا لدي العديد من الأصدقاء يمتهنون إدارة الأعمال، لكن أغلبهم يشتكي من عدم توفر الأعمال و من عدم قدرته على إيجاد الفنان الذي سيعمل معه. فالفنان اليوم مطالب بأن يكون فنانا و مديرا للأعمال و سكرتيرا و هو موظف في استقبال المكالمات. باختصار، الفنان اليوم هو المنظومة بأكملها. و يمكن أن أقول بأن زمن مدير الأعمال سيتنهي عما قريب بالمغرب”.
أما لترويج أعماله، فإلياس يعتمد على مجمل وسائل التواصل الاجتماعي. فهي اليوم حسب قول أزالو «مهمة و مهمة جدا للفنان. فكي يصل الفن للجميع و يؤثر في أحاسيس الجمهور يجب استخدام هذه الوسائل».
إلياس فنان نشيط و يحب التغيير و التجديد دائما. فبعد الخالدات، يُحَضِر أزالو حاليا لألبوم جديد من ناحية الكلمات و اللحن و الغناء و النمط الموسيقي: «ألبوم شبابي أظنه سيلقى صدى طيبا لدا الجمهور و سينال إعجاب المتتبعين إنشاء الله».