a24- سعيد بلهوطي
“سعيد المجاهد” ذاك الفتى ذو الأصول الصحراوية المنحدرة من صحراء تافيلالت، و الذي ولد و ترعرع و درس في الرباط، استطاع اكتشاف موهبته الفريدة المبكرة في الموسيقى من خلال براعته في العزف على الناي التقليدي، ما جعله يرتمي في أحضان الموسيقى ليصنع نجمه بيده من خلال صناعة آلات موسيقية وترية بأساليب تقليدية و هو في سن صغير، فاحترف الكمان و العود و “الوتار” و “البانجو”بعد ذلك بسنوات، و صار واحدا من كبار العازفين في الوسط الفني على هاته الآلات، فتألق مع مجموعة من الفرق التي استلهمتهم الظاهرة الغيوانية آنذاك في إنشاء مجموعات، و لمع اسمه مع الكثير منهم كعازف” البانجو” على رأسهم “مجموعة المشاعل ” و ” مجموعة عشاق الأريام ” و” مجموعة الخيالة” و ” مجموعة أهل الغيوان”، ثم بعد ذلك شارك مع عدة أجواق موسيقية كصوليست للجوق الوطني السابق، و جوق سمر الرباطي، و جوق مؤسسة أطلس ماروك للأعمال سوسيو ثقافية، ما جعله يترأس فرقة الفنون الجميلة للطرب العربي الأصيل.
و الجميل في هذا الفنان المثابر و المتجدد ، و الباحث في مجال التراث الموسيقي المغربي ، و الذي قام بدراسات حول مقامات الموسيقى العربية ، فأنه موازة مع هاته الرحلة الفنية الكبيرة ، قد كان أستاذا للتعليم الإبتدائي ما يقارب لأربع عقود،و بعد تقاعده تفرغ لصناعة الموسيقى من خلال الكتابة و اللحن و العزف و الغناء، ليكتب إسمه كفان مغربي أصيل.
مثل الفنان الأستاذ “سعيد المجاهد” المغرب في عدة مناسبات في المملكة المتحدة و الولايات الأمريكية المتحدة و ألمانيا و البرتغال و في دول إفريقية كذلك، و استطاع أن يحظى بعدة تكريمات من طرف عدد من الجمعيات و منظمات المجتمع المدني.
كما كانت له العديد من التجارب مع العديد من الفنانين و الفنانات في مجال الغناء كملحن و كاتب أحيانا، نذكر منهم آمال عبد القادر و عزيزة ملاك، و إلهام الرينكة، و كريم العمودي، و نادية المغربية، و بينحاس كوهين، و جيهان ريكوش، و نغم زاكور، و صباح الشنا، و له كذلك أعمال مع ابنته الفنانة المتألقة خولة مجاهد.