سعيد صديق
تشهد تكنولوجيا الاتصال والمعلومات (الثورة الرقمية) تطورات سريعة، ومدى تأثيراتها على نمط الحياة الإنسانية، تجعل مسألة التنمية مرتبطة بمدى قدرة الدول على مسايرة التحولات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
تدخل الثورة التكنولوجية في إطار النظام الرقمي، الذي يربط شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات، والتي تتسم بالسرعة والانتشار وتأثيراتها الممتدة من الرسالة إلى الوسيلة، والتي بدأت بالاتصالات السلكية واللاسلكية، وانتهت بالأقمار الصناعية والألياف البصرية، وثورة الحسابات الإلكترونية التي امتزجت بوسائل الاتصال والانترنت، فضلا عن تكنولوجيات الحسابات الآلية ووسائل الاتصال وشبكات الربط، وأجهزة الفاكس التي تستخدم في الاتصالات.
وحسب المهتمين بالمجال الرقمي، إن تكنولوجيا المعلومات والاتصال تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية، من خلال أشكال جديدة من التفاعل الاجتماعي والاقتصادي ومجتمعات جديدة، التي تسمح بالوصول إلى المعلومات والمعرفة في اللحظة، لأن تكنولوجيا المعلومات والاتصال “مجموع التقنيات والأدوات والوسائل والنظم المختلفة التي يتم توظيفها لجمع المعلومات والبيانات المسموعة والمكتوبة والمسموعة المرئية والرقمية (من خلال الحاسبات الالكترونية ).
و توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أداة قوية لتجاوز الانقسام الإنمائي بين البلدان الغنية والفقيرة والإسراع ببذل الجهود للقضاء على الفقر والجوع، والمرض، والأمية، والتدهور البيئي، وتمكن المدارس والجامعات والمستشفيات الاتصال بأفضل المعلومات والمعارف، وتمكين الأفراد والمجتمعات، والبلدان من تحسين مستوى العيش، وأيضاً المساعدة على تحسين كفاءة الأدوات الأساسية للاقتصاد من خلال الوصول إلى المعلومات والشفافية.
يبدو جليا أن لتكنولوجيا المعلومات والاتصال دور مهم في تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال الخصائص المتميزة وأكثر كفاءة من وسائل الاتصال التقليدية، التي تتخطى الحدود الجغرافية والسياسية للدول، كما تمتاز بكثرة وتنوع المعلومات والبرامج التثقيفية والتعليمية لمختلف الشرائح المجتمعية في المكان والزمان، والعمل على الاهتمام بها وتطوير استخدامها بشكل فعال وأهميتها في التنمية والتطور.