كتب: عبد العزيز بنعبو
اليوم طلعت علينا اخبار تفيد أن مدينة الدار البيضاء ستشرع في توزيع “كعكة” تفويض النفايات يعني “الزبل حاشاكم”. طبعا تلك الاخبار أفادت أن التوزيع أو منح التفويض و التدبير سيكون لفائدة شركات أجنبية. والاكيد اننا لن نجد أفضل من “كاوري” يزيل نفاياتنا من شوارعنا.
كما انه يبدو جليا أن رائحة أزبالنا زكمت انوف العالم، لكن ما سر اهتمام الشركات الأجنبية بزبالتنا، و هل نتوقع منافسة شديدة بين شركات عالمية لنيل صفقة العمر بمعالجة زبالة المغاربة، على غرار المنافسة الحامية على المكالمات. فالمغاربة على قدر همهم اليومي تأتي رغباتهم في تفريق “اللغى” عبر الهواتف النقالة و الثابتة و المتحولة و المتجولة أيضا. و هذا يعكس نمط حياتهم و اختياراتهم العجائبية ، فالمغربي يستطيع التخلي عن خبزة من أجل “روشارج” يبعث بها “الميساجات” لكل أهله و أحبائه و أصحابه و “صحباته”، كما أنه يكتفي بأضعف الإيمان و هو “الفيباج”.
بالعودة إلى النفايات المغربية المتعددة الاستعمالات، نرى أننا شعب سخي يرمي نصف طعامه ، كما يرمي مواد قابلة لإعادة التصنيع، و طبعا يرمي الكثير من همومه عبر “طناجير” العدس و اللوبيا المترامية الاطراف و التي تكاد تغرق “بركاسات” النظافة بالمعادن الصلبة. و هنا مربط الفرس، فالشركات الاجنبية ما كانت لتقدم على معالجة زبالتنا لو لم تصلهم “تنقنيقة” المعادن التي تتوفر عليها هذه الزبالة كالحديد على سبيل المثال المتواجد بالعدس، ناهيك عن الفيتامينات التي لا حصر لعددها و تنوعها داخل “طارو” المغاربة المخصص لحشاكم…
السؤال الذي يحيرني، هل يعجز المغاربة عن معالجة نفاياتهم بأنفسهم، فأهل مكة أدرى بشاعبها، و المغاربة أدرى بزبالتهم و مكامن القوة و الضعف فيها. كما اننا نستر بعضنا البعض، و لن يسمع العالم عن غياب العديد من المكونات الغذائية الأساسية عن موائد المغاربة. و غياب التغذية السليمة التي يمنحها نظام غدائي متوازن. أكيد أن العالم سيعرف سبب انتفاخ بطون الرجال دون علم الحوامل من نساء العالم. و أكيد أيضا أن العالم سيعرف كم نستهلك من الخبز و المرق عندما يسيل “الطارو” على ضفاف المحيط الهادي أو الهندي أو المحيط الأطلسي أو الأبيض المتوسط. سيسيل المرق مزهوا ببهاراته و “حروره” و دسمه الدجاجي. كما أن العالم سيعرف أننا السبب في تهديد الدواجن بالانقراض لأننا بين الدجاج و لاداند غير مخيرين لنا وجهة واحدة يختارها البزطام و الجيب دون تردد و دون نقاش…
رجاء أتركوا لنا أزبالنا فهي منا و لنا و تعرفنا و نعرفها و لا نريد عيون العالم لتنظر في بقايانا… و أظن التجربة كانت الفيصل في ذلك فكم من شركة أجنبية غامرت بارتياد أفاق الزبالة المغربية و خسرت المغامرة و بقية الجبال العفنة متراكمة في شوارع و أزقة المدن المغربية..
ماتقيش زبالتي..